حظيت أخيرا وبعد طول غياب بزيارة المملكة المغربية وتضاعفت سعادتي بالمشاركة في أعمال الدورة الرابعة والعشرين لمعرض الدار البيضاء الدولي للكتاب، من خلال توقيع مجموعتي القصصية " تصريح دخول " وسط كوكبة من المثقفين والمبدعين والاعلاميين المغاربة والعرب.
إن تجربة مشاركتي بمعرض الدار البيضاء وهو من أهم الملتقيات لتحقيق التفاعل والتلاقح الثقافي بين الشعوب، قد أتاح فرصة التعرف على معطيات الثقافة المغربية وكتابها ومفكريها.
إن زيارة هذا البلد العربي الحبيب موطن الرحالة ابن بطوطة، والشاعر أحمد عبد السلام البقالي، والمفكر محمد عابد الجابري وموضع التراث الصوفي ، جعلتني أعيش أجواء اسطورية كانت روحي تتوق إليها، غير ان انبهاري بالمغرب منذ وطأت قدمي أرضها قد تجاوز ظمأ حاجتي لمعرفتها الى درجة الانبهار ببلد عربي يتميز بأجواء اسطورية من المعطيات الحضارية والثقافية العتيقة للأمازيغ والعرب الممزوجة بتداخل الثقافات مع المحيط الحداثي الأوربي.
و معرض الدار البيضاء الدولي للكتاب منحني فرصة ذهبية للسياحة الانسانية والفكرية والحضارية والطبيعية حققت لي متعة روحية وذهنية غير مسبوقة ما جعلني أتمنى ألا أغادرها، وخاصة بعدما تعاملت مع شعبها الذي يجمع بين الطيبة والرقي الحضاري والتنوع الثقافي، وبعدما استمتعت بإبداع الطبيعة وتنوعها وثرائها.
وهنا طاف بمخيلتي ابن بطوطة، ابن طنجة الساحرة الشاعر المبدع والرحالة الأشهر في التاريخ الانساني، والملقب ب "أمير الرحالة".
ان الطبيعة الساحرة وخصوصية الثقافة المغربية الباحثة عن التواصل مع الحضارات والمنفتحة انفتاح البحر المتوسط والمحيط الاطلسي على العالم تمنح مواطنيها وزائريها الشغف بالبحث ولذة الاكتشاف.
وما أن تطأ قدماك أرض المغرب تلقى الطيبة ودفء المشاعر لدى المغاربة، فلديهم قدرة على غزو القلوب والعقول بأصالتهم الشرقية الممزوجة بالحضارة الغربية واحترام الاخرين وعدم التدخل في شئونهم مع الاسراع بمساعدتهم اذا طلبوا المساعدة، وهذا يعكس مدى التحضر الذي يتمتع به هذا الشعب، ولا غرابة امام عراقته ان يواصل انفتاحه على العالم وطموحه بأن يكون من أكثر الشعوب اتقانا للغات في العالم .
إن اعتزازي بالشعب المغربي قد امتزج بمشاعر الاحترام والتقدير عندما وجدت الناس يعملون بلا كسل لكسب عيشهم بكرامة، والبعض منهم عندما يحل وقت الصلاة يلجأ لادائها في الشوارع والاسواق ، شعب متدين دونما تعصب او متاجرة بالدين، فالدين بالمغرب ناصع البياض لم تلوثه السياسية ودهاليزها، وربما كان لانتشار التصوف والمقامات لكبار المتصوفة خاصة في مدينة فاس العتيقة دور مهم في الحفاظ علي وسطية الدين بشكل عام بالمغرب ، فإذا كنت تنتمي إلى اي ديانة لك مطلق الحرية أن تمارس شعائرك بمحيط يتفهم الاختلاف و يتعايش مع الآخر برحابة فكر وسعة صدر.
إن الطيبة التي تميز شعب المغرب والذوق الرفيع في الفنون والأدب قد اكتست عراقتها من الجذور التاريخية لمواطنيها وانتماء قطاع واسع لجذور أمازيغية ، و هم من أعرق الشعوب في المنطقة العربية والافريقية، وساهموا في بناء صفحات مضيئة في تاريخ الانسانية العتيق واعتبر الباحثون ان الميثولوجيا الأمازيغية تضاهي في قيمتها الانسانية والحضارية الميثولوجيا اليونانية.
