باكيسجايا- سورية 24
صرح مسؤولون في إندونيسيا بأن طائرة تحمل 189 شخصا على متنها سقطت في البحر وغرقت يوم الاثنين بعد قليل من إقلاعها من العاصمة جاكرتا في رحلة داخلية إلى منطقة تشتهر بتعدين القصدير.
ولا مؤشر على وجود أي ناجين من تحطم الطائرة وهي حديثة نسبيا ومن طراز بوينج 737 ماكس 8 وتابعة لشركة ليون إير. وقال مسؤولو إنقاذ في وقت لاحق يوم الاثنين إنهم انتشلوا بعض الأشلاء البشرية من موقع الحادث على بعد نحو 15 كيلومترا من الساحل.
وانقطع الاتصال بين الطائرة ومسؤولي الملاحة الجوية على الأرض بعد قليل من طلب الطيار العودة عقب حوالي 13 دقيقة من إقلاع رحلتها رقم(جيه.تي 610).
وتعد إندونيسيا أحد أسرع أسواق الطيران نموا في العالم لكن سجلها في مجال السلامة ليس متماسكا. ويقول خبراء قطاع الطيران إن الحادث سيعد ثاني أسوأ كارثة جوية في إندونيسيا منذ عام 1997 إذا ثبت مقتل كل من كانوا على متن الطائرة.
وقال محمد سياوجي رئيس وكالة البحث والإنقاذ في مؤتمر صحفي ”لا نعلم ما إذا كان هناك أي ناجين“ مضيفا أنه لم ترد أي إشارة استغاثة من جهاز تحديد المواقع في حالات الطوارئ بالطائرة. وقال ”نأمل.. وندعو.. لكن لا يمكننا التأكيد“.
وتابع ”نحن هناك بالفعل.. سفننا وطائراتنا الهليكوبتر تحلق فوق المياه للمساعدة... نحاول الغوص للعثور على الحطام“.
وكان هناك 23 مسؤولا حكوميا على الأقل على متن الطائرة. وقال مسؤول في ليون إير إن أحد ركاب الطائرة من إيطاليا وأحد الطيارين من الهند.
وغرقت الطائرة في مياه يتراوح عمقها بين 30 و35 مترا وتم العثور على أغراض مثل هواتف محمولة وسترات نجاة في المياه إلى جانب أشلاء.
وقال مراسل من رويترز إن سيارات الاسعاف تصطف في كاراوانج على الساحل شرقي لجاكرتا كما جهزت الشرطة قوارب مطاطية. وتستخدم قوارب الصيد أيضا للمساعدة في عمليات البحث.
وقال إدوارد سيرايت الرئيس التنفيذي لمجموعة ليون إير للصحفيين إن الطائرة واجهت مشكلة فنية في رحلة سابقة من جزيرة بالي إلى جاكرتا لكن ”جرى إصلاحه وفقا للقواعد المتبعة“.
لكنه أحجم عن تحديد طبيعة المشكلة الفنية. وتابع أن الشركة تسير 11 طائرة من نفس الطراز ولم تواجه أي منها هذه المشكلة. وقال إن الشركة لا تعتزم منع باقي الطائرات من التحليق.
وقالت شركة الطيران الخاصة في بيان إن الطائرة دخلت الخدمة في أغسطس آب وحالتها كانت مستوفية لشروط التحليق فيما قضى الطيار ومساعده 11 ألف ساعة في الطيران.
أقلعت الطائرة من جاكرتا في حوالي الساعة 6.20 صباحا وكان من المقرر أن تهبط في بانجكال بينانج عاصمة منطقة بانجكا-بليتونج التي تشتهر بالتعدين الساعة 7.20 صباحا.
ووصل أقارب من كانوا على متن الطائرة إلى المطار في جاكرتا وبانجكال بينانج.
وقال امرأة في مطار جاكرتا لفتاة تبكي ”اصبري ورددي الدعاء لأبيك“.
وقال رئيس لجنة سلامة النقل الإندونيسية إنه يأمل في معرفة سبب الحادث عند انتشال الصندوقين الأسودين للطائرة وهما مسجل صوت قمرة القيادة ومسجل بيانات الرحلة.
وأضاف ”الطائرة حديثة جدا وترسل بيانات وسنراجع ذلك أيضا. لكن الأهم هو العثور على الصندوق الأسود“ مشيرا إلى أن الطقس كان صافيا وقت تحطم الطائرة.
وقال الرئيس جوكو ويدودو في مؤتمر صحفي إن السلطات تركز حاليا على جهود البحث والإنقاذ ودعا البلاد إلى التضامن والدعاء.
طائرة تابعة لشركة ليون أير في مطار ببالي. صورة من أرشيف رويترز
وستمثل جهود تحديد موقع الحطام وانتشال الصندوقين الأسودين تحديا كبيرا للمحققين في إندونيسيا حيث تحطمت طائرة ايرباص تابعة لشركة طيران إير آسيا في بحر جاوة في ديسمبر كانون الأول 2015.
وبموجب القواعد الدولية، سيقوم المجلس الوطني لسلامة النقل في الولايات المتحدة تلقائيا بالمساعدة في التحقيق في تحطم الطائرة بدعم من مستشارين فنيين من شركة بوينج وشركة (سي.إف.إم إنترناشونال) الأمريكية الفرنسية لصناعة المحركات.
وقالت شركة بوينج في بيان إنها تشعر بالحزن العميق بشأن الحادث وإنها مستعدة لتقديم المساعدة الفنية للتحقيقات.
وأظهر موقع (فلايت رادار 24 دوت كوم) أن أول إشارة على وجود خطب ما في الرحلة كانت بعد دقيقتين تقريبا من الإقلاع لدى وصول الطائرة لارتفاع 610 أمتار. وبدأت الطائرة تسرع في اللحظات الأخيرة ووصلت إلى سرعة 345 عقدة قبل توقف البيانات الاتصال عندما كانت على ارتفاع 3650 قدما (1113 مترا).