العصر يصنع الرجل
آخر تحديث GMT06:28:45
 العرب اليوم -

العصر يصنع الرجل

العصر يصنع الرجل

 العرب اليوم -

العصر يصنع الرجل

سمير عطا الله
سمير عطا الله

بعد صدور «بين القصرين» فاز نجيب محفوظ بوسام ذهبي نادر. ها هو العميد طه حسين بنفسه يتقدم إلى تهنئته بهذا العمل ويشد على يده. وقلما تواضع العميد إلى العاطفة ليقرظ عملاً أدبياً. فهو لا يخلع أبداً عباءة الأستذة؛ خوف الشطط أو الندم. والأستاذ هنا لا يكف عن البحث عن نقاط الاستحسان. وأكثر ما يثير تقديره الجلد الذي يتمتع به صانع الرواية. أربعمائة صفحة لا دلالة فيها على ملل أو تعب أو كلل.

وما يبهج العميد الضرير ذلك البحث الشاق الذي يقوم به محفوظ في حارات مصر وقصورها القديمة وفي روحها العالية. إذن، محفوظ هو صناعة مصر، وليس عليه سوى الإتقان في السرد وتنظيم الحبك الروائي، وقد «أبدع» في ذلك. والوصف هنا للدكتور طه.

كان المعلم الكبير يؤمن أن الكاتب أو الشاعر يصنعه عصره وزمنه وكل ما يحيط به. ولكي تعرف دفاعه عن هذه النظرية، يجب أن تقرأ كتابه عن أبي العلاء المعري، ضرير القرن العاشر، الذي كان كارهاً له ومزدرياً أعماله، وانتهى إلى وضع أهم دراسة علمية عنه.

يقول العميد: الخطأ كل الخطأ أن ننظر إلى الإنسان نظرنا إلى الشيء المستقل عما قبله وما بعده: ذلك الذي لا يتصل بشيء مما حوله، ولا يتأثر بشيء مما سبقه أو أحاط به. ذلك؛ لأن الكائن المستقل هذا الاستقلال لا عهد له بهذا العالم. إنما يأتلف هذا العالم من أشياء يتصل بعضها ببعض، ويؤثر بعضها في بعض، ومن هنا لم يكن بين أحكام العقل أصدق من القضية القائلة: إن المصادفة محال، وأن ليس في هذا العالم شيء إلا وهو نتيجة من جهة، وعلّة من جهة أخرى: نتيجة لعلة سبقته، ومقدمة لأثر يتلوه. ولولا ذلك لما اتصلت أجزاء العالم، ولما كان بين قديمها وحديثها سبب، ولما شملتها أحكام عامة، ولما كان بينها من التشابه والتقارب قليل ولا كثير. وليس للمؤرخ المجيد عمل إلا البحث عن هذه العلل، والكشف عما بينها من صلة أو نسبة. فعمله في الحقيقة وصفي، لا وضعي، أي أنه يدل على شيء قد كان، من غير أن يخترع شيئاً لم يكن. مثله مثل السائح. يعثر في طريقه بنهر لا يعرفه أصحاب تقويم البلدان، فيدلهم عليه ويهديهم إليه. وقد يسمى النهر باسمه، وقد يجلّه أصحاب هذا العالم، وقد ترفعه أمته إلى حيث يلقى كبار الرجال، ولكنه مع ذلك مستكشف، ولم يوجِد النهر، بل اهتدى إليه.

 

syria

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

العصر يصنع الرجل العصر يصنع الرجل



GMT 17:14 2021 السبت ,13 شباط / فبراير

مئويتان

GMT 18:18 2021 السبت ,06 شباط / فبراير

من شعر الفرزدق وجرير وأبو تمام

GMT 13:36 2021 السبت ,06 شباط / فبراير

ذهبت ولن تعود

GMT 17:58 2021 الجمعة ,05 شباط / فبراير

ما في أنفسهم

GMT 09:46 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الثور 6 أكتوبر/ تشرين الأول 2020

GMT 14:20 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

كن دبلوماسياً ومتفهماً وحافظ على معنوياتك

GMT 10:16 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

حاذر ارتكاب الأخطاء والوقوع ضحيّة بعض المغرضين

GMT 17:07 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

تتمتع بالنشاط والثقة الكافيين لإكمال مهامك بامتياز

GMT 12:59 2020 الإثنين ,01 حزيران / يونيو

لا تتهوّر في اتخاذ قرار أو توقيع عقد

GMT 04:49 2019 الإثنين ,02 أيلول / سبتمبر

تبحث أمراً مالياً وتركز على بعض الاستثمارات

GMT 08:04 2019 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

فخامة الألوان القاتمة في غرف النوم

GMT 08:21 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

اللاذقية ضبوط تموينية بحق 4 محطات وقود مخالفة

GMT 11:07 2019 الإثنين ,28 كانون الثاني / يناير

عمر البشير يُصارع من أجل البقاء وسط احتجاجات تُطالب برحيله

GMT 17:38 2019 الأحد ,13 كانون الثاني / يناير

إطلاق الغاز المسيل للدموع على متظاهرين في الخرطوم

GMT 05:20 2018 الأربعاء ,05 كانون الأول / ديسمبر

كيم كارداشيان و لايفلي تتألقان بالفضي في "فيرساتشي"

GMT 09:12 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

خضوع ميغان ماركل ووالداتها للوزن بعد عشاء عيد الميلاد
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Syria-24 Syria-24 Syria-24 Syria-24
syria-24 syria-24 syria-24
syria-24
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
syria-24, syria-24, syria-24