الرئيس التركي رجب طيب أردوغان

قالت مجلة أمريكية إن خسارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في انتخابات مدينة إسطنبول، كبرى المدن التركية، تعني بدء العد التنازلي لقبضته القوية على الحكم، ويمكن أن تؤثر على فرص نجاحه في انتخابات الرئاسة في المستقبل.

وأشارت مجلة ”ناشيونال انترست“، في تقرير نشرته اليوم السبت، إلى تصريح أصدره أردوغان نفسه قبل عدة سنوات قال فيه إن ”الذي يفوز في إسطنبول يفوز بتركيا“، معربة عن اعتقادها بأن هذا التصريح ”سيقض مضجعه“ بعد فوز زعيم المعارضة أكرم إمام أوجلو في انتخابات بلدية إسطنبول الشهر الماضي.

واعتبر التقرير أن خسارة أردوغان للمدينة التي يوجد بها نحو خمس سكان تركيا وتشكل حوالي 30% من إجمالي الناتج المحلي كانت نتيجة المشكلات الاقتصادية التي تعاني منها تركيا وتحول عدد كبير من الموالين للحزب الحاكم لصالح المعارضة بسبب غضبهم من ”تكتيكات أردوغان الوقحة“ بإلغاء نتيجة الانتخابات الأولى التي جرت في آخر شهر آذار /مارس الماضي بدعوى حدوث عمليات غش.

وأشار التقرير إلى أنه بالإضافة إلى المشكلات الاقتصادية وترنح الليرة التركية التي خسرت نحو نصف قيمتها في عام، يعاني أردوغان من تراجع شعبيته نتيجة سياسته العدائية تجاه الأكراد وتورطه في سوريا، ما أدى إلى تدفق آلاف اللاجئين إلى تركيا، فضلًا عن تزايد ميزانية الدفاع، ما تسبب في تفاقم الصعوبات الاقتصادية.

اقرأ أيضًا:

وزير الداخلية التركي يُحذِّر اللاجئين مِن جرائم تُؤدِّي إلى ترحيلهم

ورأى التقرير أن تلك المشكلات ستزداد في حال قررت الولايات المتحدة فرض مزيد من العقوبات على تركيا بسبب شرائها صواريخ إس-400 الروسية، لافتًا إلى أن تلك العقوبات يمكن أن تفرض تلقائيًا بموجب قانون مواجهة خصوم أمريكا الذي أقره الكونغرس عام 2017 لمعاقبة أية دولة تشتري أسلحة من أعداء الولايات المتحدة.

وقال: ”جميع هذه المؤشرات والعوامل تشير إلى تآكل تدريجي لقبضة أردوغان على السلطة، رغم أنه من السابق لأوانه القول إنها ستطيح به في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية القادمة التي تجري بعد أكثر من أربع سنوات، إذ إن كثيرًا من الأمور يمكن أن تحدث في هذه الفترة، خاصة أن أردوغان نجح في تركيز السلطة في يديه وأساء استخدامها من أجل استغلال وسائل الإعلام وتحطيم خصومه السياسيين“.

وأضاف: ”يجب ألا ننسى خصائص أردوغان المشابهة للحرباء ومهاراته في الابتزاز السياسي والتي يمكن أن يستغلها في السنوات القادمة… إلا أن الأمر المؤكد هو أن خسارته لمدينة إسطنبول تعني أن سعيه لإحكام قبضته على الحكم بشكل كامل لم ينجح في تدمير الروح الديمقراطية التي لا تزال تحكم أكثرية الناخبين الأتراك“.

ووفقًا للتقرير، فإن اكتساح إمام أوغلو لانتخابات اإسطنبول يعني أن المعارضة لديها الآن ”زعيم شعبي يمكنها أن تلتف حوله في الوقت الذي بدأت فيه قبضة أردوغان تتفكك“.

وختم قائلًا: ”قد نبالغ عندما نقول إن أيام أردوغان باتت معدودة بعد خسارته لمدينة إسطنبول التي أسهمت في بروز قوته في التسعينيات، لكن الحقيقة هي أن قبضته على الحكم في تركيا لن تعود أبدًا كما كانت من قبل“.

قد يهمك أيضًا:

اتفاق بين الأمم المتحدة و”سوريا الديمقراطية” يغضب أردوغان

رجب أردوغان يُؤكِّد رفض بلاده القاطع لخُطة السلام الأميركية