دمشق - سورية 24
قدّم الخبير الاقتصادي والصناعي السوري، شادي دهام، توضيحات بشأن العوامل المتحكمة في تحديد أسعار صرف العملة الوطنية أمام العملات الأخرى، في ظل صمت مصرف سورية المركزي بهذا الصدد، وقال إن تطبيقات الهواتف الذكية المستخدمة لعرض أسعار الصرف قد نجحت في كسب ثقة الناس، حيث ظلت تذكر السعر الأقرب إلى واقع السوق، وأصبح الناس يعتمدون أسعار صرف تلك التطبيقات التي يجري تحديثها بشكل يومي ولحظي أحيانا، مضيفا: "لقد وصلنا إلى مرحلة أصبحت فيها حتى مراكز الصرافة والتجار ينظرون إلى سعر الصرف الذي يظهر على شاشة التطبيقات قبل أن يجروا أي عملية".
وأشار دهام إلى أن ثقة الناس بالتطبيقات جاءت وسط إحجام المصرف المركزي عن اعتماد أسعار صرف حقيقية، وفي ظل التصريحات الحكومية المتكررة حول وجود "جهات خارجية" تحاول التلاعب بسعر الصرف كجزء من الحرب الاقتصادية على البلاد، كما شدد على ضرورة وجود موقع مقابل للتطبيقات يتبع للحكومة السورية، قائلا: "إذا أردنا أن نقول للناس إن هناك مؤامرة وأن ثمة من يتحكم بسعر الليرة وهو جالس في تركيا، فيجب توفير البديل فالمواطن يريد أن يعرف السعر الحقيقي للصرف".
ولفت دهام إلى أن الظروف الراهنة تركت أثرا على سعر الصرف كالأحداث في لبنان، لكن ذلك التأثر لا يمكن أن يرفع السعر إلى تلك المستويات المتسارعة، إذ ارتفع من نحو 500 ليرة إلى أكثر من 900 خلال فترة قصيرة.
وبخصوص اللجوء إلى إلغاء الأصفار كحل أمام هذه المعضلة، يرى دهام أن هذه العملية "ليست سوى التفاف على جوهر المشكلة"، باعتبارها "إجراء فنيا وليس اقتصاديا، ولن يعكس إلا تحسنا اسميا وليس حقيقيا في قيمة العملة فالقدرة الشرائية ستبقى هي ذاتها، ومقابل انخفاض أسعار السلع والخدمات، فستنخفض بنفس النسبة المداخيل والمدخرات".
ويرى دهام أنه "بدلا من جعل البلد حقل تجارب، يجب الاتجاه للإصلاح الداخلي وأخذ خطوات جدية حازمة بمحاربة الفساد والاحتكار وجباية الضرائب وتشجيع الإنتاج المحلي ووقف استيراد المواد الكمالية والمواد التي نستطيع إنتاجها وتحديث أجهزة الدولة وتطوير القوانين".
قد يهمك ايضا
مؤسسة ضمان مخاطر القروض تسهم بتحسين قيمة الليرة
“المركزي السوري” يؤكد أن موقعه الإلكتروني مصدر وحيد لنشرة أسعار الصرف