ثورة 1919  والإبداع
آخر تحديث GMT06:28:45
 العرب اليوم -

ثورة 1919 .. والإبداع

ثورة 1919 .. والإبداع

 العرب اليوم -

ثورة 1919  والإبداع

بقلم : د. وحيد عبدالمجيد

لم تكن النتائج السياسية لثورة 1919، التى فتحت الطريق أمام استقلال مصر بدءا بإلغاء الحماية البريطانية وإصدار دستور 1923، إلا جزءا من آثارها المتعددة والممتدة. كانت تلك الثورة بداية مرحلة مختلفة تماما، ونقطة تحول فى مسار ثقافتنا الوطنية، إذ فجَّرت طاقات الإبداع فى مختلف المجالات، وأسست ما أصبح يطلق عليه قوة مصر الناعمة.

 فتحت ثورة 1919 الباب واسعا أمام عملية تجديد ثقافى شامل قادها طه حسين، ومحمد حسين هيكل، وعباس العقاد، وأكملها توفيق الحكيم، ونجيب محفوظ، وغيرهم كثير.

ورغم اختلاف التقديرات فى هذا المجال، كان الحكيم صاحب أول مسرحية ورواية عربيتين ناضجتين بالمعنى الحديث، وهما أهل الكهف، وعودة الروح، وأخذ نجيب محفوظ، الذى أثرت فيه ثورة 1919 أكثر من أى حدث فى تاريخ مصر الحديث، فن الرواية إلى ذروة تقدمه.

وشمل التجديد الثقافى، الذى وضعت تلك الثورة أساسه, فنون المسرح على أيدى رواد مثل عزيز عيد، ويوسف وهبى، والموسيقى بدءا من سيد درويش، وزكريا أحمد، والقصبجى، ومحمد عبدالوهاب، والسينما التى كان لبنك مصر- الذى ألهمت الثورة طلعت حرب فكرته - الفضل فى إطلاق طاقات الإبداع فيها عبر إنشاء استوديو مصر.

وهذا فضلا عن فن الرسم والتصوير الحديث الذى كان محمد ناجى، ويوسف كامل، ومحمود سعيد، وانجى أفلاطون، من أبرز رواده الذين وضع إبداعهم الأساس لمعظم مدارس هذا الفن واتجاهاته. وكان لثورة 1919 أثرها أيضاً فى تأسيس فن النحت، الذى يقف تمثال نهضة مصر البديع شاهداً عليه. فقد ألهمت الثورة محمود مختار هذا التمثال، ومعه تماثيل زعماء الحركة الوطنية مصطفى كامل ومحمد فريد وسعد زغلول فى القاهرة والإسكندرية.

لقد أسهمت ثورة 1919 بأكبر دور فى بلورة هوية مصر الوطنية, فأطلقت طاقات الإبداع الثقافى بالتوازى مع تصاعد حركة النضال السياسى من أجل الاستقلال. وبدأ، فى وهج تلك الثورة أيضاً، الانتباه إلى أهمية كتابة تاريخ مصر الحديث للمرة الأولى، إذ كان الاهتمام بهذا التاريخ محصورا فى عدد من المؤرخين الأجانب، بينما انشغل المصريون بالتاريخين الفرعونى والإسلامى.

syria

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ثورة 1919  والإبداع ثورة 1919  والإبداع



GMT 16:13 2021 الخميس ,18 آذار/ مارس

بعض الأخبار من مصر وايران وفرنسا

GMT 19:04 2021 الإثنين ,15 آذار/ مارس

البابا فرنسيس في العراق

GMT 20:02 2021 الجمعة ,12 آذار/ مارس

التراجيديا اللبنانية .. وطن في خدمة الزعيم

GMT 19:25 2021 الثلاثاء ,09 آذار/ مارس

ليبيّات فبراير والصوت النسائي

GMT 20:13 2021 الإثنين ,08 آذار/ مارس

انا والكورونا و المرأة في يومها العالمي

GMT 15:17 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

تجنب اتخاذ القرارات المصيرية أو الحاسمة

GMT 14:56 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

أحوالك المالية تتحسن كما تتمنى

GMT 16:42 2020 الأحد ,01 آذار/ مارس

التصرف بطريقة عشوائية لن يكون سهلاً

GMT 08:55 2019 الثلاثاء ,10 أيلول / سبتمبر

موسكو تعلق على "موت" المفاوضات بين واشنطن وطالبان

GMT 14:09 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

تبدأ بالاستمتاع بشؤون صغيرة لم تلحظها في السابق

GMT 17:40 2018 الجمعة ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

BMW تعيد السيارات الهجينة من جديد بطرح "E 330 " تعرف عليها

GMT 10:21 2018 السبت ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

"جبهة النصرة" تعلن الحرب على الجيشين الروسي والسوري

GMT 11:33 2018 الجمعة ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش المصري يفتتح مجمعًا حضاريًا متكاملًا في وسط سيناء

GMT 16:56 2018 السبت ,27 تشرين الأول / أكتوبر

وزير الخارجية البريطاني يلتقي بنظيره السويسري

GMT 21:27 2018 الأحد ,03 حزيران / يونيو

طريقة سهلة وبسيطة لإعداد بان كيك بالشوكولاتة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Syria-24 Syria-24 Syria-24 Syria-24
syria-24 syria-24 syria-24
syria-24
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
syria-24, syria-24, syria-24