دمشق _ ميس خليل
أكّد وليد المعلم نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية والمغتربين السوري أنَّ سورية رغم الأزمة التي مرت بها وتآمر بعض الدول عليها "تؤمن إيمانًا عميقًا بالعروبة"، معتبرًا أنَّ ما جرى في العالم العربي وضمنه سورية سببه الخلل في العمل العربي الذي لا بد من تصحيحه.
وأشار الوزير المعلم خلال لقاء أساتذة وطلاب جامعة دمشق على مدرج الجامعة اليوم الأثنين ، إلى أنَّ الزيارة التي قام بها الرئيس السوداني عمر البشير إلى دمشق أمس الأحد ، تُشكل خطوة إضافية في إطار كسر الحصار الذي فرض على سورية تنفيذًا لمخطط أميركي في ظاهره إسرائيلي في حقيقته بهدف إلى النيل من سورية وإضعاف دورها على الساحة العربية والإقليمية.
وأكَّد المعلم أنَّه لا أحد في سورية يقبل أي أحاديث عن كيانات مستقلة أو فيدرالية على الإطلاق وأنَّه لا بديل عن العودة إلى الوطن الذي يفتح ذراعيه لأبنائه جميعًا وقرار الدولة هو عودة السيادة على كل شبر من أراضي الجمهورية العربية السورية".
ولفت المعلم إلى أهمية انعقاد اللجنة الاقتصادية السورية الروسية المشتركة في دمشق الأسبوع الماضي، والاجتماعات المهمة التي تؤسس لشراكة استراتيجية في المجالات الاقتصادية، والثقافية، والاجتماعية توازي علاقاتنا السياسية والعسكرية مع الاتحاد الروسي.
وأشار وزير الخارجية والمغتربين إلى أنَّ الدول التي حاربت سورية وتآمرت عليها بدأت تدفع ثمن سياساتها حيث تعاني ارتفاع نسب البطالة والتضخم والانقسام السياسي والاجتماعي داخل هذه الدول وبين الدول نفسها مبينًا أنَّ من تآمر على سورية واستثمر في دعم الإرهاب وفرض الإجراءات القسرية أحادية الجانب عليها يدفع اليوم ثمن هذه السياسات.
واختتم المعلم حديثه " كل الذين تآمروا على سورية بقيادة الولايات المتحدة لن يكونوا في العام القادم في وضع مريح بينما وضعنا في سورية يتعافى كل يوم أكثر من الذي سبقه معربا عن أمله بأن يكون عام 2019 أفضل بكثير بالنسبة للسوريين من كل النواحي.
وردا على أسئلة الحضور بشأن الوضع في محافظة إدلب، أكد المعلم أنَّ أولوية القيادة السورية هي تحرير المحافظة من التنظيمات الإرهابية، مشيرًا إلى التنسيق الدائم بين سورية وروسيا بهذا الشأن، لافتًا في الوقت نفسه إلى أن رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان والإرهابيين لم يلتزموا باتفاق سوتشي.
وأكد المعلم أنَّ القيادة السورية تفضل الحوار السياسي إذا كان يحقق الهدف بتخليص إدلب من الإرهاب وفي النهاية فإن القرار هو تحرير جميع الأراضي السورية كاملة.
وحول تشكيل اللجنة الدستورية، أوضح المعلم أنَّه من المبكر الحديث عن بدء عملها، مؤكدًا أنَّ تأخر تشكيل اللجنة ناجم عن محاولة عدد من الدول الغربية التدخل فيها إضافة إلى العقبات التي وضعتها تركيا في طريق تشكيلها.
وأكد المعلم أنَّ الأولوية في المشاركة بمرحلة إعادة إعمار سورية ستكون للدول التي ساندت ووقفت إلى جانب الدولة السورية في حربها ضد الإرهاب ، مبينا أن المكتب الاقتصادي في وزارة الخارجية والمغتربين يعمل لتوسيع العلاقات مع إيران وروسيا والصين والهند وماليزيا في إطار سياسة التوجه شرقًا بالإضافة إلى دول أخرى صديقة وقفت إلى جانب سورية ولم تشارك في التآمر عليها.
وعن موقف الحكومة السورية من الممارسات التي تقوم بها بعض الميليشيات الكردية والعدوان التركي على مناطق الشمال السوري، أشار المعلم إلى أنَّ السوريين الأكراد جزء من النسيج السوري والحكومة السورية مستعدة للحوار دائما لما فيه مصلحة الدولة ناصحا الجميع بعدم الانجرار وراء الوهم الأمريكي.
وبشأن وجود القوات الاجنبية على الأراضي السورية بشكل غير شرعي ودون تنسيق مع الدولة السورية، بين المعلم أن هذه الدول تريد أن تجد لنفسها أدوارا في الحل السياسي للأزمة في سورية وهذا الشيء لن يحصلوا عليه وعليهم أن ينهوا احتلالهم للأراضي السورية.
وأعاد الوزير المعلم التأكيد على أنَّ الجولان السوري المحتل جزء من أراضي الجمهورية العربية السورية تنطبق عليه القوانين الدولية للمناطق الواقعة تحت الاحتلال وهذه القرارات يجب أن تحترم ومنها قرارات مجلس الأمن التي تعتبر أي ضم للجولان لاغيا وباطلا وغير شرعي.
وأكَّد المعلم أنَّ ما يحمي الجولان بالفعل هو مقاومة أهلنا وصمودهم ورفضهم للإجراءات الاسرائيلية والذي تجلى مؤخرًا في رفض ما يسمى "الانتخابات المحلية" وفي النهاية فإن الجولان سيعود إلى سورية عاجلًا أم آجلًا.
وحول العلاقات السورية مع الفصائل الفلسطينية، أكَّد المعلم أنَّ سورية تؤمن بأن القضية الفلسطينية هي البوصلة ولذلك احتضنت كل الفصائل الفلسطينية وحمتها وتعرضت للضغوط جراء هذا الموقف، وعلى الرغم من المواقف غير الوفية من قبل البعض لكن كل ذلك لن يثني سورية عن دعم الشعب الفلسطيني في مواجهة الاحتلال وتحصيل حقوقه المشروعة وإقامة دولته وعاصمتها القدس.
قد يهمك أيضا