أسامة الرنتيسي
كل ما بلعت قناة الملك عبدالله المعروفة بقناة الغور الشرقية ضحايا جُددًا خاصة من الأطفال، أَزداد حقدا على كل مسؤول شارك في الحكومات الأردنية وكان معنيا بهذه القناة ولم يفعل شيئا لوقف نَزْف الموت المتكرر سنويا من دون توقف.
آخر الضحايا ثلاثة أطفال شقيقين وزميل لهما تعب الغطاسون وهم يبحثون عن جثثهم في منطقة دير علا السبت بعد أن فقدهم أهاليهم، وبعد ساعات طوال عثروا عليهم ونقلوهم إلى مستشفى الأميرة إيمان جثثًا هامدة.
ليس لديّ إحصائية عن عدد الضحايا الذين قضوا في بطن هذه القناة، لكن لدي معلومات أنه منذ عشرات السنين والمطالبة بإيجاد حلول لوضع هذه القناة، أقلها تسييجها، لكن كل المعنيين “أذن من طين وأخرى من عجين”، والمأساة تتكرر.
حسب موسوعة ويكيبيديا فإن “قناة الملك عبدالله أو قناة الغور الشرقية قناة مائية أردنية اُنشئت عام 1963، تمتد نحو 110 كم شرق نهر الأردن، حيث تخترق مناطق الأغوار من بلدة العدسية والمخيبة الفوقا في أقصى شمال المملكة حتى الشونة الجنوبية إلى القرب من البحر الميت. تتغذى القناة من مياه نهر اليرموك على الحدود الأردنية/ السورية، ونهر الزرقاء، وآبار المخيبة الفوقا، إضافة إلى الأودية الجانبية. وتُعتبر الشريان الحيوي الذي يزود المناطق الزراعية في منطقة الأغوار الشمالية والوسطى بالمياه”.
ثلاثة عناوين في الأردن، نُدَبٌ في وجه الحكومات الأردنية المتعاقبة، ولا أريد أن أقول كلمة مسيئة أكثر من ذلك، لن يعفي الزمن أحدهم من المسؤولية التأريخية والأخلاقية عن ما حلّ بأحوال الأردنيين من جرائها.
قناة الغور الشرقية، بالوعة موت لا تتوقف، بحيث لا يمر شهرٌ في الصيف إلا ونسمع خبر غرق أطفال فيها، ولا حلول في الأفق.
طريق الموت (الطريق الصحراوي) وقد انفجر فساد العطاءات في مشروعات هذا الطريق، ولم تكتمل تحسيناته منذ سنوات، ولولا إرتفاع معدلات الموت على هذا الطريق لبقيت الحال على ما هي عليه.
والثالث؛ مشروع الباص السريع الذي سوف يلعن أبناؤنا وأحفادنا كل من خطط لهذا المشروع الذي تضاعفت مدد العمل به أكثر من مرة، مع أن بدء العمل فيه انطلق قبل عشر سنوات، وتعطل لشبهات فساد، لكنه استمر في بلع شوارع العاصمة الضيقة أصلا، كما أنه دمر الحركة التجارية في كل الشوارع التي مر بها، ولا يزال الأمل معقودا بأن ينتهي العمل فيه في نهاية 2021 كما وعد المسؤولون..
لكنني أراهن من الآن أنه لن يحل مشكلة النقل والأزمات في العاصمة عمان، بل سوف يعقدها أكثر وأكثر.
الدايم الله….
أرسل تعليقك