بقية رسائل لا تُنسى «جيوش السماء»
آخر تحديث GMT06:28:45
 العرب اليوم -

بقية رسائل لا تُنسى: «جيوش السماء»

بقية رسائل لا تُنسى: «جيوش السماء»

 العرب اليوم -

بقية رسائل لا تُنسى «جيوش السماء»

سمير عطا الله
سمير عطا الله

رد عليه الإسكندر بالرسالة التالية:

من ذي القرنين إلى من يدعي أنه ملك الملوك، وأن جيوش السماء نفسها ترهبه، وأن أهل الأرض جميعاً يستضيئون بنوره! فهل يليق بإنسان كهذا أن يخشى عدواً حقيراً كالإسكندر؟ ألا يعلم دارا أن الله العلي الأعلى يهب العزة والسلطان لمن يشاء، وأن من يدعي، من عباده الضعفاء الهالكين، أنه إله مثله تخضع له جيوش السماء، يحل به غضب الله فيدمر مُلكه ويخرب بلاده!
ثم يؤكد له أنه عازم على قتاله في الميدان «... ولقد بعثت إليك مع رسالتك التي تفخر فيها بقوتك بسوط وصندوق مملوء بالذهب وحمار محمل بالسمسم... فأما السوط فدليل بأنني سأكون أداة لتأديبك، وأنني سأصبح حاكمك ومعلمك وهاديك، وأما الكرة فتشير إلى أن الأرض وما عليها ستكون خاضعة لرجالي، وأما الذهب، وهو بعض ما لديك من كنوز، فيدل على أن مالك كله سيُنقل إلينا.

أسرفت في القول، وغرك مُلكك الواسع، فتجبرت وتعاليت، وادعيت أنك رب هذه الأرض... أما أنا فلست أعتمد غير العناية الإلهية، وما من شك لديّ في أن الله، جلت قدرته، سيجازيك على كبريائك هذه... ويجعل لي الغلبة عليك. ولست أعتمد في هذا كله إلا على الله وحده والسلام».

اضطر الإسكندر إلى العودة إلى مقدونية لمرض والدته، لكنه عاد بعد شفائها، ودارت بينهما رحى القتال. وقد وصف المؤرخ ميرخواند المعركة:
وتحرك الجيشان كأنهما بحران صاخبان، وتلاطما كأنهما جبلان من حديد، واظلم الجو من كثرة ما ثار من النقع في الميدان... وانشقت السماء... وجرت الدماء على شفار السيوف كأنها المطر المنهمر... وحجبت أجساد القتلى أرض السهل كله عن الأنظار، وحالف النصر الإسكندر، وولى دارا الأدبار فعبر نهر الفرات، وجمع جيشاً أكبر من جيشه الأول، وعرض الصلح مع الإسكندر، وقبل أن ينزل في سبيل ذلك عن نصف ملكه... لكن الإسكندر رفض العرض، مخالفاً نصيحة قواده.

وفي اليوم الحادي والعشرين من سبتمبر (أيلول) سنة 331 ق.م عبرت جيوش مقدونية نهر الفرات بقيادة الإسكندر في أثناء خسوف القمر. وتقابل الفرس واليونان مرة أخرى عند أربيلا، ودارت بينهما معركة من أعظم المعارك الحاسمة في التاريخ. انتصر الإسكندر، وصار صاحب الأمر والنهي في الجزء الأكبر المعروف من العالم وقتئذ، وهو لم يتجاوز الخامسة والعشرين من عمره.
فر دارا من ميدان القتال ليغتال لاحقاً بيد أحد مساعديه. وواصل الإسكندر سيره إلى أواسط آسيا. مات عام 323 ق.م وهو لا يتجاوز ثلاثة وثلاثين عاماً، وترك ملكه يتنازعه قادته.

 

syria

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بقية رسائل لا تُنسى «جيوش السماء» بقية رسائل لا تُنسى «جيوش السماء»



GMT 17:14 2021 السبت ,13 شباط / فبراير

مئويتان

GMT 18:18 2021 السبت ,06 شباط / فبراير

من شعر الفرزدق وجرير وأبو تمام

GMT 13:36 2021 السبت ,06 شباط / فبراير

ذهبت ولن تعود

GMT 17:58 2021 الجمعة ,05 شباط / فبراير

ما في أنفسهم

GMT 09:46 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الثور 6 أكتوبر/ تشرين الأول 2020

GMT 14:20 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

كن دبلوماسياً ومتفهماً وحافظ على معنوياتك

GMT 10:16 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

حاذر ارتكاب الأخطاء والوقوع ضحيّة بعض المغرضين

GMT 17:07 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

تتمتع بالنشاط والثقة الكافيين لإكمال مهامك بامتياز

GMT 12:59 2020 الإثنين ,01 حزيران / يونيو

لا تتهوّر في اتخاذ قرار أو توقيع عقد

GMT 04:49 2019 الإثنين ,02 أيلول / سبتمبر

تبحث أمراً مالياً وتركز على بعض الاستثمارات

GMT 08:04 2019 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

فخامة الألوان القاتمة في غرف النوم

GMT 08:21 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

اللاذقية ضبوط تموينية بحق 4 محطات وقود مخالفة

GMT 11:07 2019 الإثنين ,28 كانون الثاني / يناير

عمر البشير يُصارع من أجل البقاء وسط احتجاجات تُطالب برحيله

GMT 17:38 2019 الأحد ,13 كانون الثاني / يناير

إطلاق الغاز المسيل للدموع على متظاهرين في الخرطوم

GMT 05:20 2018 الأربعاء ,05 كانون الأول / ديسمبر

كيم كارداشيان و لايفلي تتألقان بالفضي في "فيرساتشي"

GMT 09:12 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

خضوع ميغان ماركل ووالداتها للوزن بعد عشاء عيد الميلاد
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Syria-24 Syria-24 Syria-24 Syria-24
syria-24 syria-24 syria-24
syria-24
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
syria-24, syria-24, syria-24