ثلاث هجَمات “مجهولة” تستهدف مُنشآت نوويّة وباليستيّة حسّاسة
آخر تحديث GMT06:28:45
 العرب اليوم -

ثلاث هجَمات “مجهولة” تستهدف مُنشآت نوويّة وباليستيّة حسّاسة

ثلاث هجَمات “مجهولة” تستهدف مُنشآت نوويّة وباليستيّة حسّاسة

 العرب اليوم -

ثلاث هجَمات “مجهولة” تستهدف مُنشآت نوويّة وباليستيّة حسّاسة

عبد الباري عطوان
عبد الباري عطوان

تعرّضت إيران إلى ثلاثة هجمات على مناطقٍ حسّاسةٍ جدًّا في أقلّ من أسبوعٍ، الأوّل كان مبنى في مجمع نطنز النووي المُخصّص لتخصيب اليورانيوم، والثّاني استهدف مِنطقة أنفاق تَضُم معامل لإنتاج الصّواريخ الباليستيّة، أمّا الثّالث فتسبّب في إشعال حريق في محطّة “مدحج زرعان” للغاز في مدينة الأهواز جنوب غرب إيران حسب البيانات الرسميّة.

التّفاصيل حول هذه الانفِجارات، وحجم الأضرار النّاجمة عنها، والجِهات التي تَقِف خلفها، ما زالت شحيحةً جدًّا بسبب حساسيّة المواقع المُستَهدفة وسرّيتها، وحالة التكتّم الرسميّة، ولكن هُناك تسريبات تتحدّث عن هجمات “سبرانيّة” وعدم استِبعاد حُدوث اختِراقات أمنيّة من قِبَل عناصر إيرانيّة مُعارضة للنّظام الإيراني، مدعومةً من جِهاتٍ خارجيّةٍ.

أصابعُ الاتّهام الرسميّة الإيرانيّة تُشير “تلميحًا” إلى الولايات المتحدة الأمريكيّة ودولة الاحتِلال الإسرائيلي، وذلك بسبب حالة القلق الشّديد التي تسود البلدين من جرّاء برنامج إنتاج وتطوير الصّواريخ الباليستيّة الإيرانيّة، ونجاح إيران مُؤخَّرًا في استِخدام إحداها في إطلاق صاروخ حمل قمَرًا صِناعيًّا إلى ارتفاعٍ يزيد عن 440 كيلومترًا في الفضاء، وتَراجُع المُراقبة الدوليّة للمنُشآت النوويّة الإيرانيّة.
***
الإدارة الأمريكيّة شنّت حملةً في مجلس الأمن الدولي الأسبوع الماضي لتمديد حظر السّلاح الدولي على إيران الذي ينتهي رسميًّا الخريف المُقبل، لكنّها تُواجِه بالفشل بسبب تهديد كُل من روسيا والصين، الدّولتين دائمتيّ العُضويّة، باستِخدام حقّ النّقض (الفيتو) لتعطيل أيّ قرار بهذا الصّدد.
براين هوك المُمثّل الخاص للرئيس الأمريكي للشّأن الإيراني، أكّد الأسبوع الماضي بأنّ دونالد ترامب عازمٌ على شنّ حرب ضِدّ إيران إذا أصبح احتِمال إنتاجها للأسلحة النوويّة حقيقيًّا، في تهديدٍ تزامن مع آخَر إسرائيليّ ورد على لسان بنيامين نِتنياهو بأنّ حُكومته لن تسمح مُطلَقًا بامتِلاك إيران رؤوسًا نوويّةً.
مُعظم المُحلّلين الأمريكيين يُرَجِّحون احتِمال إقدام الرئيس ترامب على شنّ حرب ضدّ إيران قبيل الانتخابات الرئاسيّة لتعزيز حُظوظه في الفوز بعد تقدّم خصمه الديمقراطيّ جو بايدن عليه بعَشرِ نِقاط في استِطلاعات الرأي الأخيرة، والتّغطية على فشله في مُواجهة فيروس كورونا، وانتِشاره الواسع في مُعظم الولايات المتحدة الأمريكيّة، وتَعاظُم القوّة الاقتصاديّة والعسكريّة الصينيّة.
تكثيف الهجمات في العُمق الإيراني، واستِهداف مُنشآت نوويّة وباليستيّة، سواءً بأسلحة “سبرانيّة”، أو عبر عُملاء مزروعين في الدّاخل، تطوّرٌ جديدٌ يُثير قلَق القِيادة الإيرانيّة حتمًا، ويُشَكِّل ضربةً معنويّةً شديدةً لها، خاصّةً أنّ ردّ الفِعل الأوّلي لها انهِيارٌ كبيرٌ في قيمة الرّيال الإيراني (210 آلاف ريال لكُل دولار).
الهجمات الإسرائيليّة المُكثّفة على مواقعٍ إيرانيّةٍ في سورية طِوال الأعوام الثّلاثة الماضية، واغتِيال اللواء قاسم سليماني قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، ودعم رئيس وزراء عِراقي (مصطفى الكاظمي) مَعروفٌ بقُربه منها، وعداوته للنّفوذ الإيراني في بلاده، كلّها فشلت في استِفزاز إيران ودَفعِها للرّد عَسكريًّا ضدّ أهداف إسرائيليّة أو أمريكيّة.
من غير المُستبعد أن تأتي خطوة تكثيف الهجمات ضدّ أهداف نوويّة حسّاسة تصعيدًا جديدًا لتحقيق الهدف نفسه، أي لدفع إيران لاتّخاذ قرار الرّد، وتكون البادِئَة بإشعال فتيل الحرب بالتّالي، وفي التّوقيت الذي يُناسِب كُل من ترامب ونِتنياهو المأزومَين.
الثّنائي الأمريكي الإسرائيلي أعلنا الحرب على حُلفاء إيران في سورية (قانون قيصر) ولبنان (ضرب الاقتصاد اللّبناني وتدمير قيمة اللّيرة)، والهدف تجويع الشعب في البلدين وخلق حالة من الفوضى فيهما وبما يؤدّي إلى اندلاع شرارة حُروب أهليّة تُطيح بالنّظامين فيهما، ونزع سِلاح “حزب الله” على وجه الخُصوص، وتباهي جيمس جيفري المبعوث الأمريكي لسورية بالوقوف خلف هذه الحرب علنًا.
لا نعرف كيف سيكون الرّد الإيراني على هذه الهجمات الإسرائيليّة الأمريكيّة التي باتت تُشَكِّل إحراجًا للقِيادة الإيرانيّة أمام شعبها، وتَعكِس “انتِصارًا” ولو جُزئيًّا في الحرب النفسيّة المُتصاعِدة، فهل سيكون الرّد “سيبرانيًّا” على غِرار ذلك الذي استهدف حواسيب مؤسّسات المياه والمجاري الإسرائيليّة قبل شهر، وكان الرّد الانتقامي الإسرائيلي “السّيبراني” باستِهداف حواسيب ميناء رجائي لتصدير النّفط، في جنوب غرب إيران، أم بالهُجوم على سُفنٍ أمريكيّةٍ في مِياه الخليج؟ أو حتّى بالإيعاز للأذرع الحليفة الضّاربة في لبنان والعِراق وقِطاع غزّة، وشمال اليمن (الحوثيّون) بضرب العُمق الفِلسطيني المُحتل بزخّاتٍ مِن الصّواريخ الدّقيقة؟
***
الخِيارات أمام القِيادة الإيرانيّة تبدو في قمّة الصّعوبة، فعدم الرّد قد يعني المزيد من الهجَمات الأكثر خُطورةً مثلما حدَث ويَحدُث في سورية، خاصّةً أنّ الأهداف الجديدة نوويّة حسّاسة في العُمق الإيراني، أمّا المُبادرة بالرّد فربّما تُوفِّر الذّريعة التي تتطلّع إليها كُل مِن إسرائيل والولايات المتحدة لشَن حرب مُباشرة شامِلة ضدّ إيران؟
مِن المُستَبعد أن يكون الخَيار الإيراني هو عدم الرّد، ومُحاولة امتِصاص هذه الاستِفزازات الأمريكيّة الإسرائيليّة، لكسب المزيد من الوقت، انتِظارًا للحظة المُناسبة، أي إنتاج أسلحة نوويّة في ظِل غِياب التّفتيش الدولي وتسريع عمليّات التّخصيب ورفع مُستواها، فالسكّين وصَلَت إلى العظم مِثلَما يقول المثَل الشّعبي.
وما يجعلنا نُرجِّح هذا الخِيار بالرّد الإيراني بإسقاط طائرة “غلوبال هوك” الأمريكيّة المسيّرة التي اخترقت الأجواء الإيرانيّة فوق مضيق هرمز، وقصف قاعدة عين الأسد الأمريكيّة بعشَرات الصّواريخ انتِقامًا لاغتِيال الحاج سليماني.
أمّا كيف سيكون الرّد ومتَى فالقرار عند السيّد علي خامنئي المُرشد الأعلى.. واللُه أعلم.

