نيويورك _ سورية 24
أكد مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة الدكتور بشار الجعفري أن ما يسمى “التحالف الدولي” بقيادة الولايات المتحدة دمر مدينة الرقة بالكامل بذريعة محاربة تنظيم “داعش” الإرهابي لافتا إلى أن بعثة الأمم المتحدة التقييمية ذكرت في تقريرها أن المدينة تواجه وضعاً حرجاً يتطلب إعادة بناء وهيكلة للخدمات العامة فيها بأكملها.
وقال الجعفري خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي عقدت أمس بطلب من روسيا لمناقشة الأوضاع في مدينة الرقة ومخيم الركبان: نشكر وفد روسيا الاتحادية على طلب عقد هذه الجلسة لمناقشة الوضع في مدينة الرقة.. هذه المدينة الشهيدة التي تم تدميرها من قبل القوات الأمريكية وتحالفها المزعوم بالكامل تحت ذريعة محاربة الإرهاب.
وأضاف الجعفري: لن أسرد هنا تقييم الجمهورية العربية السورية للأوضاع الكارثية في هذه المدينة بل سأنقل إلى أعضاء المجلس ما خلصت إليه بعثة الأمم المتحدة التقييمية إلى مدينة الرقة التي وافت بها وزارة الخارجية والمغتربين بموجب مذكرة رسمية من المنسق المقيم للأمم المتحدة بتاريخ الرابع من الشهر الجاري وأقتبس “تواجه مدينة الرقة وضعاً حرجاً يتطلب إعادة بناء كاملة وإعادة هيكلة الإدارة والخدمات العامة بأكملها من الصفر:” انتهى الاقتباس.
وتابع الجعفري: أشير إلى بعضٍ مما خلصت إليه هذه البعثة حيث شاهد الفريق حجم الدمار الهائل الذي تعرضت له المدينة فكل مبنى إما دمر بالكامل أو تضرر جزئياً وبعد أن كان يقدر عدد سكانها بنحو 300 ألف شخص قبل الأزمة أصبحت تضم نحو 7000 شخص في نهاية هجوم “التحالف” حيث اخرجوا أربعة آلاف إرهابي من تنظيم “داعش” لكنهم أخرجوا معهم نحو 300 ألف من سكان المدينة فضلا عن وجود نقص كامل في الخدمات العامة حيث لا توجد مياه ولا كهرباء ولا تغطية للهاتف النقال ولا توجد خدمات أساسية بشكل عام.
وبين الجعفري أنه تم تدمير كل المشافي والمستوصفات ولا يوجد حاليا أي مشفى عامل في المدينة مشيرا إلى أن ما حصل في مدينة الرقة هو مثال واحد على جرائم “التحالف” الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية بزعم محاربة تنظيم داعش الإرهابي وهذا “التحالف” لم يهدف يوماً إلى مكافحة الإرهاب بل إلى تقويض سيادة ووحدة وسلامة أراضي سورية ومحاولة إضعاف قوة الجيش العربي السوري وحلفائه في التصدي للمجموعات الإرهابية.
وشدد الجعفري على أن الإنجازات الحقيقية لما يسمى “التحالف الدولي” تمثلت بإزهاق أرواح آلاف المدنيين الأبرياء باستخدام أفظع الأسلحة بما فيها الأسلحة الحارقة وتدمير البنى التحتية السورية بما فيها السدود والجسور والمشافي والمدارس والمؤسسات والمنشآت الإنمائية للشعب السوري وموارده الاقتصادية التي يحتاجها لإعادة الإعمار وفي مقدمتها آبار ومنشآت وتجهيزات النفط والغاز والعاملون فيها.
وقال الجعفري: أذكر هنا على سبيل المثال لا الحصر المجازر التي ارتكبت بحق المدنيين في مدينتي الميادين والبوكمال في منتصف أيار 2017 وفي بلدة الصور وقرية الدبلان ومدينة الميادين وقرية ذيبان بريف ديرالزور أواخر حزيران 2017 وفي منطقة تل الشاير بتاريخ 19 حزيران 2017 وقرية الزيانات بتاريخ 4 تموز 2017 وقرية كشكش بتاريخ 12 تموز 2017 في ريف الحسكة الجنوبي وقرية الشعفة وظهرة علوني بتاريخ 25 شباط 2018 وقرية البحرة بتاريخ 20 شباط 2018.
وأوضح الجعفري أن خير دليل على أن هدف هذا “التحالف” غير الشرعي لم يكن يوماً مكافحة الإرهاب بل وضع العقبات في وجه الجيش العربي السوري وحلفائه في حربهم المستمرة ضد تنظيم داعش الإرهابي هو.. على سبيل المثال لا الحصر.. العدوان الجوي الذي قامت به طائرات هذا “التحالف” ضد الجيش العربي السوري في جبل الثردة في ديرالزور بتاريخ 17 أيلول 2016 والذي هدف حينها إلى توفير ممر آمن لعناصر تنظيم داعش الإرهابي بين الأراضي السورية والعراقية وكذلك استهداف الطائرات الأمريكية بتاريخ 8 شباط 2018 لقوات شعبية على الضفة الشرقية من نهر الفرات كانت في حالة اشتباك مع إرهابيي تنظيم “داعش” حيث قتلت تلك الطائرات العشرات من هذه القوات الشعبية.