اللاذقية -سورية 24
يشبه الجامع الجديد في المدينة القديمة باللاذقية الذي يعود تاريخ بنائه لبدايات القرن الثامن عشر نوعاً ما المسجد الأموي بدمشق وحلب من حيث سماكة جدرانه البالغة أكثر من مترين مع فسحة واسعة تتوسطها قبة الميضأة كمكان يقي المصلين أثناء وضوئهم من أشعة الشمس صيفا والمطر شتاء.
والجامع من أكبر جوامع اللاذقية ويتميز بحرم مربع الشكل وفسحة سماوية تجاور حرم الصلاة مع المآذن المرتفعة وكان استمرارا للطراز الأيوبي حيث المنبر الزجاجي المرتفع أو الخشبي مع محراب عالي الارتفاع أو كبير الحجم وفقا للجنة الآثار والتاريخ التابعة لقسم الآثار الوقفية بمديرية أوقاف اللاذقية.
وقبة الميضأة ظاهرة معمارية فريدة في جوامع اللاذقية والساحل السوري عموما ترتكز على ثمانية أعمدة تعلوها قوارير فخارية لتخفيف الوزن لكنها اليوم متشققة آيلة للسقوط.
وانطلاقا من أهميتها التاريخية كلفت محافظة اللاذقية فرع الإنشاءات العسكرية ترميم الميضأة نظرا لخبرة كوادره بأعمال الترميم الأثري فهي تتطلب عملية هندسية تضمن إزاحة خطر الانهيار عن المصلين والأطفال الذين يرتادون الجامع في معهد تحفيظ القران وإعادتها إلى شكلها الطبيعي.
المهندس مهند سليمان من فرع مؤءسسة تنفيذ الإنشاءات العسكرية لفت إلى أنه بالكشف عن الميضأة تبين أنها تعاني من حالة فيزيائية سيئة نتيجة التشققات والانزياح في عدد من الأعمدة وتضرر عدد من التيجان الأمر الذي يشكل خطرا كبيرا على القبة واحتمال سقوطها في أي لحظة وخاصة في فصل الشتاء مع الأمطار الغزيرة مبينا انه تم إعداد دراسة كاملة حول أعمال الترميم تشمل تحديد مراحل العمل وكيفية تنفيذ فك القبة وإعادة ترميمها وبنائها كما كانت مشيرا إلى أن مراحل العمل صعبة ومعقدة وبحاجة لخبرات فنية وكادر هندسي متكامل.
وتبدأ أعمال الترميم وفقا لسليمان بتدعيم القبة بهيكل معدني متكامل وفكها ونقلها إلى مكان امن وحفر مكانها وصولا إلى منسوب التأسيس ليتم بعدها إنشاء حصيرة بيتونية قادرة على تحمل كامل الضغوطات والهبوطات الموجودة وبعدها استخدام جسم القالب المعدني نفسه لإعادة بناء القبة من جديد بعد تنظيف الأحجار الموجودة وتعويض الأحجار المتآكلة منها بقطع حجرية مماثلة.
وتشكل الميضأة مكانا للوضوء فريدا من نوعه و يخرج الماء منها وفق توقيت زمني متسلسل وبشكل مستقل عن الماء الموجود في البحرة وتترافق أعمال تدعيمها ببناء بحرة مماثلة للموجودة حاليا بمادة الحجر نفسها الموضوعة في الميضأة.
إمام الجامع الجديد الشيخ هيثم حداد لفت إلى أن الجامع من أجمل جوامع اللاذقية وعمره تقريبا 300 سنة يرتاده المصلون من معظم مناطق اللاذقية وبناؤءه الأثري والتاريخي وفسحته الواسعة توفر مكانا هادئا وسط المدينة المزدحمة.
وشرع في بناء الجامع والي طرابلس الشام سليمان باشا العظم سنة 1139 للهجرة 1727 ميلادية وسمي جديدا في ذلك الوقت كانعكاس لحالته وقت بنائه كما تقول المهندسة لميس غريب من مديرية الاوقاف مبينة ان مساحة حرم الجامع تبلغ 472 مترا مربعا والباحة الخارجية له 680 مترا مربعا.. وهو من أكبر مساجد اللاذقية وله ثلاث بوابات عالية وضخمة أكبرها الباب الغربي بمصطبتيه اللتين تعملان كمزولة شمسية وصحن الجامع عبارة عن فسحة سماوية كبيرة وسطها بركة ماء تعلوها قبة دائرية /الميضأة/ قائمة على ثمانية أعمدة وفي الجهة الشرقية من الصحن وعلى يمين ويسار الباب الشرقي للجامع يوجد عدد من الغرف الصغيرة كانت مخصصة لمبيت الغرباء.