سراب تركي وإيراني
آخر تحديث GMT06:28:45
 العرب اليوم -

سراب تركي وإيراني

سراب تركي وإيراني

 العرب اليوم -

سراب تركي وإيراني

منى بوسمرة
بقلم - منى بوسمرة

الإمارات لا تقبل المزايدة على مواقفها، مثلما لا تقبل أن تزايد على أحد، فبعض أصوات النشاز من هنا وهناك، تحاول باستماتة النيل من مواقف وسياسات الإمارات، والمتاجرة بالمواقف، والحرص على التشرذم والتفرقة وادعاء بطولات وهمية، وفي الواقع لم نرَ أي بطولات أو إنجازات، فقط، سمعنا ونسمع جَعْجَعَةً وَلاَ نرَى طِحْناً.

فبعد الإعلان عن معاهدة السلام الإماراتية الإسرائيلية، أعلنت تركيا أنها تدرس قطع علاقاتها مع الإمارات. لا بأس فهذا شأنها، لكن هذا الموقف يثير تساؤلاً عميقاً، عن حقيقة علاقاتها مع إسرائيل ومدى ومقدار التعاون بينهما، وعمر تلك العلاقة ومتانتها، ولماذا لا تفكر تركيا بقطع علاقاتها مع إسرائيل إذا كانت مواقفها جادة؟ مع التذكير بأن تركيا أول بلد إسلامي يعترف بإسرائيل منذ العام 1949.

صحيح أن هناك توترات حالياً في العلاقة بين الجانبين، لكن ذلك ليس من أجل فلسطين لا من قريب ولا من بعيد، بل مرده إلى أطماع تركيا في المنطقة وسياسة تمدد النفوذ خدمة لمصالحها باسم الدين، مثل إيران تماماً اللتين تستخدمان الدين مرجلاً للتوسع والهيمنة، وهي التهمة التي توجهانها لإسرائيل وفي الوقت نفسه هي جوهر سياستهما الخارجية في المنطقة.

وعندما تتقدم الإمارات، لكبح سياسات التوسع الإسرائيلي ووقف ضم نحو ثلث أراضي الفلسطينيين، وبآليات مختلفة حققت نتائج فورية، يزايد البلدان على هذا الجهد، لأنهما يعلمان أن الحضور الإماراتي في الملفات الجوهرية بالمنطقة يكبح عدوانيتهما تجاه دول المنطقة، ويغيّر آليات بالية عمرها 70 سنة في البحث عن حل لقضية المنطقة الجوهرية.

تركيا تلوّح بقطع علاقاتها مع الإمارات التي تؤكد ثبات موقفها من دعم حقوق الشعب الفلسطيني، وتبقي علاقاتها السياسية والدبلوماسية والأمنية والعسكرية والاقتصادية واسعة النطاق مع إسرائيل، وتهاجم تحركاً سيادياً للإمارات عنوانه الأول خدمة القضية الفلسطينية ودفع المنطقة نحو الاستقرار الذي تعبث به تركيا نفسها، في سلوك موازٍ ومنافس للسلوك الإيراني في المنطقة وهدفه الهيمنة واستعادة أمجاد وهمية.

لن ينجح أحد في المزايدة على الإمارات، الثابتة على الحق في دعم الشعب الفلسطيني حتى ينال حقوقه المشروعة، وعلى المزايدين أن يعرفوا أن مواقفهم مكشوفة ومفضوحة، ولم ينل العرب منهم سوى الخراب والدمار المستمر في العراق وسوريا ولبنان ودول أخرى، وتأزيم المنطقة وإنهاكها بفتح ملفات جديدة لا يقل أذاها للعرب عما فعلوه حتى الآن، وليقارنوا ماذا قدموا لفلسطين وما قدمته الإمارات.

والسؤال الكبير: ماذا قدمت إيران الخمينية منذ 1979، وتركيا الأردوغانية منذ 2002 لفلسطين، سوى إشعال الانقسام بين الفلسطينيين، والمتاجرة بقضيتهم، وتسويق الوهم لهم، وما اتفاق إعادة تطبيع العلاقات بين تركيا وإسرائيل في 2016 إلا الشاهد على ذلك، مثل فضيحة إيران كونترا بتزويد إيران بأسلحة إسرائيلية سراً في منتصف عقد الثمانينيات والتي توصف بأنها من أكثر الفضائح تعقيداً، كنموذجين على المعايير المزدوجة والنفاق السياسي المكشوف، ورغم ذلك يصرّ البعض على تسويق سراب مواقف تدعي المبدئية، في حين تبدو المصالح بوضوح الشمس.

syria

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سراب تركي وإيراني سراب تركي وإيراني



GMT 17:14 2021 السبت ,13 شباط / فبراير

مئويتان

GMT 18:18 2021 السبت ,06 شباط / فبراير

من شعر الفرزدق وجرير وأبو تمام

GMT 13:36 2021 السبت ,06 شباط / فبراير

ذهبت ولن تعود

GMT 17:58 2021 الجمعة ,05 شباط / فبراير

ما في أنفسهم

GMT 09:58 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الأسد 6 أكتوبر/ تشرين الأول 2020

GMT 12:34 2020 الإثنين ,29 حزيران / يونيو

يحذرك هذا اليوم من المخاطرة والمجازفة

GMT 12:55 2019 الثلاثاء ,22 كانون الثاني / يناير

التحالف" يبلغ "قسد" ببقائهم في دير الزور حتى القضاء على داعش"

GMT 09:12 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الذهب في سورية اليوم الثلاثاء 6 تشرين الأول / أكتوبر 2020

GMT 20:38 2019 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

إفلاس 5 شركات في ظل الأزمة الاقتصادية التركية

GMT 08:15 2019 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

لوحات تحكي بلسان الأطفال في معرض لون وحب لسناء قولي

GMT 00:33 2019 الأربعاء ,11 أيلول / سبتمبر

زلزال بقوة 5.7 درجة يضرب خليج ألاسكا

GMT 14:55 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

يحذرك من ارتكاب الأخطاء فقد تندم عليها فور حصولها

GMT 12:35 2018 الإثنين ,24 كانون الأول / ديسمبر

وزيرة التخطيط تُنظم مائدة مستديرة لدراسة موقف الفقر في مصر

GMT 16:04 2018 الثلاثاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

10 وزراء يشاركون فى افتتاح المؤتمر الـ 15 للثروة المعدنية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Syria-24 Syria-24 Syria-24 Syria-24
syria-24 syria-24 syria-24
syria-24
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
syria-24, syria-24, syria-24