دبي ـ سعيد المهيري
حرصت دولة الإمارات منذ تأسيسها على احترام الأديان، وتشييد دور العبادة للسكان من أجل ممارسة شعائرهم الدينية أيا كانت بحرية، ومن أبرز تلك الصروح كنيسة "سانت جوزيف" في العاصمة أبوظبي.
وتعد الكنيسة الأقدم في دولة الإمارات، كما أنها تعدّ من بين أقدم الكنائس في منطقة الخليج، ومنذ تأسيسها عام 1965 حتى اليوم باتت كنيسة سانت جوزيف مقصدا رئيسيا لأبناء الديانة المسيحية في الدولة، ووفقا إلى الموقع الرسمي للكنيسة فإن خطة إنشاء الكنيسة طرحت في 1962، بينما تم وضع حجر الأساس في فبراير/ شباط 1964، في منطقة كورنيش أبوظبي، على أرض أهداها الشيخ طحنون آل نهيان للمسيحيين، حيث آمن، مثله مثل جميع حكام الإمارات، بضرورة تجانس السكان بصرف النظر عن دياناتهم، ونشر قيم تسامح الأديان على أرض الدولة.
ونُقلت الكنيسة بقرار من الشيخ زايد آل نهيان، إلى موقعها الحالي بمنطقة المشرف في أبوظبي في 1981، وتمت توسعتها بافتتاح المبنى الجديد الذي يتسع لـ1500 شخص.
وتعدّ الكنيسة اليوم صرحا مهما لأكثر من 100 ألف مسيحي كاثوليكي يعيشون على أرض الإمارات، وتقيم الكنيسة القداسات بلغات عديدة، من ضمنها العربية والإنجليزية والفرنسية، والتغالوغ المنتشرة في الفلبين، والمالايالامية والكونكانية التي يتحدثها مواطنو الهند، والسنهالية والتاميلية المنتشرتين في سريلانكا، والأوردية التي يتحدثها عدد كبير من سكان باكستان والهند، وعلى بعد خطوات من الكنيسة العريقة، يقع مسجد "مريم أم عيسى عليها السلام"، الذي يتسع لأكثر من ألفي مصلّ، مما يعني تشارك المسلمين والمسيحيين لمواقف السيارات والمرافق المشتركة في المنطقة، في مشهد عفوي للتسامح على أرض الإمارات.
وتقف كنيسة "سانت جوزيف" اليوم شامخة، فهي الأولى من بين قرابة 45 كنيسة في الإمارات وواحدة من أقدم دور العبادة المتنوعة على أرض الدولة، التي أتاحت لسكانها ممارسة شعائرهم الدينية، وأقرت القوانين التي تجرم الكراهية، ونظمت مؤتمرات التسامح، وأعلنت 2019 عاما لهذه القيمة النبيلة.
قد يهمك أيضاً :
حاكم الشارقة يشهد جلسة حوارية بشأن تاريخ ومستقبل اللغة العربية ويبرز أهميتها
جواهر القاسمي تشكر سلطان بن محمد القاسمي بعد تكريمها في معرض الشارقة للكتاب