مفكرة القرية شركة مع الطيور
آخر تحديث GMT06:28:45
 العرب اليوم -

مفكرة القرية: شركة مع الطيور

مفكرة القرية: شركة مع الطيور

 العرب اليوم -

مفكرة القرية شركة مع الطيور

سمير عطا الله
سمير عطا الله

منذ سنوات استسلمنا، زوجتي وأنا، لواقع لا يتغير ولا نريده يتغير: حديقة المنزل شراكة بالمناصفة: الزهور لنا، والورد لنا، والخضرة لنا. أما كل ما يؤكل من ثمار، العنب والرمان والأكي دنيا، فهو للطيور. وتتولى زوجتي إدارة هذه الشراكة وإطلاعي على النتائج في أوانها.

مثلاً: شجرة الرمان بدأت ثمارها بالنضوج. لماذا منظرها منفر بدلاً من جماله السابق؟ لأن العصافير أكلت النصف المستوي منها، وتركت النصف الثاني معلقاً إلى حين الاستواء. وعندها تستكمل الباقي وتترك لنا جلدة الرمانة فارغة. منظر لا يليق. ولكن هذا هو الاتفاق. والفريق الأول فيه، ليس نحن.

يتكرر الشيء نفسه مع شجرة الأكي دنيا، ما أن تعقد ثمارها حتى نعد أنفسنا بموسم جيد. مرحباً مواسم. كلما اصفرّت حبة من حبوبها انقضَّت عليها العصافير، تقشرها واحدة واحدة. وبدلاً من أن تترك لنا القشرة مثل الرمانة، تترك لنا البذرة الداخلية، والمنظر غير لطيف. لقد تحوّل من ذهبي جميل إلى بني قاتم. لا شكوى. هذا هو العقد غير المكتوب.

في المقابل تغرد لنا البلابل والعصافير والطيور التي لا نعرف أنواعها، من الصبح إلى المساء. أصوات طفولية وأصوات شابة وتقاسيم منفردة. وتنادي عليَّ زوجتي، تعال اسمع هذه الموسيقى، لكنني أكون مأخوذاً بسماع التحليلات حول نهاية لبنان.

نعرف أين تتغذى هذه الطيور، ونسمع صوت موسيقاها ورفّات أجنحتها، لكننا لا نعرف أين تنام. ولا نتساءل. فالمسألة غير مطروحة في العقد. لكن زوجتي نادت عليَّ بابتهاج قبل أيام، هاتفة، انظر إلى فوق. ونظرت فرأيت كمية صغيرة من العشب اليابس موضوعاً فوق غصن، على شكل دائري.

وشرحت لي أن زوجاً من العصافير بدآ في بناء للمواليد القادمة. وما لبث العش أن انتهى. ووفقاً لزوجتي أن الذكر كان يحرس العش فيما تجول الأنثى وتعود حاملة المزيد من العشب، ثم رأت زوجتي في العش أربع بيوض زرقاء زرقة الطواويس.

في اليوم التالي قطعت عليَّ التأمل في سياسات لبنان وأعلنت في قلق وحزن أن العش قد اختفى عن الغصن. ما العمل. ماذا حدث؟ بمن نستغيث. طرحتُ رؤية تقول إن البيض قد فقس والولادات تمت وانتقلت العائلة إلى مكان آخر.

قالت إن ذلك مستحيل. لا يمكن أن يتم ذلك على مثل هذه السرعة. ثم إنها مجازة في العلوم الطبيعية وتعرف الكثير عن كائناتها. وقررت أن تحقق في الأمر. وعرضنا لهذا الغرض جميع الشجر وكل الأغصان. وبعد يومين سمعتْ أصوات عصافير صغيرة. وتطلعت إلى مصدر الصوت وعرفت السر. لقد تضايق الزوجان من فضولها فنقلا العش بسرعة إلى أعلى شجرة في الحديقة. وفرحنا للسرب الأزرق. وبموجب ما تتذكر، وضعت للعائلة وعاءً من الماء وصحناً من البذور. وتكفلت أنا بطاقة التمنيات.

 

syria

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مفكرة القرية شركة مع الطيور مفكرة القرية شركة مع الطيور



GMT 17:14 2021 السبت ,13 شباط / فبراير

مئويتان

GMT 18:18 2021 السبت ,06 شباط / فبراير

من شعر الفرزدق وجرير وأبو تمام

GMT 13:36 2021 السبت ,06 شباط / فبراير

ذهبت ولن تعود

GMT 17:58 2021 الجمعة ,05 شباط / فبراير

ما في أنفسهم

GMT 10:11 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج القوس الإثنين 6 أكتوبر/تشرين الأول 2020

GMT 15:01 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

يزعجك أشخاص لا يفون بوعودهم

GMT 13:14 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

عليك أن تتجنب الأنانية في التعامل مع الآخرين

GMT 16:13 2020 الأحد ,02 شباط / فبراير

يبدأ الشهر بيوم مناسب لك ويتناغم مع طموحاتك

GMT 14:11 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

تثق بنفسك وتشرق بجاذبية شديدة

GMT 09:57 2019 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

تشعر بالإرهاق وتدرك أن الحلول يجب أن تأتي من داخلك

GMT 14:13 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

تجنب الخيبات والارتباك وحافظ على رباطة جأشك

GMT 14:21 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

قوات الاحتلال الإسرائيلي تحاصر مدرسة في بيت لحم
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Syria-24 Syria-24 Syria-24 Syria-24
syria-24 syria-24 syria-24
syria-24
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
syria-24, syria-24, syria-24