كما رصدوا أول رواية في تاريخ البشر كانت أمازيغيه وهى ( الحمار الذهبي) لابيولوسن، فقد كانت لهم معبوداتهم مثل تانيث وأطلس وعنتي، وهذه المعبودات تكشف التأثير الكبير للثقافة الأمازيغية في حضارة البحر المتوسط .
تحظى المملكة المغربية بالعديد من المناطق الاثرية والتاريخية المهمة ، والكثير منها مسجل في مواقع التراث العالمي، مثل المدينة التاريخية لمكناس، الفضاء الثقافي لساحة جامع الفنا، مدينة طنجة .
وبينما تبقي ساحة "جامع الفنا" بمراكش الحمراء مركزا للتراث الانساني للعلوم والآداب والفنون الشفهية كما في تصنيف اليونيسكو، فضلا عن كونها مركزا للحضارة الإسلامية وللعلوم والفلسفة بما تحويه من متاحف ومعالم أثرية.
فمدينة فاس، أول مدينة إسلامية في بلاد المغرب، تشع بنبض التاريخ عبر جامعتها " القرويين " وهي من أقدم الجامعات في العالم ناهيك عن أسواقها العامرة بالخيرات فيما يعكس مهرجانها الموسيقي الروحية في مايو، من كل عام جمال التذوق الصوفي وجمال التصوف في قدرته على التعايش مع حضارات الأديان.
والزائر للمملكة المغربية يلحظ ، ما يتمتع شعبها من ذائقة فنية عالية، فهو محب للثقافة والفنون ويتجلى ذلك فيما تشهده المملكة من العديد من المهرجانات والمواسم الثقافية سنويا، وكل منه له خصوصيته وابداعه وجمهوره مثل مهرجان الرباط، ومهرجان الفنون الشعبية، والمهرجان الدولي للسينما بمراكش، ومهرجان أغادير للموسيقى العربية وغيرها.
لقد كانت الدار البيضاء محطتي الأولى فأبهرني البحر الثائر على الأمواج بين شموخ المآذن كمسجد محمد الخامس بفنه المعماري المبهر و السوق القديم بروحه الشعبية التراثية الجميلة لحظة الدخول من باب مراكش وهو بوابة السوق القديم في الدار البيضاء لمست ترحيب الباعه و أثناء تبادل أطراف الحديث مع بائعة الزيوت المغربية تعرفت على زيت الارغان والصابون المغربي الشهير و اعشاب الاستخدامات الطبية و التجميلية فعرفت أسرار الجمال الذي يرجع في أحد أسبابه إلى اهتمامهم التاريخي بالحمامات القديمة و جلسات البخار.
وخلال الزيارة تعرفت على الفنان المغربي عمر الذي رافقني معظم الوقت أثناء جولتي بالسوق حدثني عن فترة شبابه ورحلات الكشافة و كان يحدثني بالإنجليزية تارة و الفرنسية تارة و الاسبانية تارة أخرى واطلعني على أعماله الفنية التي رسمها لواجهات المحلات .
إن الدار البيضاء العاصمة الاقتصادية للمملكة تتميز بشاطئها الخلاب في منطقة عين دياب المكتظة بالأهالي و العائلات للتنزه على الشاطئ بالكافيهات و المطاعم المتنوعة .
فضلا عن الأحباس او الحبوس وهي أسواق قديمة بجانب القصور الملكية ، وهو حي تقليدي انشأ في عام ١٩١٧ و معظم سكانه من مدينة فاس .
