القاهرة - سورية 24
«ارسم طوربيد من الذاكرة»، و«غارة علي مدينة الإسكندرية»، هكذا كانت عناوين الصحف والمجلات المصرية في تغطيتها لامتحانات الثانوي في شهر يونيو من عام 1941م، وبعد مرور عامين على بداية الحرب العالمية الثانية.
كانت امتحانات المراحل التعليمية المختلفة تتم في ظروف حساسة جدا في الاربعينيات من القرن الماضي، وخاصة امتحانات شهادة اتمام المرحلة الثانوية والتي كان لها إجراءات استثنائية حيث تمت في ظل الحرب العالمية الثانية ، وتفشي وباء الملاريا في الصعيد، والذي حصد آلاف الضحايا بسبب تسرب بعوضة الجامبيا لاتساع نطاق المواصلات في الصعيد بسبب الحرب الدائرة آنذاك.
وتستعرض "بوابة الأهرام" قصة تلك الامتحانات وما نشرته الصحف والمجلات المختلفة.
وقد نشبت الحرب العالمية الثانية أكثر الحروب دموية في تاريخ البشرية، في سبتمبر عام 1939م، وانتهت عام 1945م، وقد أسقطت ملايين الضحايا، وجاء امتحان المراحل التعليمية في وقت شهدت فيه مصر غارات شنتها قوات المحور على مدينة الإسكندرية وأسقطت ضحايا، بالإضافة لاحتقانات سياسية أدت لإلقاء القبض علي البطل المصري عزيز المصري، الذي تم وضع صورة إلقاء القبض عليه في الصفحات الأولي للصحف والمجلات التي قامت بتغطية الامتحانات.
فقال مجلة «الإثنين والدنيا» في تغطيتها: «لقد تأثرت الامتحانات في المدارس بالحرب فأصبح التلاميذ يمتحنون في الكتابة عن الغارات والمعارك، ووصف الجنود والمخابئ، ورسم جندي ينزل بالبارشوت من الذاكرة، ورسم طوربيد وغيرها».
وجاء سؤال في المدرسة الأهلية للبنات أن يقمن الطالبات برثاء ولد قتلته قنبلة، وقد سخرت الصحف بلهجة عامية من هذا السؤال وكتبت: «يعني أن تقوم كل طالبة بدور معددة فتقول يا سبعي يا جملي ماكانش يومك ياخويا يادهوتي، ولقد أجادت التلميذات في كتابة الموضوع مما يدل علي أنه سيكون للمعددات منافسات خطرات في بنات المستقبل».
أما أسيوط الثانوية بنات فقد جاء امتحان التعبير عن قصة أم رفضت انسحاب ولدها من ميدان القتال في الحرب العالمية الثانية ، وجاء امتحان الشهادة التوجيهية الثانوية بشرح أبيات الشاعر ابن هانئ "من القادحات النار تضرم للصلي فليس لها يوم اللقاء خمود"، وعقبت الصحف قائلة إنه يتضح أن ابن هانئ أول من اخترع الدبابة فأقذف اللهب، مؤكدة أن امتحان الثقافة العامة جاء أن يصف كل طالب موقف ضابط قبل المعركة يستحث جنوده ويدعوهم للاستماتة في سبيل الدفاع.
ورغم أن الملاريا كانت متفشية في الصعيد إلا أن الامتحانات كانت خالية منها حيث لم ترصدها الصحف، ويقول اللواء "حامد أحمد صالح" في كتابه "معركة مصر في الحرب العالمية الثانية " إن الملاريا تفشت في الصعيد بسبب تسرب بعوضة الجامبيا بسبب اتساع نطاق الموصلات في الحرب العالمية الثانية ، مؤكدا ن وزارة الصحة المصرية قامت بمجهود كبير في الحرب العالمية الثانية فهي أعارت الأطباء للقوات في المستشفيات والمعسكرات ،وأمدت الحلفاء بالمادة اللازمة للتطعيم ضد الجدري، بخلاف الأدوية ومعالجة الجرحي والمصابين وإيواء اللاجئين من النساء والأطفال بدون أجر.
وقالت الصحف إن الحرب العالمية الثانية كانت في امتحانات المرحلة الابتدائية بالإضافة للثانوي، حيث طلب من طلاب بني سويف أن يصفوا شعورهم إذا سقطت بهم طائرة حربية، وطلاب الإسكندرية الابتدائية تخيل إلقاء قنبلة علي مدينة الإسكندرية، أما مدرسة الحلمية الابتدائية للبنات فقد طلب منهن وصف شعورهن عن تقييد الإضاءة ليلا بسبب الغارات، كما كانت الامتحانات من نوعية وصف غارة طائرة وارسم طوربيد.
السنة الأولى بمدرسة التوفيقية الثانوية كان كتابة موضوع عن طالبين أحدهما في كلية الطب والآخر في الكلية الحربية يستعد لدخول غمار الحرب في ميادين القتال في الحرب العالمية الثانية ، وأنهت الصحف تغطيتها بأن ظلال الحرب العالمية كانت حتي في امتحانات الكليات حيث شهد امتحان كلية اللغة العربية بجامعة الأزهر سؤال «العالم بعد الحرب العالمية».
وقد يهمك أيضا" :