واشنطن - سورية 24
حذَّر خبراء في مجال الصحة بالولايات المتحدة الأميركية من مرض خطير تكون أعراضه بسيطة إلا أنها تتطور بسرعة لتنتهي بالإصابة بالشلل.
استيقظ الطفل جوي ويلكوكس البالغ من العمر 4 أعوام، ذات يوم خريفي، ليكتشف هو وأسرته أن الجانب الأيسر من وجهه يتدلى مرتخيا، ولم تكن هذه إلا البداية لكابوس "محير" بالنسبة إلى الأهل والأطباء على حد سواء، حسب ما ذكرت مجلة "التايم" الأميركية.
ونقل جوي إلى المستشفى بعد 3 أيام، حيث أدخل مباشرة إلى وحدة العناية المركزية، إذ لم يكن قادرا على تحريك ذراعيه أو قدميه أو حتى الجلوس.
أقرأ أيضًا :
مجدي بدران يُؤكِّد أنّ غياب سلامة الغذاء وراء 200 مرض
وفشلت كل الاختبارات والفحوص المخبرية والجسدية في تحديد السبب وراء ما يحدث للطفل، وخشي الأطباء أن يبدأ جوي في خسارة قدرته على التنفس، وقال والده جيرمي ويلكوكس: "إنه لأمر مثير للذعر.. إذ يمكن أن يصاب ابنك بالبرد ثم يصبح مشلولا"، ورغم كل ذلك نجا جوي نجا الموت أو الشلل، لكنه ما زال يعاني بعض الأعراض الناجمة عن المرض الغامض.
وجوي هو واحد من 228 حالة إصابة مؤكدة في الولايات المتحدة خلال العام الماضي بهذا المرض الذي يعرف باسم "التهاب النخاع الموهن الحاد"، وهو التهاب في النخاع الشوكي يؤدي إلى إتلاف الألياف العصبية.
ويبدو أن هذا المرض الذي قد يتسبب في بعض الأحيان بشلل مميت، ينتشر وينحسر بين عام وآخر، وبدأت موجة العام في إثارة قلق مسؤولي الصحة العامة في الولايات المتحدة لأنها تصيب المزيد والمزيد من الأطفال.
وقال رئيس المعهد الوطني لأمراض الحساسية والأمراض المعدية أنتوني فوشي، إن المرض يحمل عناصر شبيهة بمرض شلل الأطفال، الذي انتشر بين البشر طوال قرون، قبل أن تنفجر أوبئة مخيفة أخرى في القرنين التاسع عشر والعشرين.
وأضاف فوشي، الذي نشر تقريرا عن المرض الثلاثاء الماضي في دورية "إمبيو" mBio، إنه من غير المرجح أن يصبح مرض التهاب النخاع الموهن الحاد وباء خطيرا مثل شلل الأطفال، الذي أصاب عشرات الآلاف من الأطفال الأميركيين سنويا قبل أن يصبح اللقاح متاحا في خمسينات القرن الماضي، غير أنه حذر من أن المرض لن يظل محصورا في إصابة بضعة مئات من الحالات سنويا، وبينما أعلنت دول أخرى عن ظهور إصابات محدودة بالمرض، مثل كندا وفرنسا وبريطانيا والنرويج، فإن حجم ونمط انتشاره في الولايات المتحدة كان أكبر وأكثر من باقي الدول.
وأشارت التايم الأميركية إلى أن أكثر من 550 أميركيا أصيبوا بالمرض المجهول خلال العقد الحالي، ويبلغ عمر أكبر المصابين به 32 عاما، بينما يشكل الأطفال نحو 90 في المائة من الحالات المرضية، معظمهم تتراوح أعمارهم بين 4 و5 و6 أعوام، وحسب التقرير فإن معظم من أصيبوا بالمرض ظهرت عليهم أعراض مثل الوهن والحمى، ثم تطورت الأعراض إلى الشلل.
وبدأت الأعراض بشكل أكثر بساطة، مثل عدم القدرة على تحريك الإبهام بصورة مفاجئة، أو فقدان القدرة على الأكل أو حتى التنفس وأخذ شهيق عادي.
وأفاد كثير من عائلات الأطفال المصابين بأن أبناءهم استعادوا بعض الحركة على الأقل، في الأقدام المتأثرة بالمرض، لكن لم تظهر تقارير على حدوث حالات شفاء تام من المرض، ولا يستطيع العاملون في القطاع الصحي والمعنيون بهذا المرض ذكر تفاصيل حالات الشفاء بين من أصيبوا به، ولا حتى عدد حالات الوفاة بالمرض.
قد يهمك ايضا :