هل تفوقت «نجومية» رئيسة كرواتيا على رونالدو وميسي
آخر تحديث GMT06:28:45
 العرب اليوم -

هل تفوقت «نجومية» رئيسة كرواتيا على رونالدو وميسي؟!

هل تفوقت «نجومية» رئيسة كرواتيا على رونالدو وميسي؟!

 العرب اليوم -

هل تفوقت «نجومية» رئيسة كرواتيا على رونالدو وميسي

بقلم : جميل الذيابي

• صحيفة «الغارديان» البريطانية: النجم الحقيقي لكرواتيا في كأس العالم؟ الرئيسة وسط المشجعين!

وربما كان الوصف الأكثر قرباً للحقيقة عناوين بعض الصحف العالمية: فرنسا تفوز بكأس العالم.. وكرواتيا تكسب قلوب العالم.

هكذا أشعلت رئيسة كرواتيا كوليندا غرابار-كيتاروفيتش التي احتفلت في 29 أبريل الماضي ببلوغها 50 عاماً اهتمام دول العالم وشعوبه، بوقفتها القوية مع منتخب بلادها في مونديال روسيا 2018، ونزولها للمدرجات لتؤازر فريق بلادها ضمن المشجعين الكروات، وارتدائها زي المنتخب الكرواتي، بل احتضانها اللاعبين فرداً فرداً، وتشجيعها لهم بعد هزيمتهم أمام المنتخب الفرنسي.

وهو اهتمام بلغ عند بعض الجماهير العربية ذروته، وصل حد نظم القصائد بالعامية والفصحى في التغني بالأم الحسناء التي ترأس كرواتيا. وكانت وسائل التواصل الاجتماعي ملعباً فسيحاً لأولئك الشعراء المتغزلين والساخرين!

غير أن الحقيقة الباقية تتمثل في أن كوليندا كانت بارعة في استغلال «القوة الناعمة» لمصلحة بلادها.

إذ بين عشية وضحاها أضحت الوسائط تتناقل حكايات كوليندا، رشاقتها، روحها الرياضية، قدومها لروسيا في مقعد على الدرجة السياحية، وما تردد عن رفضها الجلوس في مقصورة كبار الشخصيات لتشجع فريقها من المدرجات وسط جمهور بلادها.

وفجأة بدأ الناس يتساءلون: أين هو موقع كرواتيا؟ ومن هذه الحسناء التي تحكمها؟ وعرفوا أن رئيسة بلاد الـ91 مسرحاً، و47 أوركسترا، و222 متحفاً، و1781 مكتبة هي سياسية ذات خبرات متعددة، شملت عملها سفيرة لكرواتيا لدى أمريكا، وتوليها رئاسة لجان التفاوض التي أسفرت عن ضم كرواتيا إلى الاتحاد الأوروبي.

كما عملت أميناً مساعداً لمنظمة حلف شمال الأطلسي. وهي «كشكول» متحرك من المعارف، إذ تجيد الإنجليزية، والإسبانية، والبرتغالية، والإيطالية، والفرنسية، والألمانية. وقد أدركتها حرفة الصحافة، فعملت محررة لإحدى المجلات الأدبية.

كما كان دفء احتضان كوليندا للاعبي بلادها فرصة ليتعرف العالم إلى كرواتيا نفسها، التي تضم وحدها 10 أماكن أدرجتها اليونسكو ضمن قائمة التراث العالمي؛ وأن الأمم المتحدة تعتبرها ضمن الدول ذات المداخيل العالية. وتدر السياحة وحدها نحو 20% من الناتج الإجمالي للبلاد. وفي 2017 بلغت عائدات السياحة الكرواتية 9.5 مليار يورو. كما أن لكرواتيا باعاً في صُنع المعدات العسكرية التي تعود لخزينتها بنحو 120 مليون دولار سنوياً.

ولولا الأداء «غير المتكلف» للرئيسة كوليندا لما عرف الناس أن أشهر إرث للثقافة الكرواتية أن أبناء الذين كانوا يبيعون خدماتهم القتالية لفرنسا في القرن السابع عشر هم الذين أتوا بربطة العنق (الكرافات) التي ربما ارتبط اسمها باسم هذه الدولة العتيقة التي عرفت كيف تجدد شبابها.