وبعدما انتهيت من جولتي في مناطق الدار البيضاء توجهت إلى الرباط التي تبعد ساعه بالسيارة وهناك تعرفت على صومعة حسان الرباط من عهد السلطان يعقوب المنصور و المدينة القديمة التي تشبه إلى حد ما نظيرتها في الدار البيضاء، وزرت قصبة الوادية او قلعة المرابطون والسور الموحدي الذي يبلغ طوله ٢٢٦٣ م و عرضه ٢.٥ مترو ارتفاعه ١٠ مترو مدعوم ب ٧٤ يرجو يضم ٥ ابواب ضخمه
وزرت بعدها ضريح محمد الخامس وولديه الملك الحسن الثاني و الأمير عبدالله وبعد قراءة الفاتحة تجولت فى هذا المسجد الرائع التصميم ، وبعدها انتقلت إلى سوق السجاد الذي يعتبر الثاني في العالم من حيث الجودة ، ولم يفتني الذهاب للنتزه على الكورنيش وتناول الطعام في مطعم عبارة عن سفينه جميلة راسية في المياه.
وعقب ذلك توجهت إلى موقع الشالة الاثري وهي مدينة قديمة من القرن السادس تقع على نهر ابي رقراق بها ساحات وحمامات شعبية.
ولفتني مشهد سيدة ترعى إعداد كبيرة من القطط عند حوض النون الذي كان في الأصل قاعة للوضوء لمسجد ابي يوسف الذي يعتبر مزارا لأناس كثيرة تؤمن بخصوصية هذا المكان روحانيا
جلست بين القطط الاعبهم و التقط الصور معهم وتحدثت مع السيدة التي أخبرتني انها تعيش في هدا المكان كمسؤولة عن المسجد و هي ترعى القطط من مالها الخاص وتبرعات بعض الخيرين .
وفي اليوم التالي كان لابد من مراكش التي تبعد ثلاث ساعات بالسيارة و تجولت في إحياء مراكش المليئة بالحياة و الزاخرة بأجواء المرح و الفرح و توجهت إلى ساحة الفنا نسبة إلى جامع الفنا وهي تمثل نبض مراكش حيث تعج بالسياح من كل الأجناس ، وفيها شعرت برهبة ممزوجة بفرحة ، تمتزج عروض الافاعي المخيفة بعروض القرود المضحكة ، ونشوة التراثية من وطنية إلى صوفية .
وفي الساحة لفتني مشهد لسيدات مسنات تجلسن على كراسي قصيرة نادتني احداهن وبعد حوار قصير عرفت من خلاله أنها شوافة بلهجة أهل المغرب او عرافة بلهجة أهل مصر و بعد إصرار منها ، توقفت عندها و كانت تمسك بيديها اوراق الكوتشينه و طلبت مني ان امسكها و أردد أحد الأدعية في سري.
ثم قالت انتِ ابنة مرضية الوالدين و امك من الأشراف من نسب الرسول وهي سيدة عظيمه الأخلاق صابرة و مناضله و عائلتك لابيك عائلة عريقة التاريخ وكأنك اميرة و لكنك لا تملكين الحظ أبدا ، فضحكت كثيرا ، وقلت لها اكملي ، فقالت لي انت سعيدة بزيارتك للمغرب و ستذهبين الى بلد آخر بعد زيارتك هذه و ستسمعين خبر رائع خلال هذه السنه يغير حياتك للأفضل
فرحت بكلماتها وودعتها مبتسمه ، فاقتحم علي ضحكاتي رجل عربي يمازحني قائلا ماذا قالت لك العرافه ، سنفرح بك قريبا ، ضحكت ولم أحبه، وقلت لنفسي الشائع بين الغالبية من العرب ان المرأة تبحث فقط عن الزواج و كأنه شغلها الشاغل ويغيب عنهم اهتمامنا بالعلم و الثقافة وتحقيق الذات و العمل والمساهمة في بناء الوطن و الأجيال بل قبل كل هذا السعادة و السلام الداخلي فالزواج المتكافئ سعادة و الزواج الغير متكافئ تعاسه.
ذهبت بعدها إلى فندق المأمونية الذي يتميز بالفخامة الكلاسيكية مع طراز شرقي ومررت بعدها على مسجد الكتيبة و قصر الباهية وسور مراكش وتجولت بين الأحياء وذهبت إلى حدائق المنارة التي بنيت في عهد الموحدين وكانت عبارة عن ثكنة عسكرية للتدريب بها بركة ماء كبيرة جدا عمقها متران ومحيطها ٥١٠ امتار يصله الماء عبر قنوات من جبال الأطلس.
