بقلم : الاعلامية لارا طماش
حيث تجلس الذاكرة تتربع أحاسيسنا
ومضة بريق...ابتسامة و همسة من عطر مضى..
وجوه آتيه... وجوه مغادرة ..أحيانا كثيرة - بالمناسبة - لا فرق
قطارات..موانىء ..مطارات سفر
مرايا و كلمات عابرة فوق السنين
ضحات مهرولة ..نور و ظلمات..أغان.. موسيقى و نجوم تتراقص
كلها كلها جُمِعت أحرف بالبال..في ليالي السهر
إنقضت ...ليالي الصيف الطويل .. أقفلت أبوابها على الحكايا و أسدلت ستار القصص
لتختصرها دمعة المطر في أول هطول حين تترامى قطرة قطرة على حواف النوافذ...
تدقها.. و تدق معها طبول القلوب ...
دمعة المطر الأولى التي - كل الممكن فيها – و إن تأخرت حتى لحظة نسج هذه الكلمات !
فهي دمعة المطر الأولى المكتنزة بدبيب الحكايا التي ولّت،بعد أن تركوها أصحابها،فهل تعد لأجل صدى خطوات المعلقين على أمل غيماتها ؟
تَعَلَّمت بالتجربة أن كل إختناق ولادة جديدة و أن في تأمل السماء منفذ و معنى
و أن في استدارة القمر تلويحة ، فكان النور البعيد يشع من عالم مظلم في أعلى ذاك الجبل .
لمعت في رأسها الأفكار، أرادت أن تستكشف و فضولها ازداد كلما زاد لمعان النور حتى عصرت رأسها في النافذة كمن أراد أن يحفر فكرة،ثم تراجعت متسائلة لمتى ستبقى هكذا؟
كتلك الروايات الساذجة التي قضت جزءا كبيرا من مراهقتها تقرأها و تقرأها و تقرأها..فكانت الفتات الأول للأحلام و لثرثرة مواسم الهوس..وهمهمات لغة العيون، حيث نبني الفكرة على فكرة،على صورة،على كلمة.. دون أن نتوقع أن من كتب لربما سبح قلبه يوما في فجرحب أخطأه فتلعثم به وهما..جرحا حين ضاقت الدروب!
معلقون نحن البشر بخرائط حروب الآخرين،معجبون بها و نتبناها. نتبنى قلوبهم و أوجاعهم و كأننا نسعى ثم نسعى لتصبح لنا و في أقل الأحوال نصبح هم ! نوفيهم القلب بالقلب حبا و ألما حتى الغرق ..!
*طافت في أحلام العبير و قصاصات الورق
فارسة تمتطي المستحيل لتلمس قاع الحقيقة
هي...كَكُلنا،نستذكر،نتنهد،نستعيد و ننحني تحت برق اللحظة
نستحضر لمحة الوجه الهادىء الراضي
ثم نعود من الضجيج بلا شيء !
أرسل تعليقك