ووفقاً لتقارير صحفية، فإن تفاعلية كوليندا، وابتسامتها الصافية، وروح الصداقة والرياضة التي جسدتها خلال منافسات كأس العالم أسفرت عن تضاعف عدد حجوزات المسافرين إلى كرواتيا بحسب معلومات صحفية. وهو ما يعد نجاحاً تستحق كوليندا أن تُهنّأ عليه، وتستحق البلدان النامية أن تتأمله.

أما الهائمون بالرئيسة الحسناء فيهمهم أن يعرفوا أنها مقترنة بالمرشح الرئاسي السابق جاكوف كيتاروفيتش منذ العام 1996. وقد أنجبا ولداً وبنتاً. وابنتهما كاترينا البالغة من العمر 17 عاماً هي بطلة كرواتيا في فنون التزلج على الجليد. والرئيسة كوليندا تلقت تعليمها في زغرب، وفيينا، وواشنطن، وهارفارد. وعادت لتحصل على الدكتوراه من جامعة زغرب. وهي بالمناسبة أول امرأة تصل لسدة الرئاسة في بلادها.

وقد فازت بالرئاسة في عام 2015، وسط أزمة اقتصادية خانقة، لكنها اتخذت إجراءات وسياسات تجاوزت بها البلاد عنق الزجاجة.

الأكيد أن كرواتيا خسرت الفوز بكأس العالم، لكنها كسبت سؤال من لا يعرفها انطلاقاً من دفء وروح وذكاء رئيستها كوليندا كيتاروفيتش متفوقة على نجومية البرتغالي كريستيانو رونالدو والأرجنتيني ليو ميسي، وبات الطريق مفتوحاً للتعرف على ثقافة بلد الـ4 ملايين نسمة!

المصدر: عكاظ
المقال يعبر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

syria

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل تفوقت «نجومية» رئيسة كرواتيا على رونالدو وميسي هل تفوقت «نجومية» رئيسة كرواتيا على رونالدو وميسي



GMT 16:13 2021 الخميس ,18 آذار/ مارس

بعض الأخبار من مصر وايران وفرنسا

GMT 19:04 2021 الإثنين ,15 آذار/ مارس

البابا فرنسيس في العراق

GMT 20:02 2021 الجمعة ,12 آذار/ مارس

التراجيديا اللبنانية .. وطن في خدمة الزعيم

GMT 19:25 2021 الثلاثاء ,09 آذار/ مارس

ليبيّات فبراير والصوت النسائي

GMT 20:13 2021 الإثنين ,08 آذار/ مارس

انا والكورونا و المرأة في يومها العالمي

GMT 03:09 2021 الإثنين ,08 آذار/ مارس

العقد الاجتماعى بين الحاكم والمحكوم

GMT 03:03 2021 الإثنين ,08 آذار/ مارس

سن ذهبية

GMT 09:58 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الأسد 6 أكتوبر/ تشرين الأول 2020

GMT 12:34 2020 الإثنين ,29 حزيران / يونيو

يحذرك هذا اليوم من المخاطرة والمجازفة

GMT 12:55 2019 الثلاثاء ,22 كانون الثاني / يناير

التحالف" يبلغ "قسد" ببقائهم في دير الزور حتى القضاء على داعش"

GMT 09:12 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الذهب في سورية اليوم الثلاثاء 6 تشرين الأول / أكتوبر 2020

GMT 20:38 2019 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

إفلاس 5 شركات في ظل الأزمة الاقتصادية التركية

GMT 08:15 2019 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

لوحات تحكي بلسان الأطفال في معرض لون وحب لسناء قولي

GMT 00:33 2019 الأربعاء ,11 أيلول / سبتمبر

زلزال بقوة 5.7 درجة يضرب خليج ألاسكا

GMT 14:55 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

يحذرك من ارتكاب الأخطاء فقد تندم عليها فور حصولها
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Syria-24 Syria-24 Syria-24 Syria-24
syria-24 syria-24 syria-24
syria-24
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
syria-24, syria-24, syria-24