هجرة الشوام الجديدة إلى مصر
آخر تحديث GMT06:28:45
 العرب اليوم -

هجرة الشوام (الجديدة) إلى مصر

هجرة الشوام (الجديدة) إلى مصر

 العرب اليوم -

هجرة الشوام الجديدة إلى مصر

بقلم -سمير عطا الله

كلَّما أزعلتنا بيروت وأزعلت نفسها واكفهرّ وجهها الباسم، رحنا نبحث عن المدينة الأقرب إليها شبهاً لا موقعاً. وفي الحرب توزّعنا على أبعد الأمكنة كما فعل جدودنا من قبل: أميركا وكندا وأفريقيا والخليج وأوروبا. والهجرات البعيدة لا تعيد المهاجرين. معظمهم يستقرّ ويتلبّد ويكتفي من الحنين بالحنين. ثمّة فريق عبقري أدرك ضرر البعد فبحث (أيام البواخر) عن مهجر يعاد منه بين الحين والآخر. وبدل البرازيل والتشيلي، ورحلة الشهرين، حلّوا في مصر: خدماً أو باشاوات وأساتذة وعمّالاً وصناعيين وفنّنين وصحافيين أباطرة أو صحافيين غلابة.
كانت مصر آنذاك اقتصاداً مزدهراً وورشة مفتوحة وتنافساً بين الجنسيّات. وفي هذا المناخ من الازدهار والفيض، كان هناك مكان للجميع: يونان وطلاينة من حوض المتوسط المشترك، ومعهم الشوام، كما عُرف السوريون والفلسطينيون واللبنانيون والعراقي نجيب الريحاني، أسطورة المسرح الضاحك وشاشة الأسود والأبيض. تزوّجت ملكة الكباريهات بديعة مصابني من العراقي نجيب الريحاني، وتزوّج الكردي أنور وجدي من اليهودية ليلى مراد وأصبح صوت الدرزية أسمهان صدّاح مصر. ولم يجد استيفان روستي الإيطالي أيّ ضرورة في اختيار اسم عربي، بينما غيّرت بولا لطفي التي من أب فلسطيني، اسمها الأوّل إلى نادية، لتكتسح الشاشة مثلها مثل السورية سعاد حسني.
وبعد التأميم وعدوان السويس والمناخ القومي، تراجع إلى حدّ بعيد الوجود الأجنبي في مصر. لكن القاهرة ظلّت هي جامعة العرب في التعليم وفي حقول كثيرة. وبقيت إلى زمن السينما عربية، ثم التلفزيون. وبقيت القاهرة على كثير من رونقها برغم علامات التعب وزحمة القادمين إليها من الأرياف والسواحل. والآن كلّما أزعلتني بيروت أو أخافتني، أقول في نفسي، المسألة محسومة، ليس هناك سوى الزمالك والدقّي والمعادي والعشاء على النيل. الهجرة إلى مصر ليست غربة. أفكّر في القاهرة كثيراً كلّما اضطربت بيروت في توحّش السياسة والسياسيين. في امتهان الدولة. في جشع السلطة الذي لا نهاية له. في عجرفتها المشينة. وأعترف طائعاً أنني لست في حاجة إلى سبب لكي أحنّ إلى القاهرة أو أشتاق إليها. هي السبب. تعجبين من سقمي، صحّتي هي العجب.

syria

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هجرة الشوام الجديدة إلى مصر هجرة الشوام الجديدة إلى مصر



GMT 15:47 2020 السبت ,11 تموز / يوليو

اسرائيل تعاني ونتانياهو يعتمد على اليمين

GMT 17:16 2020 الخميس ,09 تموز / يوليو

الكونغرس لا يريد بيع السلاح الى العرب

GMT 16:25 2020 الثلاثاء ,07 تموز / يوليو

أخبار من السعودية والولايات المتحدة وأوروبا

GMT 13:15 2020 السبت ,04 تموز / يوليو

معارضة عزم اسرائيل ضم الضفة الغربية

GMT 15:24 2020 السبت ,20 حزيران / يونيو

كتاب ومقال أعرضهما على القراء

GMT 11:03 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الحوت الثلاثاء 6 أكتوبر/تشرين الأول 2020

GMT 09:50 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الجوزاء 6 أكتوبر/ تشرين الأول 2020

GMT 23:09 2021 السبت ,30 كانون الثاني / يناير

ديمة الجندي تسترجع ذكرياتها مع حاتم علي

GMT 07:47 2019 الأربعاء ,25 أيلول / سبتمبر

مرتضى يتحدى الجبلاية ويفتح النار على جنش والخطيب

GMT 15:02 2018 الأربعاء ,11 تموز / يوليو

"رولز رويس" تكشف مكانة السيارات في الستينات

GMT 16:27 2021 الخميس ,04 شباط / فبراير

كيتي بيري تعاني إدمان التسوق والتبذير

GMT 11:35 2020 الثلاثاء ,23 حزيران / يونيو

تطبيق جديد يشبه Photoshop يصل الهواتف الذكية

GMT 18:22 2020 الجمعة ,17 كانون الثاني / يناير

نور الشربيني تمثل مصر في نهائي جي بي مورجان للاسكواش
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Syria-24 Syria-24 Syria-24 Syria-24
syria-24 syria-24 syria-24
syria-24
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
syria-24, syria-24, syria-24