أكّد الكاتب الصحافي والمحلل السياسي اليمني، رفيق علي الحمودي ,أن المبعوث الأممي إلى اليمن " غريفيث " يسعى إلى إيقاف الحرب في اليمن وبخاصة معركة الحديدة، غرب البلاد.
وأضاف لـ"سورية24 ", أن ذلك "يتجلى من خلال زياراته المتكررة والمكثفة في الآونة الأخيرة إلى اليمن و ولكن استطاعته على إيقاف نزيف الدم في الحديدة يعتمد على تجاوب أطراف الحرب أنفسهم ".
وقال رفيق " إذا كان المجتمع الدولي جادًا في إيقاف الحرب في اليمن أو في محافظة الحديدة بخاصة ,فإن تلك الجديّة سوف تترجم على قرارات المبعوث الأممي " غريفيث" من خلال الاستجابة لمطالبه بوقف الحرب والسماح لمنظمات الإغاثة بالتواجد في هذه المحافظة" .
وأكّد رفيق أنه توجد مؤشرات إيجابية تلوّح بالأفق بانتهاء الحرب بين المتصارعين, مشيرًا أن "هذه المؤشرات تتلاشى برفض أطراف الصراع أو حتى مجرد الهدنة بمختلف جبهات القتال وهذا ماجعل مهمات المبعوثين الأممين السابقين جمال بن عمر , وإسماعيل ولد الشيخ مهمتان بائتا بالفشل بإيقاف الحرب "..
وأوضح أن المتغيرات التي ظهرت على الساحة اليمنية، خلال الأيام الأخيرة، تجعل مهمة المبعوث الأممي الجديد إلى اليمن " غريفيت " مهمة شاقة جدًا حتى وإن كان جادًا في إيجاد خارطة طريق للخروج باليمنيين الى شاطئ الأمان " مشيرًا أنه من الصعب التوصل لقرار ينهي الحرب طالما تقف دول أخرى خلف قرار بالحكومة الشرعية التابعة للرئيس اليمني عبدربه منصور هادي".
الجوثيون والحديدة
وأشار الكاتب اليمني، أن القوات التابعة لهادي لن تتمكن من دخول مدينة الحديدة ", مبينًا " أن الحوثيين بل وجميع اليمنيين في المحافظات الشمالية يعتبرون هذه المدينة المتنفس الوحيد لإمدادهم بالمواد الغذائية والأدوية والوقود وبالتالي سوف يستميت الحوثيون في الدفاع عن هذه المدينة".
وتابع " في حال دخلت قوات هادي المدينة فستكون الفاتورة باهضة في الخسائر العسكرية من الجانبين وذلك سيترتب عنه حتماً خسائر مادية وضحايا كُثُر من المدنيين .. واردف" الأمر الذي سيجعل من الفاتورة المدنية مخيفة ليس على مستوى أبناء الحديدة فقط وإنما على مستوى المدنيين بالمحافظات الشمالية".
أبناء الحديدة أقل دخلاً ومورداً
واكد رفيق علي ان "المعارك سيكون لها وقع كبير على قاطني مدينة الحديدة" . وزاد " فأبناء الحديدة أقل دخلاً ومورداً ووجود معارك بالمدينة سيفاقم من وضعهم الإنساني، إضافة إلى كون طبيعة المدينة وارتفاع درجة الحرارة فيها وعدم وجود كهرباء أو مراكز تخزين كافية خاصة بالمواد الغذائية يجعل من الوضع الإنساني كارثي في حال اندلاع معارك داخل المدينة".
وبين ان الأمم المتحدة يقتصر عملها لتقديم المساعدات لأن قراراتها تخدم دوماً مصالح الدول الكبرى وخاصة بالحرب باليمن. وقال ان أن الأمم المتحدة لن تتمكن من الوصول لحل سياسي إلا في حال وافقت جماعة الحوثيين، من جهة والحكومة الشرعية، والتحالف العربي من جهة اخرى".
الصواريخ البالستية
واكد رفيق علي ان الصواريخ البالستية التي يتم إطلاقها باتجاه السعودية هي الورقة الرابحة بيد الحوثيين، للظغط على دول التحالف العربي وفي مقدمتها السعودية لإيقاف الحرب وإنجاح عملية السلام ".
و قال المحلل السياسي اليمني، رفيق علي، إن المشهد اليمني سيكون سياسيًا، مليئ بالأحداث التي ستغير المعادلة، واشار إلى ان هناك توجهات لإعادة تنظيم حزب المؤتمر، الشعبي العام، بالإضافة إلى أن جماعة الحوثيين، ستتوجه إلى الدول الأجنبية لمواجهة التحالف العربي".
وأكد رفيق علي، أن الوضع سيشهد تطورًا خطيرًا موضحًا أن هناك صراعات بدأت تلوّح بالأفق بين الجماعات التابعة للتيار السلفي المتشدد الذي وبين تيار جماعة الأخوان المسلمين جناح اليمن وهذه التطورات بدأت تتكشف بوضوح في مدينة تعز، جنوب غربي البلاد بين الفصيلين وهناك معارك محتدمة بينهما تدور الان وصلت حد إعلان الجمعات السلفية بالجنوب بالوقوف مع تنظيمهم المعروف بالسلفي".
وأوضح أن هناك تطورات عسكرية أخرى متوقعة بانقضاض المجلس الإنتقالي الجنوبي على الشرعية وسحب المقاتلين الجنوبيين من معركة الحديدة إلى الجنوب مثل مقاتلي لواء العمالقة" .
أرسل تعليقك