وفي رحلتي إلى المغرب زرت ايضا الارياف و المناطق الزراعية التي تبعد ساعتين ونصف عن الدار البيضاء في إقليم الجديدة و زرت القرى بجانب سيدي بنور تنتج الخضار و القمح و الفاكهة و زرت أحد سكان القرية وهم عائلة مغربية تعمل بالفلاحه و قد غمروني بكرمهم المعهود وتناولت الإفطار معهم والذي تميز بالخبز المغربي الرائع المصنوع لتوه مع زيت الزيتون من إنتاج معصرة المزرعة الخاصة، واستمتعت بالجو الريفي و الحيوانات الأليفة حول المنزل البسيط الجميل و أعدت لنا صاحبة المنزل غداء من الكسكسي وهي الوجبة المغربية الشهيرة و و دعوتهم لزيارتي في كل البلدان التي اقطنها و انتمي إليها.
وفي رحلتي إلى المغرب زرت مدينة فاس ثاني أكبر المدن المغربيه التي تم تأسيسها سنة ١٨٢هجري او ٨٠٨ ميلادي على يد إدريس الثاني و قد كانت عاصمة الدولة الإدريسية وتجولت في المدينة القديمة و مررت على مسجد القرويين الذي تم بنائه عام ٨٥٧م على يد فاطمة الفهرية و مررت على مسجد الاندلسيين الذي بني على يد مريم الفهرية اخت فاطمه مما يؤكد دور المرأة الريادي في العلم والدين ودورها في بناء الدولة الا انني في كل مرة ازور بها مسجد ما اكون بحالة من الروحانية و التهيؤ للعبادة بروح متضرعه لله اطلب المغفرة و الرضوان ، ولكن أغضب من ان القائمين على المساجد يطلبون من النساء المكوث في أماكن محددة ، ولا يسمح لهن بالتجوال في كامل المسجد للإطلاع على قيمته الفنية والعلمية ، بينما ساوى الله سبحانه وتعالى بين الذكر والأنثى في كل شيء يأبى عباد الله تطبيق عدالته في المساواة ولكنني تمكنت من التجوال السريع و التمحيص من بعيد في كل الاركان و بعدها مررت على أسوار فاس البالي التي بنيت في حكم الناصر الموحدي من ١١٩٩ الى ١٢١٣و من أبوابها باب الفتوح باب الكنيسة باب الحمر باب الحديد و انتقلت إلى المدرسة البوعنانية التي أسسها السلطان ابو عنان المريني وهي من أشهر واعرق المدارس و مررت على البرج الشمالي وهو حصن ضخم بني عام ١٥٨٢ م في عهد السعديين حيث تم تصميمه بنفس نظام بناء القلاع البرتغالية وكان السوق القديم روح المدينه ولاحظت حالة التآلف بين السكان وتوقفت لبعض الوقت أمام جامعة القرويين اقدم جامعة في العالم لازالت تعمل إلى الآن دون انقطاع، تخرج منها علماء كثيرين مثل سيلفيستر الثاني الذي شغل منصب البابا من عام ٩٩٩ إلى ١٠٠٣
وموسى بن ميمون الطبيب و الفيلسوف اليهودي الذي قضى فيها بضع سنوات و زاول التدريس بها و درس فيها ابن خلدون و لسان الدين بن الخطيب وابن عربي و ابن مرزوق.
وفي رحلتي الممتعة في المغرب زرت مدينة مكناس التي تعني بالأمازيغية المحارب بناها المولى إسماعيل عاصمة لمملكته تقع بين الرباط و القنيطرة والدار البيضاء بل إنها تقع في مركز جغرافي متوسط فأصبحت منطقة عبور و استقرار فوصفت بفرساي المغرب مقارنة مع فرساي الملك لويس الرابع عشر المعاصر للمولى إسماعيل و سجلت مدينة مكناس لدى منظمة اليونيسكو في قائمة التراب العالمي
دخلت المدينة من اولها أسوار قديمة تاريخيه تضم المدينة من المداخل و كلما دخلت عمقا شعرت انها مدينة عسكرية و لا عجب في هذا الشعور إذ اكتشفت لاحقا انها بنيت في القرن الحادي عشر في عهد الدولة المرابطية لتكون مؤسسة عسكرية و لكنها اشتهرت حين أصبحت عاصمة الدولة من عام ١٦٧٢ إلى عام ١٧٢٧ فمررت على باب المنصور الضخم المرصع بالفسيفساء و مررت من القصر الملكي بأسواره العريقة و ضريح مولاي إسماعيل ومسجد باسمه و سيدي عثمان و القصر الجامعي.
