فى البدء كان الطلاب
آخر تحديث GMT06:28:45
 العرب اليوم -

فى البدء.. كان الطلاب

فى البدء.. كان الطلاب

 العرب اليوم -

فى البدء كان الطلاب

بقلم : د. وحيد عبدالمجيد

لا تختلف ثورة 1919 عن معظم الثورات الشعبية، التى يشارك فيها عدد غفير من الناس، فى أنها لم تكن مخططة. ثورة بلا كتالوج. لم يقصد من شاركوا فى الإضرابات والتظاهرات، التى بدأت محض طلابية، فى مثل هذا اليوم قبل مائة عام، القيام بثورة. خرجوا للتعبير عن احتجاجهم على اعتقال سعد زغلول وثلاثة من أعضاء الوفد، الذى تم تشكيله فور انتهاء الحرب العالمية الأولى للمطالبة باستقلال مصر.
  أشعل القبض على زغلول، وحمد الباسل، ومحمد محمود، وإسماعيل صدقى، ونفيهم إلى مالطة، شرارة لم يتصور أحد أنها ستوقد نار إحدى أكبر ثورات القرن العشرين. وكان الطلاب هم تلك الشرارة. جاءت المبادرة من طلاب مدرسة الحقوق العليا فى صورة إضراب تحت شعار الامتناع عن دراسة القانون فى بلد يُداس فيه القانون. ولم يلبث إضرابهم أن تحول خلال ساعات إلى تظاهرة انضم إليها طلاب من مدارس عليا أخرى، مثل الهندسة والطب والزراعة والتجارة ودار العلوم، وتلاميذ بعض المدارس الثانوية.

كانت التظاهرة محدودة فى ذلك اليوم. ولكنها توسعت بدءاً من اليوم التالى. وعندما اعتدى الجنود الإنجليز على متظاهرين, انفجر بركان الغضب المتراكم ضد الاحتلال، وتحولت التظاهرات إلى ثورة شعبية أخذت فى التوسع منذ اليوم الثالث (11 مارس) عندما أعلن المحامون الإضراب، وأغلق التجار متاجرهم، وشرع أهالى عدد متزايد من الأحياء فى إقامة الحواجز والمتاريس لمنع مرور السيارات التى تحمل الجنود الإنجليز.

وصارت الثورة واقعاً لاشك فيه، عندما بدأت احتجاجات خارج القاهرة للمرة الأولى فى اليوم الرابع، إذ امتدت إلى المدن الكبرى أولاً، وخاصة الإسكندرية وطنطا والمنصورة، حيث كانت هناك بعض المدارس، الأمر الذى يؤكد أهمية دور الطلاب فى تلك الثورة.

ورغم ذلك، ظل فى إمكان قوات الاحتلال احتواء الغضب المتزايد، إذا قدمت بعض التنازلات. لكنها فعلت العكس، فتسببت فى توسيع نطاق الثورة. وهذا سيناريو متكرر، منذ الثورة الفرنسية, وينطوى على درس مفاده أن طريقة التعامل مع الاحتجاجات هى العامل الرئيسى فى توسيع نطاقها أو تضييقه. لكن القليل هم من استوعبوا هذا الدرس التاريخى.

syria

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فى البدء كان الطلاب فى البدء كان الطلاب



GMT 10:30 2021 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

بايدن أقدر على حل المشكلة الإيرانية

GMT 10:28 2021 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

لقائله

GMT 10:23 2021 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

امرأة ترانزيت

GMT 10:19 2021 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

أزمة لبنان أمام خطر إعادة تأهيل محور دمشق ـ طهران

GMT 10:17 2021 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

لماذا تونس... رغم كلّ شيء؟

GMT 10:58 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الدلو الثلاثاء 6 أكتوبر/تشرين الأول 2020

GMT 14:52 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

تنشغل بعمل في اليوم الأول وتضع مخططات وتوجه الآخرين

GMT 08:15 2018 الخميس ,17 أيار / مايو

بليسكوفا تودع بطولة روما وتخرب كرسي الحكم

GMT 15:10 2020 الثلاثاء ,21 إبريل / نيسان

5 أطعمة تقوّي صحة الرئتين في مواجهة وباء "كورونا"
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Syria-24 Syria-24 Syria-24 Syria-24
syria-24 syria-24 syria-24
syria-24
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
syria-24, syria-24, syria-24