الإدارة الذاتية في سورية

وصل وفد يضم كل من وزير الخارجية الفرنسي الأسبق برنارد كوشنير والباحث الاستراتيجي جيرار شاليان إلى مقر هيئة العلاقات الخارجية التابعة للإدارة الذاتية (الكردية) في مدينة القامشلي في محافظة الحسكة شمال شرقي سورية، إلى جانب سياسيين وأكاديميين قادمين من دول مصر العراق وكولومبيا.

وقالت مصادر إعلامية الكردية اليوم، السبت 1 كانون الثاني/ديسمبر ، إن الوفد وصل للمشاركة في المنتدى الدولي الذي يعقد برعاية مركز “روج آفا للدراسات الاستراتيجية” في عامودا في القامشلي.

ويعقد المركز منتدى دوليًا، غدًا الأحد، حول “التطهير العرقي والتغيير الديمغرافي” في عفرين.

ويأتي المنتدى في الوقت الذي يهدد مسئولون أتراك بشن عملية عسكرية مشابهة لعمليتي “درع الفرات” و”غصن الزيتون” في منطقة شرق الفرات الخاضعة لسيطرة قوات سوريا الديموقراطية (قسد) المدعومة أمريكيًا.

وأعلن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، مرارًا التجهيز للسيطرة على أربع مناطق شمالي سوريا، وقال في نيسان الماضي، “بدأنا الاستعدادات اللازمة من أجل تطهير عين العرب وتل أبيض ورأس العين والحسكة، صوب الحدود العراقية، من الإرهاب”.

وتعتبر تركيا أن “قوات سوريا الديمقراطية”، الذراع العسكرية، للإدارة الذاتية، امتداد لحزب "العمال الكردستاني" المحظور والمصنف إرهابيًا وهو ما تنفيه الوحدات رسميًا.

واستقبل الوفد الزائر الرئيس المشترك لهيئة العلاقات الخارجية لشمال شرق سوريا، عبد الكريم عمر، ومستشارة الإدارة الذاتية في إقليم الجزيرة، مزكين أحمد.

وعقد الطرفان اجتماعًا مغلقًا، ومن المتوقع أن يعقد مؤتمر صحفي في وقت لاحق من قبل الوفد.

وتعتبر زيارة كوشنير لمدينة القامشلي، الخاضعة لسيطرة مشتركة بين “الإدارة الذاتية” والجيش السوري، الزيارة الأولى على الصعيد الدبلوماسي الفرنسي، غير الرسمي، بالوقت الذي تشهد فيه العلاقات الفرنسية- التركية توترًا لاسيما بعد تصريحات أردوغان الأخيرة الداعية إلى وقف العنف وضبط النفس في الاحتجاجات التي تشهدها فرنسا.

يذكر أن وفد من "قسد" التقى الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، في مارس/ آذار الماضي، في إطار جهودها لتقديم المساعدات الإنسانية والتوسط بين الكرد وأنقرة.

ولكن تلك الزيارة قوبلت برد غاضب من أنقرة، حليفة فرنسا في حلف شمالي الأطلسي، التي رفضت الوساطة مع "وحدات حماية الشعب" (الكردية) والتي تعتبرها تركيا امتدادًا لـ "حزب العمال الكردستاني" المحظور لديها.

وردت فرنسا على التصريحات الغاضبة من الجانب التركي، بأنها ستواصل الحوار مع تركيا التي تعتبرها “شريكًا مهمًا وأساسيًا في إيجاد حل للحرب في سورية".

وقدمت فرنسا، شأنها شأن أمريكا، السلاح والتدريب للفصيل المسلح الذي تقوده الوحدات في القتال ضد تنظيم"داعش"، ولديها عشرات من الأفراد من القوات الخاصة في المنطقة، الأمر الذي أغضب تركيا.