معارك بين النظام والجيش المبايع للتنظيم

رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان اشتباكات تجري بعنف بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جانب، ومقاتلي جيش خالد بن الوليد المبايع لتنظيم “الدولة الإسلامية” من جانب آخر، على محاور بالقرب من الشريط الحدودي مع الجولان السوري المحتل، ورصد المرصد السوري تركز الاشتباكات في منطقة صيدا الجولان، بعد تمكن قوات النظام من السيطرة على منطقتي البكار والجبيلية، اللتين انسحبت منهما هيئة تحرير الشام في وقت سابق، وسلمتهما لجيش خالد بن الوليد، وتترافق الاشتباكات مع عمليات استهداف متبادلة ومكثفة، على محاور القتال بين الطرفين، تزامناً مع قصف متجدد بشكل مكثف من قبل قوات النظام والطائرات الحربية على مناطق سيطرة جيش خالد بن الوليد، وطالت الضربات مناطق الاشتباك ومناطق في بلدة سحم الجولان وتسيل وجلين والمزيرعة وعشترا والشركة الليبية، في حوض اليرموك بالقطاع الغربي من ريف درعا، مترافقة مع قصف للطائرات المروحية بالبراميل المتفجرة على المناطق ذاتها، وقصف من قبل قوات النظام بالصواريخ التي يعتقد أنها من نوع أرض – أرض، وقصف بالقذائف المدفعية والصاروخية، ما تسبب بأضرار مادية، وسط معلومات عن خسائر بشرية في صفوف طرفي القتال

القتال العنيف هذا بالقرب من الحدود مع الجولان السوري المحتل، بين قوات النظام وحلفائها وجيش خالد بن الوليد، وتجدد القصف الجوي، تسبب في تصاعد أعداد الضربات التي طالت منطقة حوض اليرموك، حيث ارتفع إلى أكثر من 2000 عدد الضربات التي نفذتها الطائرات الروسية والتابعة للنظام الحربية منها والمروحية، وسط قصف بمئات الصواريخ والقذائف المدفعية والصاروخية وقذائف الدبابات والهاون، على المنطقة، منذ الـ 19 من تموز / يوليو الجاري من العام 2018، تاريخ بدء عملية النظام ضد جيش خالد بن الوليد، أيضاً رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان خلال الأيام الأربعة الفائتة، عمليات نزوح من المنطقة، لنحو 22 ألف مدني، فراراً من القصف الذي أحدث دماراً هائلاً، فيما تبقى نحو 8000 مدني يعايشون أوضاعاً إنسانية صعبة في ظل عمليات القصف الجوي والصاروخي المكثف، الذي تسبب في استشهاد 37 مدنياً على الأقل بينهم 11 طفلاً و4 مواطنات، وإصابة عشرات آخرين بجراح متفاوتة الخطورة، في حين وثق المرصد السوري لحقوق الإنسان 36 على الأقل من عناصر قوات النظام والمسلحين الموالين لها، بينما قتل ما لا يقل عن 53 من عناصر جيش خالد بن الوليد المبايع لتنظيم “الدولة الإسلامية”، فيما أصيب العشرات من الطرفين بجراح، متفاوتة الخطورة، حيث لا يزال عدد القتلى من الطرفين مرشحاً للارتفاع بسبب وجود جرحى بحالات خطرة من الجانبين.

أيضاً نشر المرصد السوري يوم الجمعة الفائت، أن هذا القصف المكثف تزامن مع عملية تقدم لجيش خالد بن الوليد في أعقاب إفراغ مناطق سيطرة الفصائل المحاذية لمناطق سيطرة جيش خالد بن الوليد، في حوض اليرموك، حيث تقدمت في مناطق البكار والجبيلية والمعلقة والمجاعيد وعين زبيدة والعبدلي وأبو حجر ومناطق أخرى محاذية لها، لتتوسع سيطرة جيش خالد بن الوليد لنحو 8% من مساحة محافظة درعا، حيث يعد هذا ثاني توسع للجيش المبايع للتنظيم في محيط حوض اليرموك، بعد سيطرتهم قبل أيام على بلدة حيط عقب قتال عنيف مع الفصائل المقاتلة والإسلامية التي أجرت “مصالحة” مع النظام، حيث جرى فرض اتفاق عليها حينها بتسليم السلاح الثقيل والانسحاب نحو مناطق أخرى من محافظة درعا، كما أن عمليات القصف الجنوني هذه، تأتي مع استمرار المخاوف على حياة أكثر من 30 ألف مدني يتخذهم جيش خالد دروعاً بشرية، حيث يواصل المدنيون فرارهم من البلدات التي تتعرض لمحرقة روسية في المنطقة، نحو مناطق حدودية مع الجولان السوري المحتل