مفكرة الرياض قمّة العقود الأربعة
آخر تحديث GMT06:28:45
 العرب اليوم -

مفكرة الرياض: قمّة العقود الأربعة

مفكرة الرياض: قمّة العقود الأربعة

 العرب اليوم -

مفكرة الرياض قمّة العقود الأربعة

بقلم- سمير عطا الله

تنعقد اليوم في الرياض القمّة الأربعون لمجلس التعاون الخليجي. أربعة عقود انتقلت فيها المنطقة من عصر سياسي واقتصادي هادئ ومحدود الازدهار، إلى عصر سياسي قلق وعملاق الاقتصاد. كيان وحدوي عبَر أعتى العواصف سالماً وخبر بعض المنغّصات متألماً. أقيم من أجل التحصّن في وجه أطماع الجوار ولم يتردد الجوار لحظة في كشف نواياه: إيران تصرّ على «الخليج الفارسي» بلغة الشاه ولهجته، والعراق ينتقل من المطالبة الخطابية بالكويت إلى الغزو المطلق والاحتلال السافر. تحوّل الخليج يومها إلى ميدان عسكري. أكبر تكتل عالمي منذ الحرب الكبرى، يقود حرب تحرير الكويت، والاتحاد السوفياتي يمتنع عن تأييد حليفه العراق، وطارق عزيز يقوم برحلاته اليائسة إلى موسكو، برّاً عبر إيران التي خاض ضدّها حرباً دامت ثماني سنوات.
ما بين العراق الصدّامي وإيران الثورة، أدرك الخليج أن الخطر الذي يواجهه لم يعد سياسياً فقط. وفي هذه الدرجة العالية من الأخطار، صار أكثر ما يخشاه أي خلل اتحادي من الداخل. وفيما انتهت الحرب الباردة وزالت الأحلام الشيوعية وتحوّلت موسكو إلى صديق جديد، انتقل الصراع في العالم من الصراع مع الإلحاد إلى الصراع مع التشدّد. وذُهلت البشرية عندما أفاقت ذات يوم على مشهد برجي التجارة في نيويورك. والمفاجأة غير السارّة كانت أن معظم المرتكبين قد جاءوا من هذه البقعة المسالمة التي تشكّل أكبر شريك اقتصادي للولايات المتحدة والغرب. ردّت السعودية بإقامة مركز عالمي لمكافحة الإرهاب في الرياض. واستنكر الخليج إيواء إيران لبعض قادة الإرهابيين. واختار فريق من أهل المجلس مماشاة أهل التطرّف ومشاريعهم على حساب الرؤية العربية الكبرى للحال والمصير. وما كانت تلك إلا محنة أخرى من المحن التي تواجه أكبر مجموعة نفطية في العالم، وأوسع اتحاد في أقاليم الغرب.
تنعقد القمة الأربعون في مقرّ المجلس وسط التمنيات والواقعيات. اللغة الشاعرية لم تعد تكفي كلّ التحدّيات. والجوار في حالة اهتزاز شاق. تهدأ رقعة فيفورُ بركان. وإذ تزيد الانتفاضة ضدّ طهران، في إيران والخارج، يزداد النظام عنفاً وعسكرة. أكبر شاهد على تحوّلات العقود الأربعة هو مضيف القمّة، الملك سلمان بن عبد العزيز. هو الذي طالما قام بالوساطات البعيدة عن الأضواء، وهو الذي حاول تفادي الشقوق في بناء المجلس. وها هو يفتح مرة أخرى أبواب المصالحات ونوافذ التوافق. والبعض متفائل بانفراجات تُعلَن من القمّة. والبعض الآخر يفضّل الانتظار إلى أن يصبح التفاؤل واقعاً. وبعض ثالث يرى أن بوادر الانفراج قد تتجاوز المجلس إلى الإقليم. انتظار النتائج أصبح وشيكاً.
إلى اللقاء.

 

syria

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مفكرة الرياض قمّة العقود الأربعة مفكرة الرياض قمّة العقود الأربعة



GMT 16:13 2021 الخميس ,18 آذار/ مارس

بعض الأخبار من مصر وايران وفرنسا

GMT 19:04 2021 الإثنين ,15 آذار/ مارس

البابا فرنسيس في العراق

GMT 20:02 2021 الجمعة ,12 آذار/ مارس

التراجيديا اللبنانية .. وطن في خدمة الزعيم

GMT 19:25 2021 الثلاثاء ,09 آذار/ مارس

ليبيّات فبراير والصوت النسائي

GMT 20:13 2021 الإثنين ,08 آذار/ مارس

انا والكورونا و المرأة في يومها العالمي

GMT 11:03 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الحوت الثلاثاء 6 أكتوبر/تشرين الأول 2020

GMT 09:50 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الجوزاء 6 أكتوبر/ تشرين الأول 2020

GMT 23:09 2021 السبت ,30 كانون الثاني / يناير

ديمة الجندي تسترجع ذكرياتها مع حاتم علي

GMT 07:47 2019 الأربعاء ,25 أيلول / سبتمبر

مرتضى يتحدى الجبلاية ويفتح النار على جنش والخطيب

GMT 15:02 2018 الأربعاء ,11 تموز / يوليو

"رولز رويس" تكشف مكانة السيارات في الستينات

GMT 16:27 2021 الخميس ,04 شباط / فبراير

كيتي بيري تعاني إدمان التسوق والتبذير

GMT 11:35 2020 الثلاثاء ,23 حزيران / يونيو

تطبيق جديد يشبه Photoshop يصل الهواتف الذكية

GMT 18:22 2020 الجمعة ,17 كانون الثاني / يناير

نور الشربيني تمثل مصر في نهائي جي بي مورجان للاسكواش
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Syria-24 Syria-24 Syria-24 Syria-24
syria-24 syria-24 syria-24
syria-24
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
syria-24, syria-24, syria-24