بكين ـ سورية 24
يعتزم جاك ما المؤسس المشارك لمجموعة "علي بابا" القابضة، أكبر شركة للتجارة الإلكترونية في الصين، الاستقالة من منصب رئيس مجلس الإدارة خلال عام، ليركز على أعمال الخير والتعليم، وسيخلفه المدير التنفيذي الحالي، دانيال تشانغ ، وبعد 48 ساعة من الأنباء المتضاربة، أعلن ما، الذي احتفل أمس بعيد ميلاده الرابع والخمسين، بنفسه أنه سيغادر منصبه، كرئيس مجلس إدارة المجموعة بعد عام تمامًا، أي في 10 سبتمبر / أيلول 2019 ، وسيتزامن ذلك مع الذكرى العشرين لتأسيس المجموعة.
كان ما قد تحدث كثيرًا من قبل عن خطط للتنحي، مُصرًا على أن إدارة "علي بابا" يجب أن تكون شابة نسبيًا، وأن تقاعده من غير المتوقع أن يؤثر على إدارة الشركة، وقال ما في رسالة وجهها إلى زبائن مجموعته وموظفيها والمساهمين فيها، إنه "لا يمكن لأي شركة أن تعتمد بالكامل على مؤسسيها ، إنني في موقع يسمح لي بمعرفة ذلك"، مؤكدًا " أن لا أحد يستطيع ممارسة مسؤوليات الرئيس والمدير العام إلى الأبد"، نظرًا إلى محدودية قدرات وطاقات أي إنسان ، وفي رسالته، قال ما إنّ خطة خلافته استغرقت 10 سنوات حتى تم الانتهاء منها، لكن ذلك كان مهمًا للشركة للتأكد من استمرارها من دون وجوده.
وأضاف ما "بفضل تدريبي كمعلم، أشعر بفخر شديد بما حققته ، المعلمون يريدون دائمًا أن يتفوق تلاميذهم عليهم، لذلك الشيء المعقول بالنسبة لي، وبالنسبة للشركة، هو ترك أشخاص أصغر سنًا وأكثر مهارة يتولون الأدوار القيادي" ، وقالت الشركة إنّ ما سيتخلى عن منصب رئيس مجلس الإدارة بعد عام، وبالتحديد في العاشر من سبتمبر/ أيلول 2019، وأنّه سيكمل فترته الحالية في مجلس إدارة "علي بابا" بعد الاجتماع العام السنوي للشركة في 2020 ، وتخلى ما عن منصب الرئيس التنفيذي في عام 2013.
وكانت صحيفة "ساوث تشاينا مورنينغ بوست" ، التي تملكها مجموعة "علي بابا"، قد نفت الأحد، أنباء نشرتها صحيفة "نيويورك تايمز"، الجمعة، تفيد بأن جاك ما سيعلن، الإثنين ، تخليه عن مهامه ، وكتبت المجموعة في الصحيفة التي تصدر في هونغ كونغ أنه سيكشف الإثنين، عن "استراتيجية لخلافته"، لكنه سيبقى رئيسًا تنفيذيًا للمجموعة حتى إشعار آخر.
ويشغل تشانغ البالغ من العمر 46 عامًا منصب الرئيس التنفيذي منذ عام 2015، بعدما شغل منصب مدير العمليات، ويعرف بأنه صاحب فكرة "يوم العزاب"، الذي يوافق 11 نوفمبر / تشرين الثاني سنويًا، وهو فعالية أطلقتها "علي بابا" وأصبحت أكبر يوم للتسوق الإلكتروني في العالم ، وسيحتفظ تشانغ أيضًا بمنصب الرئيس التنفيذي ، و يحتل جاك ما المرتبة التاسعة عشرة بين أصحاب الثروات في العالم ، وفق وكالة "بلومبيرغ"، ويملك ما يقدر بـ40 مليار دولار، فيما تقدر "فروبس" ثروته بنحو 36.6 مليار دولار.
وكان ما قد تحدث في مقابلة مع تلفزيون "بلومبيرغ" بثت الجمعة، عن خطط لاعتزاله العمل، مؤكدًا أنه يريد السير على خطى مؤسس مجموعة "مايكروسوفت"، بيل غيتس، الذي كان من أهم العاملين في قطاع الأعمال الخيرية ، وشارك ما في تأسيس "علي بابا" في عام 1999، وتوسعت شركته ليبلغ عدد العاملين بها بدوام كامل 66 ألفًا، ويبلغ حجم أعمالها السنوي 40 مليار دولار ، وذكرت وكالة "بلومبيرغ" للأنباء أنه في حين يرى جاك ما نفسه مسؤولًا دخل بالصدفة إلى عالم الأعمال، مع تأسيس "علي بابا" قبل نحو 20 عامًا، فإنه أصبح من أكثر قادة الأعمال تقديرًا في الصين ، وحتى بعد تقاعده من منصب الرئيس التنفيذي لمجموعة "علي بابا" في عام 2013، ظل معلم اللغة الإنجليزية السابق وجهًا عامًا للشركة التي تزيد قيمتها السوقية عن 400 مليار دولار، ولديها استثمارات في مجالات كثيرة، من التجارة الإلكترونية والإنتاج السينمائي إلى خدمات الحوسبة السحابية وأنظمة الدفع عبر الإنترنت.
وقال ما في المقابلة التلفزيونية "هناك كثير من الأشياء التي تعلمتها من بيل غيتس ، قد لا أستطيع أن أصبح أكثر ثراء، ولكن الشيء الوحيد الذي يمكن أن أفعله بشكل أفضل هو التقاعد المبكر ، أعتقد أنه في يوم ما وقريبًا ، سأعود إلى التدريس ، هذا هو الشيء الذي أعتقد أنني أستطيع أن أقوم به بصورة أفضل من عملي كرئيس تنفيذي لعلي بابا".