 

syria

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ثلاث هجَمات “مجهولة” تستهدف مُنشآت نوويّة وباليستيّة حسّاسة ثلاث هجَمات “مجهولة” تستهدف مُنشآت نوويّة وباليستيّة حسّاسة



GMT 17:14 2021 السبت ,13 شباط / فبراير

مئويتان

GMT 18:18 2021 السبت ,06 شباط / فبراير

من شعر الفرزدق وجرير وأبو تمام

GMT 13:36 2021 السبت ,06 شباط / فبراير

ذهبت ولن تعود

GMT 17:58 2021 الجمعة ,05 شباط / فبراير

ما في أنفسهم

GMT 15:17 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

تجنب اتخاذ القرارات المصيرية أو الحاسمة

GMT 14:56 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

أحوالك المالية تتحسن كما تتمنى

GMT 16:42 2020 الأحد ,01 آذار/ مارس

التصرف بطريقة عشوائية لن يكون سهلاً

GMT 08:55 2019 الثلاثاء ,10 أيلول / سبتمبر

موسكو تعلق على "موت" المفاوضات بين واشنطن وطالبان

GMT 14:09 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

تبدأ بالاستمتاع بشؤون صغيرة لم تلحظها في السابق

GMT 17:40 2018 الجمعة ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

BMW تعيد السيارات الهجينة من جديد بطرح "E 330 " تعرف عليها

GMT 10:21 2018 السبت ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

"جبهة النصرة" تعلن الحرب على الجيشين الروسي والسوري

GMT 11:33 2018 الجمعة ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش المصري يفتتح مجمعًا حضاريًا متكاملًا في وسط سيناء

GMT 16:56 2018 السبت ,27 تشرين الأول / أكتوبر

وزير الخارجية البريطاني يلتقي بنظيره السويسري

GMT 21:27 2018 الأحد ,03 حزيران / يونيو

طريقة سهلة وبسيطة لإعداد بان كيك بالشوكولاتة

GMT 04:22 2021 الثلاثاء ,26 كانون الثاني / يناير

ارتفاع وتيرة تفشي كورونا في مناطق شمال شرقي سورية

GMT 12:51 2020 الإثنين ,01 حزيران / يونيو

لا تكن لجوجاً في بعض الأمور
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Syria-24 Syria-24 Syria-24 Syria-24
syria-24 syria-24 syria-24
syria-24
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
syria-24, syria-24, syria-24