واشنطن ـ رولا عيسى
في تسجيلات مسرّبة، تظهر مذيعة تلفزيونية أميركية وهي تشتكي من أن مديريها "منعوا بث" برنامج يتعلق بالمتحرش بالأطفال جيفري إبستين نتيجة ضغوط من الأسرة المالكة البريطانية.
وتظهر مذيعة شبكة أي بي سي أيمي روباخ في التسجيلات المسربة وهي تشتكي بأن المقابلة التي أجرتها مع إحدى الضحايا المزعومات لإبستين والأمير أندرو، نجل الملكة أليزابيث الثانية، لم تبث.
وتقول المذيعة في التسجيل المسرّب "توصّل البلاط الملكي (البريطاني) للأمر، وهددنا بملايين السبل المختلفة".
ولكن مسؤولا في قسم الأخبار في شبكة أي بي سي قال إن هذه الادعاءات "تفتقر إلى الصحة تماما".
وكان قد عثر على إبستين، المتمول الثري ذي شبكة العلاقات الواسعة، ميتا في زنزانته في السجن في آب / أغسطس الماضي بينما كان ينتظر محاكمته بتهم تتعلق بجرائم جنسية. وخلص محققون إلى أنه انتحر.
وعبرت روباخ في التسجيل المسرّب عن غضبها لامتناع الشبكة عن بث المقابلة التي أجرتها في عام 2015 مع فرجينيا غيوفري - التي كانت تدعى في السابق فرجينيا روبرتس.
وكان "مشروع فيريتاس" - وهي جماعة تسعى لفضح ما تصفه "بالتحيز الليبرالي" لوسائل الاعلام الرئيسية - قد سرّب الشريط يوم الثلاثاء.
وتقول غيوفري البالغة من العمر الآن 35 عاما إن إبستين تحرش بها جنسيا، وانها أجبرت على ممارسة الجنس مع شخصيات نافذة منها الأمير أندرو، دوق يورك، ثاني أبناء الملكة أليزابيث.
وقالت في افادات للقضاء إنها أجبرت على ممارسة الجنس مع الأمير أندرو في ثلاث مناسبات مختلفة قبل أن تبلغ السن القانونية.
إلا أن الأمير أندرو نفى "اقامة أي علاقة جنسية أو أي اتصال" بغيوفري.
وكان قاض قد حكم في عام 2015 بأن الادعاءات التي تقدمت بها غيوفري بخصوص الأمير أندرو "غير جوهرية وغير ذات صلة"، وأمر بحذفها من الدعوى المقامة ضد إبستين.
ما الذي يظهر في التسجيل؟
قالت المذيعة روباخ في تسجيل "احتفظت بهذه القصة لسنوات ثلاث. فقد أجريت مقابلة مع فرجينيا روبرتس"
ومضت للقول "لم تبث القصة. فقد قيل لي أولا: من هو جيفري إبستين؟ لا يعلم به أحد. هذه قصة غبية لا تستحق البث".
وقالت "لكن البلاط الملكي (البريطاني) اكتشف بأننا نحتفظ بادعائاتها ضد الأمير أندرو، وهددنا بملايين السبل المختلفة".
"كنا خائفين بأننا لن نتمكن من اجراء مقابلات مع الأمير وليام وزوجته كيت".
وأضافت "كان هذا أحد الأسباب لمنع بث الموضوع".
وفي تصريح خص به بي بي سي، قال ناطق باسم البلاط الملكي البريطاني "إن الموضوع برمته عائد لشبكة أي بي سي".
وقالت روباخ أيضا إن المقابلة التي لم تبث تضمنت ادعاءات ضد الرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون.
وقالت "كانت لدينا كل المعلومات. حاولت لثلاث سنوات أن أقنع الادارة ببثها ولكن دون جدوى".
"والآن تنشر المعلومات وكأنها اكتشافات جديدة، بينما كنت أعلم بها طيلة هذه السنوات".
كيف ردّت أي بي سي؟
في تصريح أصدرته أي بي سي عقب تسريب الشريط، تمسكت الشبكة الاعلامية بقرارها الامتناع عن بث المقابلة المذكورة قائلة إن مستواها لم يرق إلى معايير الشبكة التحريرية.
وجاء في التصريح "لم نتخل أبدا عن التحقيق في الموضوع"، مضيفا "أن موارد كبيرة كرّست للتحقيق في قضية إبستين".
وفي تصريح منفصل، قالت روباخ إنها "حوصرت في لحظة من الإحباط" في الصيف الماضي عندما كانت تتكشف قصة إبستين.
ومضت للقول إنها "شعرت بالحزن لأن مقابلة مهمة أجريتها مع فرجينيا روبرتس لم تبث لأننا لم نتمكن من الحصول على الكم الكافي من الأدلة التي تؤكد صحة ما تضمنته" للوفاء بمعايير أي بي سي التحريرية.
وقالت روباخ في تصريحها "التعليقات التي أدليت بها حول الأمير أندرو وادعاءات فرجينيا بأنها التقت ببيل كلينتون في جزيرة إبستين الخاصة كانت مبنية على ما قالته في تلك المقابلة التي أجريت في عام 2015".
وقالت "كنت أتطرق إلى ادعاءاتها، وليس إلى ما تأكد منه قسم الأخبار في أي بي سي".
وأضافت "في السنوات التي تلت ذلك، لم يطلب أحد مني أو من فريقي أن نتوقف عن بث الأخبار" عن إبستين.
وقد يهمك أيضا" :