القاهره _سوريه24
حاض الصحافي الألماني فولكهارد فيندفور في مصر مسيرة صحافية طويلة، كُللت أخيرا بمنح الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي وسام الاستحقاق له، في سابقة تعد الأولى من نوعها، تكريما لدوره بصفته رئيساً لجمعية المراسلين الأجانب في مصر، ومؤسس ورئيس تحرير مجلة «الملتقى» التي تصدر بالتعاون مع غرفة التجارة الألمانية المصرية.
اقرأ أيضا:
لجنة دعم الصحافيين توضّح تفاصيل انتهاك الحريات الإعلامية في فلسطين
جاء التكريم تقديرا لدوره ومسيرته الممتدة في مصر لأربعة عقود متتالية، وسلم الكاتب الصحافي ضياء رشوان، رئيس الهيئة العامة للاستعلامات نقيب الصحافيين المصريين، فيندفور وسام الاستحقاق، بتكليف من الرئيس السيسي، بمقر نادي المراسلين الأجانب بوسط القاهرة.
وأكد رشوان، خلال حفل تكريم فيندفور، أنها «المرة الأولى أن يقوم رئيس مصري بتكريم إعلامي أجنبي بأحد أرفع الأوسمة المصرية، الذي لا يمنح إلا تقديراً لعمل كبير»، مشيراً إلى أن «فيندفور نموذج للإعلامي الملتزم بالمهنية والمصداقية على مدار سنوات عمله الطويلة بمصر، حيث عمل بدأب على نقل الحقائق دون تزييف أو مبالغة، ولم يتأثر عمله بميول سياسية، بل التزم بواجبه الصحافي، ليصبح مثالاً للمراسل الصحافي المحترف»، مضيفاً أنه «عاش في مصر، وعاصر أحداثاً كبيرة، بدءاً من العدوان الثلاثي عام 1956 حتى ثورة (30 يونيو) عام 2013».
وأكد فيندفور: «أفخر بهذا التكريم، وأراه تكريماً لكل العاملين في مصر من الصحافيين والإعلاميين من مختلف الجنسيات، كما أنه تكريم يعكس تقدير الرئيس السيسي للإعلام والصحافة، وما يقومان به من دور محوري مهم في البلاد».
ويؤمن فيندفور بأن «الصحافة لها دور لن ينطفئ بسبب التطورات التكنولوجية أو (السوشيال ميديا)»، ويؤكد أن أهم «ما يميز الصحافي والمراسل المصداقية والتفاني في العمل»، موضحاً أن «الصحافة الأجنبية تسعى للتفاعل مع الأحداث ونقل الوقائع، كل بأسلوبه ونظرته، إلا أن هناك أجهزة إعلامية تسعى فقط لنشر الأكاذيب عن مصر لهدم استقرارها وعرقلة نموها، غير أن من يعيش في مصر يعرف تماماً كذب ما تردده هذه الأجهزة»، مضيفاً: «طوال حياتي المهنية، لم أسع وراء الخبر المثير أو (الفرقعة) الإعلامية، بل هدفي كان تقصي الحقائق وما يحدث على أرض الواقع فقط».
ويعمل فولكهارد فيندفور مراسلاً لمجلة «دير شبيغل» الألمانية في القاهرة منذ 1974. وبخبرته الممتدة لأكثر من 40 عاماً من الإقامة والعمل بمصر، وما يزيد على 50 عاماً كصحافي، بات من أبرز الخبراء في شؤون الشرق الأوسط، وله مقال ثابت بـ«دير شبيغل»، يتناول قضايا المنطقة. وحضر فيندفور إلى مصر وهو في سن 17 عاماً، وذلك في عام 1955، عقب وفاة والده في الحرب العالمية الثانية، والتحق بالمدرسة الألمانية بالقاهرة، وحصل على الثانوية العامة الألمانية، ثم حصل على الثانوية العامة المصرية، مدفوعاً بشغفه لتعلم العربية، ثم التحق بكلية الآداب بجامعة القاهرة، ثم تقدم لدراسة اللغات الشرقية بكلية الآداب بجامعة عين شمس، فدرس اللغة الفارسية والتركية.
كانت بدايته في العمل الإعلامي من منبر الإذاعة المصرية، مذيعاً بالقسم الأوروبي. وحينها، تعرف بالرئيس الجزائري الأسبق أحمد بن بلة، في أثناء إلقائه بيان الأول من نوفمبر/ تشرين الثاني الثوري من إذاعة صوت العرب، قبل أن يصبح رئيسا للجزائر، كما عمل مترجما للرئيس الأسبق جمال عبد الناصر.
وارتحل فيندفور إلى بيروت للعمل بالمعهد الألماني للدراسات الشرقية، ثم عاد إلى ألمانيا ليعمل مسؤول القسم العربي في الإذاعة الألمانية، قبل أن ينضم للعمل بمجلة «دير شبيغل» الألمانية، وأسس مكتب «المجلة» ببيروت عام 1974، وعايش الحرب الأهلية، ومر بتجربة الاختطاف، ثم عاد لمصر ليؤسس مكتب «دير شبيغل»، ليواصل فيه العمل على مدار 4 عقود.
وشارك فيندفور مع عدد من مديري مكاتب الصحف الأجنبية في مصر في سبعينات القرن الماضي في تأسيس جمعية المراسلين الأجانب في القاهرة، وانتخب رئيسا لها، والجمعية تمثل حلقة وصل بين المراسلين الأجانب والمؤسسات المصرية، من وزارات وهيئات ومراكز ثقافية، كما تعمل على إمداد المراسل الصحافي بالمعلومات والبيانات اللازمة لأداء دوره المهني، من تقارير ومناسبات وأحداث وفعاليات ثقافية وفنية وسياسية واجتماعية، عبر نشره بريدية إلكترونية يومية.
وخلال حقبة السبعينات، أجرى عدة حوارات مهمة مع الرئيس الأسبق محمد أنور السادات، ورافقه في رحلته إلى القدس، كما أجرى معه ما يزيد على 22 ساعة من الحوارات، كان آخرها حواره معه مطلع أكتوبر (تشرين الأول) عام 1981، قبل وفاته بـ4 أيام.
وقد يهمك أيضا:
انطلاق فعاليات مهرجان الهجن في شرم الشيخ برعاية السيسي وبن زايد
نقيب الصحافيين المصري يعلن تطبيق زيادة "بدل التدريب والتكنولوجيا" بنسبة 25% للأعضاء