بقلم - ناصر الجديع
لم يخسر الهلال اللقب الآسيوي أمام أوراوا الياباني لأنَّه كان الأضعف أو الأقل عطاءً، بل بالعكس، كان في ذهاب وإياب النهائي هو الأعلى كعبًا والأكثر استحواذًا وسيطرة وتهديدًا للمرمى، لكنَّه بكل أسف لم يكن الأوفر حظًا؛ فخسر اللقب الذي كان يستحقه بكل جدارة على الرغم من الحظ والظروف والأخطاء الفنية والإدارية التي ساهمت في حرمان الهلال من أن يكون أقوى من كل حظٍ عاثر وظرفٍ قاهر.
وحين نقول إن إدارة الهلال وقعت في بعض الأخطاء، وأن المدرب الأرجنتيني الكبير رامون دياز أخفق في بعض قراراته واختياراته؛ علينا أن نؤكد بكل إنصاف أنها أخطاء لا يمكن لها أن تقلل من العمل الكبير الذي قدمه الأمير نواف بن سعد رئيس النادي وبقية فريقه الإداري، ولا العمل الكبير والمميز الذي قدمه دياز وفريقه الفني، وإذا أراد الهلاليون العودة بوقت أسرع وبشكلٍ أقوى للمنافسة على البطولة الآسيوية، والإبقاء على حظوظ الفريق القوية في المنافسات المحلية؛ فعليهم أن يحافظوا على هذا الاستقرار الفني والإداري، والعمل على تلافي الأخطاء التي حدثت، بدءًا من الاحتفاظ بلاعبين لا يصنعون الفارق عند الحاجة لهم، مرورًا بالتعاقد مع المقلب الكبير ماتياس، والمكابرة والإصرار في ضمه للقائمة الآسيوية وحرمان الهلال من الاستفادة من لاعب أجنبي رابع كان يمكن أن يضيف للفريق، وأن يقلل من تأثير خسارة كارلوس إدواردو أو هبوط أداء عمر خربين.
الأخطاء واردة، والذي لا يخطئ أبدًا هو ذلك الذي لا يعمل، و لا بأس من ذكر الأخطاء والاستفادة منها على سبيل الإصلاح والبناء، من دون التوقف عندها طويلًا، أو الإصرار على تحميل طرفٍ ما مسؤولية ما حدث للهلال، والإجحاف بحق إدارة قدمت وبذلت واجتهدت لتقديم فريق قادر على تحقيق الأحلام الهلالية، أو عمل جهاز فني استطاع أن يقدم فريقًا شهد الكثيرون في الداخل والخارج على ثقله الفني وعلى استحقاقه للتتويج باللقب لولا عدم التوفيق الذي لازم الهلال منذ الدقيقة السابعة من مباراة الذهاب.
ارفعوا رؤوسكم أيها الهلاليون، ففريقكم بطل، وسيعود بحول الله وقوته بأسرع مما يظن الشامتون، وأقوى مما يأمل العشاق، أما الشامتون فقولوا لهم: كفى بـ"الزعيم" نبلًا أن تكتفوا بترقب سقطاته، وأن تبحثوا عن سعادتكم في عثراته، بعد أن عجزت أنديتكم عن منحكم السعادة، فأصبح ترقبكم لسقوط البطل هواية وعادة. ارفعوا رؤوسكم أيها الهلاليون، وقفوا مع فريقكم وثقوا به، وثقوا بأن المستقبل بإذن الله أجمل، واعلموا أنَّ الخسارة الحقيقية هي أن تخسروا هذا الفريق البطل الذي يحتاج لقليل من التجميل والتعديل وإصلاح بعض الأخطاء ليعود أكثر قوة وشراسة وصلابة، ليكتسح هنا، وينتقم هناك.
أرسل تعليقك