واشنطن_سوريه24
يمكن لتقديم إعانات للشركات المصنعة للأسمدة أن ييسر وصول هذه المخصبات إلى المزارعين على نحو أفضل، ويضمن استخدامها في البلدان النامية دون زيادة في الضغط على البيئة.
جاء هذا الاقتراح في سياق مقال لباحثين دوليين عن تحدي النيتروجين العالمي؛ إذ ثبت بالتجربة -في حالات عدة- أن دعم الحكومات للشركات المنتجة، تغلَّب على حواجز [ارتفاع] تكلفة الأسمدة على المزارعين، وحسَّن إنتاجية الغلات.
شدد فريق الباحثين على ضرورة زيادة وصول المزارعين إلى الأسمدة في البلدان النامية؛ من أجل توفير المزيد من الغذاء للسكان المتزايدين دومًا.
الطريقة التي أبرز بها الباحثون أهمية التعاون بين الحكومات الدولية في هذا الصدد، تلخصت في تقديم حوافز لتوفير أسمدة عالية الجودة ورخيصة في الوقت نفسه.
وعند تسليط الضوء على مسألة دعم الشركات، عد الباحثون اتخاذ هذه التدابير ضرورةً أساسيةً عند معالجة التربات الفقيرة، ومشكلة نقص الأغذية.
يقول بنيامين هولتون، مؤلف المقالة الرئيس: ”في العديد من الاقتصادات النامية، أدى عدم الوصول إلى الأسمدة التجارية إلى إنتاجية أقل من المستوى الأمثل، وإلى تربة مستنفدة بشدة، تفتقر إلى المغذيات الأساسية“.
وأردف هولتون، الذي يدير معهد جون موير للبيئة بجامعة كاليفورنيا: ”استعادة مغذيات التربة باستخدام ممارسات تسميد مستدامة، تُعد أمرًا ضروريًّا لتعزيز الأمن الغذائي، وللفوائد المتنوعة التي يحققها هذا للمجتمع“.
المشكلة التي تحراها المقال هي أن الأسمدة الكيماوية يمكن أن يكون لها آثارٌ سلبية على البيئة؛ فالأمطار تغسل الأسمدة من التربة ثم تجري بها إلى الأنهار، حيث يمكن أن تلوِّث مياه الشرب وتزعزع النظام البيئي.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن للرياح أن تذروَ مساحيق الأسمدة النيتروجينية المطحونة ناعمًا، مسببةً تلوُّث الهواء بغبارها، ما يعني عواقب صحية على المجتمعات التي تعيش قريبًا منها.
لذلك، يقول الباحثون إن تحسين الوصول إلى الأسمدة الكيماوية في البلدان النامية يجب أن يتماشى مع تعليم مناسب وعمل مجتمعي يراعي الثقافة المحلية، مع أخذ الممارسات الزراعية في الحسبان.
ومع ذلك، لا تزال القدرة على تحمُّل تكاليف أكبر تمثل حاجزًا للمزارعين في الدول الفقيرة. من ثم يؤيد هولتون سياسات مثل تقديم الدعم والإعانات المالية، التي تشجع الشركات على الاستثمار في تطوير منتجات رخيصة.
يقول هولتون لشبكة SciDev.Net: ”هذا يمكن أن يحفِّز الابتكار وينمِّي الوظائف وفرص العمل“.
واستطرد: ”يمكن أن تساعد إعانات [تتقلص تدريجيًّا] في إطلاق مهن بيئية، وإشاعة الاعتماد على أكثر التقنيات الزراعية كفاءةً، مع التركيز على تقنيات تسميد فعالة“.
وفق منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة، بلغ إجمالي استخدام النتروجين والفوسفور والبوتاسيوم في العالم مجتمعةً 186.7 مليون طن في 2016. ومع ذلك، بلغ الطلب عليها في أفريقيا نحو 3.6 ملايين طن فقط في العام نفسه.
من ناحية أخرى، عانت بعض المناطق في آسيا -وخاصةً الهند والصين- الإفراط في استخدام الأسمدة الكيماوية في عام 2015 بسبب اعتماد مزارعيها على زراعة محصول واحد، كالأرز مثلًا، وفق الدراسة التي نُشرت في دورية ’مستقبل الأرض‘ 23 يوليو الماضي.
يسلِّم الباحثون بوجوب تحقيق توازن بين زيادة الوصول إلى الأسمدة ومنع الإفراط في الاستخدام.
لإحداث هذا التوازن، يمكن تقليل تلوث الأسمدة الكيماوية عن طريق التطبيق الصغير، إذ توضع كميات صغيرة قريبًا من كل نبات، وباستخدام الأسمدة العضوية مثل منتجات النفايات الزراعية كلما أمكن ذلك.
إذا طبقت [هذه الممارسات] على نحو صحيح، يمكن للأسمدة إحياء التربة المستنفدة، وبالتالي تقليل حاجة المزارعين إلى زراعة أراضٍ جديدة على حساب الغابات وغيرها من الموائل، كما تعتقد باربرا أدولف، باحثة البيئة الزراعية في المعهد الدولي للبيئة والتنمية في لندن.
تقول أدولف، التي عملت في بلدان مثل بوركينا فاسو وغانا ومالاوي: ”التوصية المعترَف بها عمومًا [للحد من التلوث] هي استخدام المواد العضوية والأسمدة غير العضوية معًا“.
ومع ذلك، قالت أدولف لشبكة SciDev.Net: إن العديد من المزارع في البلدان النامية لا تستطيع الوصول إلى المواد العضوية الكافية. ففي بعض البلدان، تُستخدم منتجات النفايات -مثل سيقان الأوراق والأوراق- في تغذية الحرائق وتغذية الماشية، ولإقامة الأسوار ومد السقوف.
بالإضافة إلى ذلك، فإن المزارع التقليدية التي تحتوي على كلٍّ من الماشية والمحاصيل إلى زوال، فالمزارعون آخذون في التخصص [في النشاط] على نحوٍ متزايد، ما يعني أن بعض المزارع قد يكون لديها الكثير من السماد الطبيعي، في حين أن المزارع الأخرى ليس لديها أي سماد.
وتضيف أدولف: ”هناك الكثير من المشكلات التقنية فيما يتعلق بالنقل وتوافُر الكتلة الحيوية. وهنا ينبغي أن تُستخدم الأسمدة الكيماوية، ويتيسر الوصول إليها، لتكمل عمل الكتلة الحيوية. وهذه ممارسة جيدة لتجنُّب تدهور الأراضي“.
وقد يهمك أيضا: