الجمارك تُسهِّل هروب تاجر مخدرات من سورية

كشفت مصادر في الجمارك ضبط حالة تزوير تخص منح إذن السفر لمهرب مخدرات ممنوع من السفر، حاول التهرب من الأحكام والإجراءات المتخذة بحقه.

وتم الاشتباه بالمهرّب لدى تنقله بين مكاتب الهجرة والجوازات للحصول على تأشيرة سفر، ولديه كتاب محال من إدارة الجمارك يسمح له بالسفر، الأمر الذي استدعى من إدارة الهجرة والجوازات مراسلة الجمارك للتحري أكثر عن صدقية الكتاب، ليتبين في إدارة الجمارك أن الكتاب الذي قدمه المهرب للهجرة والجوازات مزور من أحد العاملين في الجمارك، الذي أقرّ بالتزوير بعد إحالته على التحقيق والاستجواب حول الموضوع، معترفاً بأن التزوير كان لقاء رشوة مالية.

ولدى التوسع بالبحث حول الموضوع تبين أن القضية التي أدت إلى منع المهرب من السفر هي قضية تهريب مخدرات، تتجاوز غراماتها 50 مليون ليرة سورية، على حين تم اتخاذ جملة من الإجراءات بحق العامل وإحالته على الجهات المختصة لاستكمال التحقيق معه.

وفي متابعة للموضوع بين مدير في الجمارك أن حالة التزوير تلك فردية، تحدَّث أو تتكرر من وقت لآخر، ولكن ضمن نطاق محدود بسبب عمليات المتابعة والرقابة التي تجري على المراسلات والبريد، وأن هناك مشروعاً لأتمتة العديد من المراسلات والأعمال لدى الجمارك وخاصة قرار الحجز ومنع السفر، وأن معظم هذه القرارات باتت مؤتمتة وهو الأمر الذي يحد من حالات التلاعب والتزوير ولا يسمح بها، كما أن هناك الكثير من المعالجات التي تعمل عليها إدارة الجمارك لزيادة الوثوقية في مراسلاتها والقضايا التي تعالجها، منوهاً بأن الإدارة تعمل على تحديث هياكل العمل لديها والتخفيف من الدورات المستندية وتبسيط الإجراءات قدر الإمكان للحد من حالات التلاعب واختصار الوقت والجهد وتطوير العمل الجمركي.

وبين المدير أنه على التوازي مع الاهتمام المتزايد في تطوير مهام الجمارك وآليات تنفيذها، لجهة ضبط المهربات والحد من هذه الظاهرة بكل أشكالها والتوجه نحو منابع التهريب والطرق والمعابر الأساسية له وزيادة المتابعة للعاملين في التهريب، هناك عمل على تحسين المراسلات والمعالجات البريدية وتحسين البيئة الإدارية لدى لجمارك ما ينسجم مع العمل الجمركي ويحقق حالة من التكامل التي تسمح بزيادة الفاعلية للعمل الجمركي على مختلف المستويات.

وفي هذا الإطار، بين المدير أن الجمارك استطاعت تأمين كل مستلزمات العمل خلال وقت بسيط في معبر نصيب الذي تم افتتاحه أمس وعودة العمل له بعد انقطاع لسنوات بسبب تداعيات الحرب على سورية.

وأوضح أنه تم العمل على تأهيل العديد من المكاتب وتجهيز الأمانة الجمركية ضمن خطة إسعافية وتخصيص مفرزتين لتنفيذ المهام الجمركية في معبر نصيب، مبيناً أن العمل على تأهيل معبر نصيب يأتي ضمن خطة شاملة تعمل عليها الجمارك لتطوير وتأهيل كل النقاط والمعابر الجمركية وخاصة التي تعرضت للتدمير والتخريب خلال السنوات الماضية وتحديث آليات العمل الجمركي وزيادة الاعتماد على التقانة والأتمتة لتطويق ظاهرة التهريب، وضبط المعابر الحدودية وتحقيق حالة من الانسيابية وخاصة لجهة حركة الشحن ونقل البضائع.