شارع الأضاليل
آخر تحديث GMT06:28:45
 العرب اليوم -

شارع الأضاليل

شارع الأضاليل

 العرب اليوم -

شارع الأضاليل

سمير عطا الله
سمير عطا الله

تُلزم كل مطبوعة في لبنان، يومية أو أسبوعية أو خلافه، بأن يكون لها مدير مسؤول، يحاسَب أمام القانون. يتشابه ذلك في الغرب مع منصب محامي الجريدة، الذي يكون مكتبه محاذياً لمكتب رئيس التحرير. لأن «السلطة الرابعة» خاضعة للمساءلة، مثلها مثل جميع السلطات في مؤسسة الحكم.

حملت «الإنترنت» إلينا نوعاً جديداً من النشر، لا مسؤول فيه ولا قانون ولا مسؤولية. كل ما فيه إباحة. وكل مقياس أخلاقي لا وجود له. ويثير بعض المنشورات الفتن أو الخوف أو الحزن. وما من حساب. ويطلق على هذا النوع من السقط «الأنباء المزيفة»، أو «جادة الضلال»، أو «شارع التضليل».

ومن هذا الشارع تكرر قبل يومين بث خبر يُعلن غياب فيروز. لعله الخبر الأعم والأعمق حزناً في لبنان، لو كان صحيحاً. والتافه الذي أطلقه، لا يعرف بالتأكيد أن فيروز هي الإنسان الوحيد في هذا البلد فوق الأحزاب والطوائف والمناطق والزعامات. صحيح أن الخبر نُفي بسرعة، وبدأت نشرات المساء جميعها بصورة السيدة ترفع صوتها إلى السماء، ولكن ما بين الإشاعة والنفي، كان حزن عظيم قد فاض في بلد هي أنشودته الوطنية. وفي اليوم التالي صدر عن شارع الضلال خبر سيئ آخر، منسوب إلى وكالة الأنباء الوطنية الرسمية، هو وفاة الرئيس ميشال عون. هنا المصدر ليس تافهاً وبلا قلب، بل متآمر وبلا ضمير. لقد دبر إعلان الوفاة عشية العيد والبلد مليء بشتى أنواع الأحزان والخوف والقلق والانقسام. وفي وجوده حكومة ضعيفة ليس فيها منتخب واحد، معظم وزرائها مستجدون في زمن تتفجر فيه كل الأزمات القديمة والكوارث المتلاحقة.
سنوات الرئيس حسني مبارك، امتنع، بعكس سلفيه، عن إرسال الصحافيين إلى السجون. لكن عندما صدرت إحدى الصحف تعلن وفاته، أرسل صاحبها إلى الحبس. ليس لأن النبأ متعلق به، بل بالدولة، وما تعرضت له من خسائر وهزات وتأهب.

أنا مع الحرية الصحافية إلى أقصى ما يسمح به القانون والأعراف الأخلاقية. لكن لا يمكن أن أقبل بالحرية لكل من أراد قتل سياسي لا يحبه، أو سيدة مثل أرزة لبنان. في هذا المعنى مثل هذه الأخبار ليست مزيفة بل قاتلة وإجرامية. ولا بد من عقاب يطال المرتكبين لكي لا يتكرر هذا النوع من العبث في مشاعر الناس. لا بد من قوانين تنظم هذا النشر الجديد، كما نظمت النشر القديم طوال 400 عام. أي منذ أن اخترع الألمان –كالعادة– شيئاً سوف يسمى الصحافة.

 

syria

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

شارع الأضاليل شارع الأضاليل



GMT 17:14 2021 السبت ,13 شباط / فبراير

مئويتان

GMT 18:18 2021 السبت ,06 شباط / فبراير

من شعر الفرزدق وجرير وأبو تمام

GMT 13:36 2021 السبت ,06 شباط / فبراير

ذهبت ولن تعود

GMT 17:58 2021 الجمعة ,05 شباط / فبراير

ما في أنفسهم

GMT 10:11 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج القوس الإثنين 6 أكتوبر/تشرين الأول 2020

GMT 15:01 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

يزعجك أشخاص لا يفون بوعودهم

GMT 13:14 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

عليك أن تتجنب الأنانية في التعامل مع الآخرين

GMT 16:13 2020 الأحد ,02 شباط / فبراير

يبدأ الشهر بيوم مناسب لك ويتناغم مع طموحاتك

GMT 14:11 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

تثق بنفسك وتشرق بجاذبية شديدة

GMT 09:57 2019 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

تشعر بالإرهاق وتدرك أن الحلول يجب أن تأتي من داخلك

GMT 14:13 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

تجنب الخيبات والارتباك وحافظ على رباطة جأشك

GMT 14:21 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

قوات الاحتلال الإسرائيلي تحاصر مدرسة في بيت لحم
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Syria-24 Syria-24 Syria-24 Syria-24
syria-24 syria-24 syria-24
syria-24
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
syria-24, syria-24, syria-24