وزارة الخارجيّة الأميركية جيمس جيفري

كشفت أنقرة ،الخميس،عن اتصالات «غير مباشرة» مع النظام السوري وأكدت قدرتها على إقامة منطقة آمنة في شمال سورية  بمفردها، لكنها أشارت إلى إمكانية التعاون مع دول مثل روسيا وأميركا أو أي دولة أخرى في هذا الأمر. ووصل أمس إلى أنقرة المبعوث الأميركي الخاص إلى سورية والتحالف الدولي للحرب على «داعش» جيمس جيفري لإجراء مباحثات حول

الانسحاب الأميركي من شمال سورية والمنطقة الآمنة. كما طالب الرئيس رجب طيب إردوغان، بشكل مفاجئ، بإعادة تفعيل «اتفاقية أضنة» الموقعة مع سورية  عام 1998.
وقال إردوغان إن هناك ضرورة لطرح «اتفاقية أضنة» المبرمة بين تركيا وسورية  عام 1998 للتداول.

وتنص الاتفاقية، التي وقعت في ظروف كان البلدان على وشك الحرب بسبب وجود عبد الله أوجلان زعيم حزب العمال الكردستاني في سورية  قبل اعتقاله عام 1999. على تعاون سورية  التام مع تركيا في «مكافحة الإرهاب» عبر الحدود، وإنهاء جميع أشكال الدعم لحزب العمال الكردستاني، واحتفاظ تركيا بممارسة حقها الطبيعي في الدفاع عن النفس.

كما أعطت تركيا حق «ملاحقة الإرهابيين» في الداخل السوري حتى عمق 5 كيلومترات، و«اتخاذ التدابير الأمنية اللازمة إذا تعرض أمنها القومي للخطر. وأن تكون الخلافات الحدودية بين البلدين «منتهية» بدءا من تاريخ توقيع الاتفاق من دون أن تكون لأي منهما أي «مطالب أو حقوق مستحقة» في أراضي الطرف الآخر».

وقال إردوغان، في كلمة بأكاديمية الحرب في أنقرة أمس إن تركيا «ليست لديها مطامع احتلالية في سورية ، وإنها الدولة الوحيدة التي تتواجد في سورية  لغايات إنسانية بحتة، وإن من أهم أهداف العمليات التي تقوم بها تركيا داخل الأراضي السورية، هو تحقيق الأمن للسكان الذين يعيشون هناك».

- اتصالات غير مباشرة

في السياق ذاته، أكد وزير الخارجية مولود جاويش أوغلو، في مقابلة تلفزيونية أمس، أن تركيا تتواصل «بشكل غير مباشر» مع حكومة النظام السوري، مشيرًا إلى أنها تعمل على توحيد سورية  كونها مسألة أمن قومي لتركيا.

وكان جاويش أوغلو قال، في 16 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، إن تركيا «قد تنظر في إمكانية إعادة العلاقات مع الأسد في حال فوزه في انتخابات ديمقراطية»، لكنه عاد ونفى هذا التصريح، وأوضح في إفادة له بالبرلمان التركي خلال «مناقشات الموازنة العامة»، أنه لا يوجد ما «يشير إلى أن أنقرة ستعمل مع النظام السوري».

وقال جاويش أوغلو إن بلاده لديها القدرة على إقامة منطقة آمنة في سورية  بمفردها لكنها لن تستبعد الولايات المتحدة أو روسيا أو أي دول أخرى تريد أن تتعاون في هذه المسألة. 

وأضاف أنه لا توجد تفاصيل حتى الآن عن المنطقة الآمنة المقترحة، مشدداً على أن أي قرار حول هذه المنطقة يجب أن يُتخذ بالتنسيق مع تركيا، وضرورة ألا تكون هذه المنطقة الآمنة مثل تلك الموجودة بشمال العراق، مشيراً إلى أن مقترح العشرين ميلاً الذي أعلنه الرئيس الأميركي دونالد ترمب كعمق للمنطقة الآمنة يمكن أن يتغير وفقاً للظروف الجغرافية في المنطقة.

وأضاف أن تركيا وروسيا لديهما التوجه ذاته فيما يتعلق بالحل السياسي في سورية  «باستثناء مسألة بقاء الرئيس بشار الأسد في الحكم».

وتحدث الوزير التركي عن إجراء اتصالات مع نظرائه الروسي، سيرغي لافروف، والإيراني جواد ظريف، من أجل عقد اللجنة الدستورية في أقرب وقت ممكن.

وجاءت تصريحات جاويش أوغلو عقب لقاء جمع رجب طيب إردوغان ونظيره الروسي، فلاديمير بوتين، في موسكو، أول من أمس، لمناقشة مسائل تتعلق بالملف السوري وأهمها ملف مدينة إدلب.

وبشأن الانسحاب الأميركي من سورية ، قال جاويش أوغلو إن وفداً أميركيا برئاسة جيفري وصل إلى أنقرة (أمس) وسيلتقي مسؤولين أتراكا لبحث عملية الانسحاب من سورية .

وتعد زيارة جيفري هي الثانية التي يقوم بها لتركيا خلال الشهر الجاري حيث سبق أن زارها في الثامن من الشهر نفسه رفقة مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون ورئيس هيئة الأركان الأميركية جوزيف دانفورد لبحث القرار الأميركي المفاجئ بالانسحاب من سورية  إلا أن المباحثات وقتها لم تتطرق إلى المنطقة الآمنة، وأظهرت وجود تباين في تفسير قرار الانسحاب بين أنقرة وواشنطن.

وقد يهمك أيضًا:

الجيش التركي يفرق بالرصاص الحي احتجاجات في مدينة الباب السورية

خلافات كثيرة بين "التحالف الثلاثي" حول قضايا رئيسية تؤخّر حلَّ الأزمة السورية