المتحف الوطني بحلب

بعد إغلاقه لسنوات جراء الحرب الإرهابية على سورية أعاد المتحف الوطني بحلب اليوم فتح أبوابه أمام الزوار وعلماء الآثار في احتفالية حضارية تؤكد عودة الحياة إلى الشهباء ليعرض أكثر من 50 ألف قطعة من كنوزه الأثرية التي تمثل شواهد حية لحضارات عريقة تعاقبت على المنطقة.

وأوضح مدير عام الآثار والمتاحف الدكتور محمود حمود في تصريح للصحفيين، أن إعادة افتتاح المتحف بعد إغلاقه لثماني سنوات هي إعلان عن عودة الحياة لهذا المرفق الثقافي والعالمي المهم نظرا لما يحتويه من مقتنيات ولقى أثرية نادرة تمثل حضارات وادي الخابور والفرات والمنطقة الوسطى وإدلب وحلب وهو رسالة معرفة ومحبة وسلام تؤكد أن شعبنا انتصر على الظلم والعدوان والإرهاب والجهل.

ولفت حمود إلى دور مديرية الآثار في إنقاذ محتويات المتحف ومقتنياته ونقلها إلى دمشق عندما كانت حلب تتعرض لقذائف الإرهاب بشكل يومي وفي أعمال ترميم أقسام المتحف جراء ما طاله من تدمير مبينا أن هذه الأعمال تمت بالتعاون مع اليابان وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي.

من جهته بين مدير آثار حلب المهندس خالد مصري أن إعادة افتتاح المتحف تشكل رسالة للعالم بأن الشهباء تنفض غبار الإرهاب عنها وتعود لها الحياة من جديد مذكرا بأن المتحف فتح أبوابه لاستقبال الزوار عام 1931 وفي سنة 1966 شهد انطلاقة جديدة ببناء حديث لعرض عشرات آلاف القطع واللقى الأثرية.

أمين المتحف الرئيسي بمتحف حلب أحمد عثمان تحدث بدوره عن غنى المتحف بالقطع الأثرية على مستوى العالم والتي تعود إلى أقدم الحضارات التي نشأت في سورية وفي المنطقة وهو مؤلف من خمسة أقسام رئيسية وهي “عصور ما قبل التاريخ وآثار سورية القديمة الذي يتضمن أربع قاعات إضافة إلى القسم الكلاسيكي والقسم الإسلامي وقسم الفن الحديث”.

واستطلعت سانا آراء عدد من الباحثين والمؤرخين المحليين والأجانب حول أهمية إعادة افتتاح المتحف حيث أوضح المهندس تميم قاسمو رئيس مجلس إدارة جمعية العاديات بحلب أن الجمعية اهتمت منذ تأسيسها بهذا الصرح معتبرا أن إعادة افتتاحه وإنجاز أعمال ترميمه إعادة لتاريخ حلب العريق ورمز حقيقي لعودة الحياة للمدينة ومحفز على إتمام تأهيل باقي قاعات المتحف التي لحق بها الضرر جراء الإرهاب.

الدكتور توفيق البوشي مدير المركز الياباني للتعاون الأكاديمي في جامعة حلب رأى أن افتتاح المتحف دليل على انتصار سورية على الإرهاب وأنه يمثل انطلاقة نحو إعادة الإعمار.

وبين البروفيسور كايكول ماير من جامعة برلين التقنية الذي عمل في سورية منذ العام 1970 الأهمية الكبيرة لإعادة افتتاح متحف حلب التي تعد جزءا من عملية إعادة البناء في سورية معربا عن سعادته بهذه الخطوة التي تأتي في سياق إعمار كامل هذه البلاد وعودة الحياة الطبيعية إليها.

أما عالمة الآثار الفرنسية فرانسيس بينوك الموجودة في سورية منذ أربعين عاما فرأت أن افتتاح المتحف يسهم في إعادة جمع رجال الثقافة والفكر والعلوم وهو مكسب مهم لمدينة حلب التي عانى أهلها من الإرهاب والدمار الكبير.

قد يهمك أيضًا:

احتدام المنافسات بين الفنانين العرب لرسم عمر المختار "أسد الصحراء"