جهل أم حماقة أم جنون
آخر تحديث GMT06:28:45
 العرب اليوم -

جهل أم حماقة أم جنون!

جهل أم حماقة أم جنون!

 العرب اليوم -

جهل أم حماقة أم جنون

بقلم - مكرم محمد أحمد

رغم التحذيرات العلمية العديدة التى أطلقتها مؤتمرات المناخ على امتداد 24 عاماً من أن الانبعاثات الكربونية المعلقة فى الغلاف الجوى للكرة الأرضية التى لا تضيع ولا تتبدد، وتجاوز حجمها الآن تريليونات الأطنان نتيجة نشاط الإنسان الصناعى على الأرض، واستخدامه الوقود الحرارى المتمثل فى البترول والغاز والفحم الذى يمكن أن يرفع درجة حرارة الكون ما بين ثلاث وخمس درجات مئوية، تكون نتيجتها المؤكدة احتراق الحياة على ظهر الأرض وتكبيد خسائر فادحة لأكثر من 60 مليون نسمة ربما لا يجدون الغذاء أو المأوى، ورغم أن تغيرات المناخ أصبحت بالفعل حقيقة واقعة يعايشها العالم ويكابد متاعبها ملايين البشر، ويسجل علماء المناخ ظاهراتها المتفاقمة على مدى اليوم والساعة التى تتمثل أمام أعيننا فى ارتفاع منسوب المياه فى البحار والمحيطات، وغرق آلاف الكيلو مترات من سواحل الكرة الأرضية، وتنامى أخطار الجفاف والفيضانات وفناء حياة عشرات المحاصيل الزراعية والمخلوقات الأرضية من الحيوان والطيور والحشرات، لم تستطع أن تتحمل أو تتعايش مع ارتفاع درجة حرارة الكون المتصاعدة، ويسجل الإنسان والعلماء وقائعها يوما بيوم، رغم كل هذه الظاهرات التى نشاهدها ونعايشها ويسجل الإنسان وقائعها لا يزال الرئيس الأمريكي ترامب رئيس اكثر دول العالم تقدماً فى العلم والتكنولوجيا يصر على أن قضية المتغيرات المناخية ليست سوى «خدعة» يروج لها علماء لديهم أجندة سياسية كبيرة للغاية، هدفهم ترويع العالم المتقدم وتعطيل النشاط الإنسانى وابتزاز تريليونات الدولارات من الدول الغنية، ولهذه الأسباب انسحبت الولايات المتحدة من اتفاقية المناخ ورفضت الالتزام بخفض انبعاثاتها الكربونية رغم أن اتفاقية باريس لا تفرض عقوبات على عدم الالتزام، وتؤثر أن يكون خفض الانبعاثات الكونية عملاً طوعياً دافعه الأهم تجنب الأخطار المهولة التى يمكن أن تهدد الحياة على كوكبنا الأرضي ورغم أن علماء المناخ يؤكدون أنه لامجال للاعتذار عن هذا العمل الطوعى لأن الكوكب يحترق ولم يعد باقياً الكثير من الزمن لإنقاذه لأن حرارة الكون يمكن أن ترتفع ما بين 3 و 5 درجات مئوية ويقع ما لم يكن فى الحسبان. ورغم صدور تقرير علمي وطني أمريكي فى 1656 صفحة، أعدته لجنة أمريكية حكومية من إدارات متعددة بمشاركة 300 من علماء أمريكا بناء على طلب الكونجرس، يؤكد المخاطر التى يمكن أن تتعرض لها الولايات المتحدة من جراء تغيرات المناخ، والتى تخلص فى خسائر مادية فادحة تهدر مليارات الدولارات سنوياً، وهبوط الناتج الإجمالى الوطنى الأمريكى بأكثر من 10 فى المائة مع نهاية القرن الحالى، وغرق كثير من السواحل الأمريكية بما عليها من قواعد عسكرية وجسور وشوارع ومبان وعمارات تصل خسائرها إلى نحو 32 بليون دولار من إجمالى الخسائر التى سوف تتكبدها الخزانة الأمريكية بسبب تغيرات المناخ، والتى تصل إلى 141 بليون دولار، رغم هذه الحقائق الصلدة التى وردت فى تقرير أمريكى حكومى يُكذب الرئيس الأمريكى ترامب تقرير تقييم المناخ الوطنى كما كذب علماء المناخ فى العالم أجمع، وتتجاهل إدارته التقرير الذى أنفقت أمريكا على إعداده ملايين الدولارات، الأمر الذى دفع شوارزينجر الممثل الأمريكى الشهير وحاكم ولاية كاليفورنيا السابق إلى وصف الرئيس ترامب بالمجنون بسبب انسحابه من اتفاقية المناخ.

