قرب وزارة الدفاع يا للهول
آخر تحديث GMT06:28:45
 العرب اليوم -

قرب وزارة الدفاع؟ يا للهول

قرب وزارة الدفاع؟ يا للهول

 العرب اليوم -

قرب وزارة الدفاع يا للهول

سمير عطا الله

حمل كتاب المؤرّخ كمال الصليبي عن لبنان عنوان «بيت بمنازل كثيرة». وكان ميشال إدّه الذي فقده البلد أمس رجلاً بشخصيات كثيرة، جميعها في خانة النجاح. كان متعدداً دون تناقض ومتنوّعاً دون عقَد، جاء من إحدى أشهر العائلات السياسية وأكثرها ثروة، إلا أنه وقف دائماً في صفوف البسطاء معلناً أنه مزيج من الغنى والاشتراكية. أضاف إلى الثروة التي ورثها ثروات كثيرة، كواحد من أهمّ المحامين، بادئاً في فلسطين قبل النكبة بقليل، متنقلاً في أفريقيا وأوروبا والعالم العربي. شغل مناصب وزارية كثيرة وبرز دائماً كأحد المؤهّلين لرئاسة الجمهورية، خصوصاً بسبب انتمائه العروبي ومفهومه لعروبة لبنان.

أهمّ ما في ميشال إدّه كان كرمه الذي لا حدود له وظرفه الذي لا يُجارى. وأنا مدين له بالكثير، فلم أتّصل به مرة طالباً مساعدة امرأة محتاجة أو طلاب في حاجة إلى قسط مدرسي، إلا وسارع على الفور بتلبية الطلب. بل غالباً ما كان يقول إن القسط وحده لا يكفي، لا بدّ من أن نضيف إليه مصاريف الدراسة الأخرى. وقبيل السنة المدرسية، كان يتّصل بي سائلاً: «أليس لديك طلاب نعلّمهم هذا العام؟». وكان يشعر بالخيبة إذا كان الجواب بالنفي.

لمرحلة غير قصيرة، كانت الرئاسة في لبنان، مثل أمور كثيرة جداً، شيئاً يُقرّر في دمشق. وكانت العاصمة السورية تعطي قضية لبنان عنواناً تحقيرياً هو «الملفّ اللبناني»، الذي تولّاه لحقبة طويلة السيد عبد الحليم خدّام، الذي عاد فأصبح من عتاة المعارضين للنظام بعدما كان من عتاة الموالين والأركان.

اشتهر عن السيد خدّام أنه كان يُخضع المرشّحين لامتحان شفهي لكي يتأكّد من مدى أهليتهم للعمل في ظلّه. وكان ميشال إدّه أحد أبرز هؤلاء، يحمل صفات كثيرة بينها الطاقة على تحمّل الاستجوابات الخدّامية. وفي أشهر تلك الامتحانات، سأله خدّام أين يقيم، فأجاب أن منزله يقع قرب مبنى وزارة الدفاع. رفع السيد النائب حاجبه الأيمن أو الأيسر وقال إن في ذلك مشكلة كبرى. سأله إدّه: «وما هي المشكلة في الأمر؟». فقال: «إن قربك من وزارة الدفاع يعني أن في إمكانك التأثير على قيادتها والتدخّل في شؤونها وهذا أمر لا نريده».
ظلّ ميشال إدّه يروي تلك الحكاية ضاحكاً كعادته. فلم يفقد آدابه وظرفه في أي حالة من حالات الغضب. وفي غيابه سوف يشعر المئات من الفقراء والمعوزين والمؤسسات المحتاجة، باليتم المرير. فما من محسن في حجمه إلا كبار دور الأيتام والرعاية.

syria

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قرب وزارة الدفاع يا للهول قرب وزارة الدفاع يا للهول



GMT 18:18 2021 السبت ,06 شباط / فبراير

من شعر الفرزدق وجرير وأبو تمام

GMT 13:36 2021 السبت ,06 شباط / فبراير

ذهبت ولن تعود

GMT 17:58 2021 الجمعة ,05 شباط / فبراير

ما في أنفسهم

GMT 17:56 2021 الجمعة ,05 شباط / فبراير

لو فعلها بايدن!

GMT 17:53 2021 الجمعة ,05 شباط / فبراير

ماذا وراء إعادة صياغة اتهامات ترمب؟

GMT 11:03 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الحوت الثلاثاء 6 أكتوبر/تشرين الأول 2020

GMT 09:50 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الجوزاء 6 أكتوبر/ تشرين الأول 2020

GMT 23:09 2021 السبت ,30 كانون الثاني / يناير

ديمة الجندي تسترجع ذكرياتها مع حاتم علي

GMT 07:47 2019 الأربعاء ,25 أيلول / سبتمبر

مرتضى يتحدى الجبلاية ويفتح النار على جنش والخطيب

GMT 15:02 2018 الأربعاء ,11 تموز / يوليو

"رولز رويس" تكشف مكانة السيارات في الستينات

GMT 16:27 2021 الخميس ,04 شباط / فبراير

كيتي بيري تعاني إدمان التسوق والتبذير

GMT 11:35 2020 الثلاثاء ,23 حزيران / يونيو

تطبيق جديد يشبه Photoshop يصل الهواتف الذكية

GMT 18:22 2020 الجمعة ,17 كانون الثاني / يناير

نور الشربيني تمثل مصر في نهائي جي بي مورجان للاسكواش
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Syria-24 Syria-24 Syria-24 Syria-24
syria-24 syria-24 syria-24
syria-24
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
syria-24, syria-24, syria-24