واشنطن ـ يوسف مكي
انتقد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، صحيفة "واشنطن بوست" الإثنين، لادّعائها في نهاية الأسبوع أنّ صبره ينفد حيال سرعة التلاعب في المفاوضات النووية الكورية الشمالية، وهدّد مالك جريدة "الأمازون" جيف بيزوس مالك الصحيفة الشهير، برفع محتمل لسعر الشحن من خدمة البريد الأميركية كرد فعل.
وذَكَرَت صحيفة "بوست" في صفحتها الأولى الأحد، أن الرئيس "غضب من مساعديه" لأنه اضطر إلى قبول السياسة الواقعية الدبلوماسية للتقدم البطيء مع مطالب أميركا في شبه جزيرة كورية، وقالت الصحيفة إنه حتى عندما زعم ترامب أن المفاوضات مستمرة، ألغت بيونغ يانغ اجتماعات المتابعة وقطعت بعض الاتصالات مع الولايات المتحدة حيث تحسّنت علاقاتها مع كوريا الجنوبية والصين. وبغض النظر عن ذلك، بدا أن ترامب الإثنين، يلقي باللوم على خدمة البريد، ويهدد الشركة الشقيقة "أمازون" بدلا من تهديد كيم جونغ أون.
ومن المعروف أنه لم يتم إطلاق صاروخ من قبل كوريا الشمالية في 9 أشهر، وبالمثل لا توجد اختبارات نووية، واليابان سعيدة وكل أنحاء آسيا سعيدة أيضا، لكن الأخبار المفبركة دائما تعي أن ترامب غاضب بعكس ما يقوله، وكان لدى ترامب الكثير ليقوله عن إمبراطورية بيزوس التجارية الإثنين، قائلا إن "مالك أمازون وواشنطن بوست أصبح مجنونا، منذ أن خسروا قضية ضريبة الإنترنت في المحكمة العليا في الولايات المتحدة قبل شهرين"، وأضاف "التالي هو مكتب بريد الولايات المتحدة الذي يستخدمونه، بجزء صغير من التكلفة الحقيقية كصانع توصيل خاص بهم مقابل نسبة كبيرة".
وقضت المحكمة العليا قبل 5 أسابيع للسماح للدول بإجبار المتسوقين عبر الإنترنت على دفع ضرائب المبيعات، وهو أمر لا يفعله معظم التجار المستقلين الذين يستخدمون منصة أمازون الضخمة وأمر نادر الحدوث. وقدّر بعض المحللين أن الرسوم المفروضة على هؤلاء الموردين الخارجيين تمثل ثلثا أو أكثر من إيرادات أمازون. ولن يؤدي إضافة ضرائب المبيعات في الولايات التي تفرض عليها إلى تغيير الشركة، لكنها ستجعل الموقع أقل قدرة على المنافسة ضد تجار التجزئة، ويضيف Amazon بالفعل ضرائب مبيعات الولاية على المنتجات التي يبيعها مباشرة إلى العملاء.
يحذّر ترامب بشأن خسائر المعاملات البريدية الأكثر تعقيدًا
أصدر ترامب أمرا تنفيذيا وبدأ في إجراء مراجعة من الأعلى إلى الأسفل للموارد المالية للخدمة البريدية. جاء ذلك بعد أسابيع قليلة من اتهام أمازون بالاستفادة من صفقات غريبة. وتألم ترامب مرارا وتكرارا في العام الماضي بشأن الخسائر المالية التي تكبدتها شركة USPS، حيث ألقت باللائمة على الأمازون إلى حد كبير والتي تستخدم USPS أكثر من أي خدمة شحن أخرى، فخسرت خدمة البريد المحلية المعروفة 1.3 مليارات دولار في الربع الثاني من عام 2018، لكن شحنات الطرود ارتفعت بنسبة 5% حتى في الوقت الذي انخفض فيه حجم الرسائل العادية والبريد التسويقي. وفي نفس الفترة، ارتفعت النفقات مع ارتفاع تكلفة الوقود والأجور والمزايا الطبية للمتقاعدين.
وصرحت مدير عام هيئة الأركان العامة ميجان جيه برينان، في بيان لها بأنه "ينطوي على نمو في أعمالنا التجارية، تعكس نتائجنا المالية التوجهات النظامية في السوق وتأثيرات نموذج عمل غير مرن تشريعيا يحد من قدرتنا على توليد إيرادات كافية وتفرض علينا التكاليف التي لا يمكننا تحملها".
واستشهد ترامب بالتقارير التي تفيد بأن "مكتب البريد في الولايات المتحدة سيخسر 1.50 دولارا في المتوسط لكل طرد يقدمه للأمازون، وهذا قد يعادل مليارات الدولارات.