رئيسة الوزراء البريطانية تريزا ماي

طالبت رئيسة الوزراء البريطانية تريزا ماي، من ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، اتخاذ إجراءات لمنع تكرار حوادث مثل حادثة مقتل الصحافي جمال خاشقجي في القنصلية السعودية في إسطنبول. وذكر المكتب الإعلامي لرئيسة الوزراء البريطانية أن ماي شددت خلال المحادثات التي أجرتها مساء أمس مع الأمير محمد في بونيس آيرس"، "على أهمية ضمان محاسبة كل المسؤولين عن القتل الوحشي لخاشقجي".

ودعت ماي الأمير محمد بن سلمان إلى أن "تتخذ السعودية الإجراءات اللازمة لتعزيز الثقة بأن مثل هذه الحوادث المحزنة لا يمكن أن تتكرر في المستقبل". كما أشارت إلى ضرورة "تعاون السعودية بشكل كامل مع السلطات التركية حول التحقيقات بمقتل خاشقجي، وضمان شفافيتها التامة لتحديد جميع المسؤولين". وأكدت ماي في المقابل "دعم المملكة المتحدة لأمن السعودية، بما في ذلك التهديدات الحقيقية النابعة عن التدخل الإيراني في اليمن".

وكانت صحيفة الـ"غارديان" البريطانية، ذكرت أن  رئيسة الوزراء البريطانية، تيريزا ماي، تعتزم مناقشة قضية مقتل الصحافي جمال خاشقجي والوضع في اليمن مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان خلال "قمة العشرين" في الأرجنتين.

وقالت ماي، للصحفين في العاصمة الأرجنتينية بوينس آيرس: " أعتزم التحدث مع ولي عهد السعودية. سأقدم رسالة شديدة الوضوح حول قضية جمال خاشقجي وأيضا بشأن قضية اليمن".

وأضافت: "بخصوص مقتل خاشقجي إننا نريد تحقيقا كاملا وشفافا في ما حدث ومعرفة  المسؤولين وخضوعهم للمساءلة".

وأشارت رئيسة الوزراء البريطانية إلى الوضع في اليمن، قائلة: "في ما يتعلق بقضية اليمن، ما زلنا بشعر بالقلق إزاء الوضع الإنساني". مضيفة: " إن الحل الطويل الأمد في اليمن هو حل سياسي، وسنشجع جميع الأطراف على البحث عن ذلك والعمل من أجله".

 وكانت ماي قد سافرت إلى "بوينس آيرس" آملة في إنقاذ صفقة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. وخلال القمة التي تستمر يومين، ستعقد ماي ستة لقاءات ثنائية مع قادة العالم ، ولن تشمل هذه اللقاءات الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي كان انتقد صفقة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وقيودها المحتملة على التجارة المستقبلية. كما أنها لن تلتقي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ، بالنظر إلى حالة العلاقات الفاترة بين بريطانيا وموسكو، والانقسام بين قادة مجموعة العشرين حول أحدث عمليات التوغل الروسية في أوكرانيا.

وأثناء رحلتها إلى الارجنتين، قالت ماي إن الحادثة الأخيرة كانت جزءًا من نمط السلوك الروسي "وستستمر المملكة المتحدة في المطالبة بفرض عقوبات على موسكو". وأضافت: "يمكن لروسيا أن تسلك طريقًا مختلفًا، وأن تدعم النظام الدولي القائم على القواعد، وإذا فعلت ذلك ، سيكون موقفها مختلفًا. إنها تختار الاستمرار في هذا النمط من السلوك".

وحسبما ذكرت الصحيفة، فقد وجهت ماي انتقادات دولية واسعة للسعودية عقب قتل خاشقجي في قنصلية بلاده بإسطنبول في أكتوبر/تشرين الثاني الماضي، لكن الرياض تنفي علاقة بن سلمان بالأمر.

وقال مسؤول كبير بالمملكة المتحدة: "لقد كنا نتعامل مع الحكومة السعودية في الأسابيع الأخيرة في أعقاب مقتل خاشقجي ، ونحن نفعل ذلك من أجل إيصال رسالة نريد فيها المساءلة والشفافية الكاملة". وأضاف: "إذا أتيحت الفرصة لرئيسة الوزراء لتكرار تلك الرسالة وتوصيل رسائل مهمة في ما يتعلق باليمن ، على سبيل المثال ، فأنا متأكد من أنها ستنتهز الفرصة للقيام بذلك. المشاركة مهمة إذا أردنا معالجة هذه القضايا. "

وكان ظهور ماي، ليلة الخميس، يمثل أول زيارة لرئيس وزراء بريطاني للعاصمة الأرجنتينية، والتي ستخبر قادة العالم بأنها حققت صفقة جيدة في الخروج من الاتحاد الأوروبي من أجل الاقتصاد العالمي لتفتح فرصاً جديدة للتجارة وتعطي المملكة المتحدة صوتاً جديداً مستقلاً للدفع باتجاه إصلاح المؤسسات متعددة الجنسيات مثل منظمة التجارة العالمية.

وقد أعرب الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن شكوك عميقة بشأن قدرة بريطانيا على عقد صفقات تجارية حرة مع دول مثل الولايات المتحدة بموجب شروط خروج بريطانيا المتفق عليها ، وهو الخوف الذي يشاطره العديد من النواب البريطانيين الذين حاولوا سحق اتفاقها في البرلمان.

وردت الحكومة البريطانية على ذلك بعد أن أدلى ترامب بتصريحاته يوم الإثنين ، وأصرت على أن بإمكان المملكة المتحدة التفاوض والتوقيع والتصديق على الاتفاقيات بشرط عدم دخولها حيز التنفيذ أو تطبيقها خلال الفترة الانتقالية. وقالت ماي : "خطة بركسيت التي اتفقنا عليها تحدد الطريق أمام المملكة المتحدة لمستقبل أكثر إشراقاً" ، مضيفة أن المملكة المتحدة تتخذ بالفعل "خطوات مهمة لتعزيز التجارة في الأسواق الجديدة سريعة النمو".

وستستخدم "ماي" القمة للتأكيد على أنه على الرغم من أن المملكة المتحدة ستبقى قريبة من الاتحاد الأوروبي ، فإنها لا تعتقد أن المملكة المتحدة ستكون مقيدة في توقيع صفقات تجارية جديدة. وقالت: "للمرة الأولى منذ أكثر من أربعة عقود ، ستكون لدى المملكة المتحدة سياسة تجارية مستقلة. وسنقوم بدور كامل ونشط في التجارة العالمية ، والعمل مع الأصدقاء الجدد والقدامى في وقت يتسم بترابط عالمي لم يسبق له مثيل".