تعتبر مكناس مدينة زراعية او كما ينطقها المغاربة فلاحية تشتهر بأشجار الزيتون الذي يعرض منه الزيت الأكثر جودة في البلاد من حيث الطعم و النقاء و تشتهر ايضا بزراعة العنب و الذي يتم تصديره إلى أوروبا .
وتعتبر مكناس من المدن الأكثر برودة في المغرب حيث أخبرني السائق الذي اصطحبني باني محظوظة حيث لم آتي قبل أسبوع من الان كانت هناك عواصف ثلجيه مرعبه
اجمل ما في رحلتي الى مكناس كانت جولتي بالحنطور او العربة فكان سائق العربة عتمان متمكن من الشرح التاريخي للأماكن فقص علي قصة الوالي الذي كان يريد الارتباط بابنة لويس الرابع عشر و بنى لها بحيرة تشبه قصرها حتى لا تشعر بالغربة الا ان الزواج لم يتم لانه كان متزوجا بالعديد من النساء حيث انها لا تؤمن بالتعدد ربما أرادت ان تصطفي بالوالي بمفردها فلم يكن لها ذلك
مررنا من سجن قارا الذي بني في عهد المولى إسماعيل تحت الأرض وهو كبير جدا حيث يمتد من مكناس الة خنيفرة تحت الأرض، و مررت من صهريج السوداني او صهريج اكدال الذي بني نهاية القرن السابع عشر في عهد مولاي إدريس وكان الهدف منه تزويد المدينة بالماء الصالح للشرب وموقعه كان بجانب مخازن الحبوب واسطبلات الخيل، وفي طريقي الى المطار يوم المغادرة تذكرت واقعة فاضحكتني كثيرا ، ومرجعها كراهيتي للبيروقراطية والقوانين التي تنغص تلقائية تزامن التوقيت مع الشعور، سأكشف سر ضحكاتي ، فقد جهزت حقائبي وكل ما يلزمني للسفر الى المغرب للمشاركة بالمعرض قبل يومين من موعد توقيع كتابي الجديد ووصلت مطار القاهرة ليفاجئني موظف الخطوط المصرية ان تأشيرة السفر منتهية الصلاحية ، وفكرت للحظات هل اضحك ام ابكي ماذا افعل وانا على موعد مع جمهور القراء في معرض الكتاب وماذا اقول المنسق الذي حدد معي يوم التوقيع ، دارت الدنيا بي شرقا وغربا فنظرت إلى الموظف وقلت له انا مواطنة صالحه لكنني مهملة بعض الشيء ، وعدت إلى البيت وكان اليوم خميس وغدا الجمعة يعني عطلة السفارات ما يعني ليس لدي وقت الا اليوم لتحصيل الفيزا ، و بحمد لله وجهود موظفي السفارة و القائمين عليها مشكورين و خاصة القنصل حصلت على الفيزة قبل الساعة الخامسة عصرا بقليل فنمت مرتاحة البال و سافرت في اليوم التالي كنت اضحك طوال الطريق إلى مطار محمد الخامس.
انتهت رحلتي بالمملكة المغربية بمطار محمد الخامس بالدار البيضاء كما بدأت تاركة ورائها ذكريات لا تنسى عن شعب مضياف وطبيعة ساحرة وحضارة عريقة وثقافة منفتحة آخاذة وفنون مبهرة وشوق ودمعة حنين بالعودة للقاء فمازال هناك الكثير لأراه في رحلتي المقبلة مثل أغادير و الصويرة و طنجة و غيرها من المدن.
أرسل تعليقك