سيول _ منى المصري
تمَّ في كوريا الجنوبية إنشاء "سجن مزيف" يُعدُّ المكان الأنسب للمواطنين الكوريين الراغبين في الهرب من ضغوط الحياة اليومية. ويهدف هذا السجن المفتوح أمامهم على مدار الـ24 ساعة، الى تزويدهم بشعور الحرية.
وذكرت صحيفة "ميرور" البريطانية، أن هذا السجن يدعى "السجن بداخلي" The Prison Inside Me"، وتبلغ رسوم العيش فيه لمدة 24 ساعة في الحبس الأنفرادي، 90 دولاراً أميركيا.
ويقع السجن في منطقة "هونغشتون"، وتم افتتاحه في عام 2013، ومنذ ذلك الحين استضاف نحو 2000 شخص يعانون من ضغط العمل، وكذلك طلاب يبحثون عن الهروب من أماكن العمل والدراسة. وداخل السجن، هناك حظر كامل لأي نوع من الاتصالات، بما في ذلك الهواتف المحمولة، والساعات، وحتى المرايا.
ويقول العملاء إن العزلة الكاملة تسمح لهم بالاسترخاء والفرار من صخب حياتهم المجهدة بشكل كبير، إذ إنه داخل الزنزانات البالغ مساحتها 28 مترا مربعا، يقضي المقيمون معظم أوقات احتجازهم في غرفة تحتوي على دفتر لكتابة المذكرات اليومية، وسجادة لممارسة رياضة "اليوغا"، ولكن يمكنهم أيضا المشاركة في الأنشطة الجماعية الروحية، إذا رغبوا في ذلك. ويرتدي النزلاء ملابس السجن التقليدية، ويستلمون وجباتهم من خلال نافذة صغيرة في باب الزنزانة.
ووجدت دراسة أجرتها منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD) أن الكوريين الجنوبيين عملوا في المتوسط 2000 ساعة في عام 2017، ولذلك أعتبرت أكثر دولة عاملة في قارة آسيا. وتعد معدلات الانتحار في هذه الدولة من أعلى المعدلات في العالم، وهي ضعف المعدل في الولايات المتحدة.
وقال بارك هي ري، 28 عاما، أحد رواد المكان:" من المفارقات أن هذا السجن يمنحني الشعور بالحرية." وتقول المؤسسة المشاركة، نوه جي هيانغ، إن الفكرة أتتها من زوجها، والذي يعمل مدعيا عاما، وفي الغالب يعمل لأكثر من 100 ساعة في الأسبوع، مضيفة:"في البداية يقول الناس إنه سيكون من السهل التواجد في زنزانة السجن. لكن بعد إقامتهم، يقولون إن هذا ليس سجنا، السجن الحقيقي هو المكان الذي يعودون إليه."