لكن الأخطر من هذه التداعيات القاسية، أن إنكار الرئيس الأمريكي تغيرات المناخ واعتبارها مجرد خدعة أعطى الغطاء الأخلاقى والسياسى للآخرين ليحذو حذوه فى الانسحاب من اتفاق باريس مثل الرئيس التركى أردوغان والرئيس الروسى بوتين والرئيس البرازيلى الجديد الذى يلمح إلى احتمال انسحاب بلده من اتفاق باريس كما فعل ترامب، بما أوجد شعوراً بعدم التيقن وعدم الالتزام بخفض حصص الإنبعاثات الكربونية إلى حد أن الملتزمين بخفض حصصهم لا يزيدون على 16 دولة من 200 دولة، ومع عدم التزام أكبر اقتصاد فى العالم الاقتصاد الأمريكي معايير خفض الانبعاثات الكربونية يزداد عمق كارثة المناخ ويصعب الإصلاح ويستحيل منع الضرر، خاصة أن المطلوب خفض الانبعاثات الكربونية بنحو 45 فى المائة عن مستويات عام 2010 بحلول عام 2030، كى يبقي ارتفاع درجة حرارة الكون فى حدود درجة ونصف درجة بدلاً من 3 و5 درجات التى تأخذ كوكبنا الأرضى نحو الهاوية

syria

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

جهل أم حماقة أم جنون جهل أم حماقة أم جنون



GMT 15:25 2018 الجمعة ,07 كانون الأول / ديسمبر

السعودية وتركيا والزعامة

GMT 15:20 2018 الجمعة ,07 كانون الأول / ديسمبر

أنفاق ونفاق

GMT 15:03 2018 الإثنين ,03 كانون الأول / ديسمبر

ماذا يعنى «إيديكس 2018»؟!

GMT 15:01 2018 الإثنين ,03 كانون الأول / ديسمبر

ماذا حصدت السعودية فى قمة الأرجنتين؟

GMT 15:14 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

ماذا يعني حضور محمد بن سلمان قمة العشرين؟

GMT 09:58 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الأسد 6 أكتوبر/ تشرين الأول 2020

GMT 12:34 2020 الإثنين ,29 حزيران / يونيو

يحذرك هذا اليوم من المخاطرة والمجازفة

GMT 12:55 2019 الثلاثاء ,22 كانون الثاني / يناير

التحالف" يبلغ "قسد" ببقائهم في دير الزور حتى القضاء على داعش"

GMT 09:12 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الذهب في سورية اليوم الثلاثاء 6 تشرين الأول / أكتوبر 2020

GMT 20:38 2019 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

إفلاس 5 شركات في ظل الأزمة الاقتصادية التركية

GMT 08:15 2019 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

لوحات تحكي بلسان الأطفال في معرض لون وحب لسناء قولي

GMT 00:33 2019 الأربعاء ,11 أيلول / سبتمبر

زلزال بقوة 5.7 درجة يضرب خليج ألاسكا
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Syria-24 Syria-24 Syria-24 Syria-24
syria-24 syria-24 syria-24
syria-24
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
syria-24, syria-24, syria-24