دمشق_سورية24
تشهد زراعة القطن في مختلف المحافظات تحسناً بعد تراجع المساحات المزروعة في السنوات السابقة جراء اعتداءات التنظيمات الإرهابية التي عمدت إلى تدمير المحصول وإخراج مساحات واسعة من الإنتاج.أكثر من 34 ألف هكتار تمت زراعتها حتى الآن على مستوى سورية وقد يصل الإنتاج إلى 291 ألف طن من القطن المحبوب في حال تنفيذ كامل الخطة المقررة وفق المهندس وضاح القاضي مدير مكتب القطن الذي قال لمراسل سانا إن “عمليات زراعة القطن مستمرة من قبل الفلاحين وخاصة بعد الانتهاء من حصاد محصولي الشعير والفول” لافتا إلى أن المساحات المزروعة بالقطن في حلب بلغت 1150 هكتارا من أصل الخطة المقررة للزراعة البالغة 11 ألف هكتار حيث تعود أسباب الفارق بالزراعات إلى خروج مساحات واسعة من الأراضي عن الخدمة جراء وجود التنظيمات الإرهابية فيها وارتفاع أثمان البذار ومستلزمات الإنتاج.
ولفت القاضي إلى أهمية تشجيع ودعم الفلاحين على زراعة هذا المحصول الاستراتيجي من خلال تحديد ورفع أسعار القطن وتقديم التمويل اللازم من قبل المصرف الزراعي للفلاح حتى يعود هذا المحصول إلى مكانته المعهودة وتوسع إنتاجه أفقيا وعاموديا إضافة إلى إعادة إطلاق مشروع الري الحديث كونه لا يزال 37 بالمئة من المساحات المزروعة تروى بالاعتماد على الآبار وفي حال تحول هذه المساحات للري الحديث يتم توفير نحو مليارمتر مكعب من المياه.
وأوضح القاضي أن تضافر جهود الفنيين الزراعيين في البحوث العلمية الزراعية والفلاحين مع الجهود الحكومية سيعيد لهذا المحصول مكانته على المستويين الإقليمي والعالمي كون سورية بقيت ولعدة أعوام تحتل المرتبة الثانية عالميا بالإنتاج من حيث مردود وحدة المساحة داعيا إلى دعم الفلاحين الذين يشكلون الدعامة الرئيسية لإنتاج هذا المحصول إضافة إلى مواصلة العمل على زيادة الإنتاج الذي تأثر بشكل كبير جراء الإرهاب الذي دمر معامل الحلج والغزل والنسيج وأقنية الري.
وحول واقع إنبات المحصول بين القاضي أن الظروف المناخية مناسبة لنمو النبات باستثناء سقوط الأمطار خلال شهر نيسان بداية الزراعة حيث أدت إلى تاخر زراعة المحصول أما الحقول المزروعة في وقتها المناسب فإن النباتات في طور تكوين أجزائها الثمرية نافيا وجود أي إصابات حشرية في المحصول نظرا للتدخل في المكافحة العام الماضي باستخدام الأعداء الحيوية حيث انخفضت النسبة من 5 بالمئة إلى نصف بالمئة وهذا انعكس إيجاباً على وضع القطن السوري لعدم استخدام المكافحة بالطرق الكيميائية وأعطى المحصول ميزات إضافية بالأسعار العالمية.
كاميرا سانا جالت على حقول زراعة القطن في منطقة السفيرة جنوب شرق حلب واطلعت على واقع المحصول وسوية إنباته حيث أوضح المهندس حمدو المحمود رئيس الوحدة الإرشادية في منطقة السفيرة أن المساحات المزروعة بالقطن بلغت نحو 600 هكتار وأن الأصناف المزروعة هي صنف 118 وهو صنف جيد متناسب مع المنطقة إذا تمت زراعته بالوقت المناسب من بداية نيسان حتى منتصف أيار وإنتاجه جيد وتيلته طويلة ومقاوم للحشرات وخاصة في حال استخدام المكافحة بالأعداء الحيوية لافتا إلى أن بعض الفلاحين يعتمدون زراعة بعض الأصناف قصيرة الاجل بعد جني محصولي الشعير والفول وهذه الأصناف قليلة الجودة وتتعرض لإصابات مرضية أكثر وإنتاجها قليل.
وأوضح المحمود أن معظم المزارعين المتعاملين مع الوحدة الإرشادية حقولهم مرخصة وتم تسليمهم البذار من المصرف الزراعي وزرعوا بالوقت المناسب والمحدد لذلك والنبات حاليا في طور الازهار وتكون البراعم الثمرية ويلجأ بعض الفلاحين لاستخدام الطرق القديمة بالحراثة باستخدام المحراث القديم اليدوي الذي يجره الحصان نظرا لارتفاع تكاليف الحراثة باستخدام الجرار إضافة إلى أن طبيعة الأرض غير المستوية تفرض استخدام المحراث القديم.
وأثناء حراثته حقل القطن بالمحراث اليدوي القديم أوضح الفلاح علي كلاك أنه تسلم بذار القطن من مؤسسة إكثار البذار وقام بزراعة حقله الذي تبلغ مساحته هكتارين ونصف الهكتار والتزم بمواعيد الزراعة في بداية شهر نيسان بينما طالب الفلاح أحمد الحمادين بضرورة تامين مستلزمات الإنتاج وخاصة الأسمدة حيث يعمل على سقاية المحصول وفق المواعيد المحددة وحراثته بشكل جيد واقتلاع الأعشاب الضارة
قد يهمك ايضا
فلاحو الحسكة يطالبون بفتح مركز لتسويق القطن
100 ألف هكتار حكم المساحات المزروعة بمحصولي القمح والشعير في إدلب