مغيِّرون في التاريخ أبو الرسم الحديث
آخر تحديث GMT06:28:45
 العرب اليوم -

مغيِّرون في التاريخ: أبو الرسم الحديث

مغيِّرون في التاريخ: أبو الرسم الحديث

 العرب اليوم -

مغيِّرون في التاريخ أبو الرسم الحديث

سمير عطا الله
سمير عطا الله

شهدت بداية هذا القرن غياب أحد أبرز الرموز الفنية في العالم، النبيل المشوه، الأرستوقراطي الذي وجد نفسه وعاش حياته بين المنبوذين في المجتمع، هنري دوتولوز لوتريك، الذي ولد في عام 1864 وتوفي عام 1901.

كان والد الرسام المشوه، الكونت ألفونس دوتولوز لوتريك مونفا، وأمه كانت أديل، ابنة عم والده، وكانت سيدة غريبة الأطوار، تركب فرسها في حدائق باريس، ثم تترجل عنها فتحلبها وتشرب حليبها أمام الناس. أما لوتريك الأب فظل حتى اللحظة الأخيرة يعيش حياة فرسان العصور الغابرة، يجول الأرياف ومعه صقره الذي يطعمه لحوم الطرائد، ويكره كل شيء معاصر بما في ذلك الرسم. وقد عاش الكونت والكونتيسة منفصلين معظم حياتهما، وكان الأب يعتقد أن زواج القربى هو الذي أدى إلى ولادة ابنه مشوهاً.

أمضى هنري صباه بين قصر العائلة في «آلبي» والمنزل الآخر في باريس، منذ صغره انصرف إلى رسم الخيول والحدائق والناس. وحين ذهب إلى التخصص في الرسم للمرة الأولى لدى صديق العائلة المسيو بونا، قال المسيو بونا إن الأفضل لهنري البحث عن شيء آخر يتعلمه، فانتقل إلى محترف المسيو فرنان غورمون؛ حيث التقى هناك فان غوخ، ومعظم رسامي المرحلة الكبار.
في العشرين من العمر انتقل لوتريك إلى العيش في مونمارتر التي لم تكن آنذاك خارج حدود باريس فحسب؛ بل خارج الحدود أيضاً. وهناك عاش معظم حياته الخاطفة، متنقلاً بين «المولان روج» و«الإليزيه مونمارتر» يرسم أشخاص المقاهي وظلال الفنانات وأضواء المسارح.
خلال فترة قصيرة أصبحت مونمارتر عالم لوتريك، وأصبح هو من معالم التلة الباريسية الجميلة، ولا يزال اسمه مرتبطاً بها وبتاريخها، مع أن النقاد رأوا في ريشته قسوة على الأشخاص وتشويهاً لهم. وذات مرة كانت الفنانة إيفيت غيلبير تتفرج على رسومها حين انتفضت غاضبة، وقالت للوتريك: «إنك حقاً تملك عبقرية فذَّة في تشويه الأشياء». ردَّ عليها بلؤم: «إنها موهبة كيميائية يا سيدتي».
الحقيقة أن حياة لوتريك كانت مأساة انعكست على لوحاته. لقد رأى البشاعة في الجمال، تماماً كما رأى السعادة في الهرب من قصوره ووجوه الأرستوقراطي إلى حياة التشرد في مونمارتر؛ لكنه عرف، هنا وهناك، أنه لا يمكن له الحصول على الحب الحقيقي من أحد.
وكان يدافع عن اختلاله بمنبوذي المجتمع وحياته في الأزقة القذرة أمام أصدقائه النبلاء، ويقول: «ثمة بشاعة في كل مكان، وفي كل شيء، للبشاعة جمال خاص. ومن الممتع للمرء أن يكتشف هذا الجمال؛ حيث لم يلاحظه أحد».
كان لوتريك يعمل طوال الليل والنهار. وقد ترك خلفه أكثر من ألف لوحة ورسم ولافتة وتصميم تجاري. كما ترك رائعات فنية كثيرة، إحداها صورة جانبية للكونتيسة لوتريك، وأخرى رسم لرجل يدعى فان غوخ، وثالثة لرجل آخر يدعى أوسكار وايلد.
إلى اللقاء...

 

syria

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مغيِّرون في التاريخ أبو الرسم الحديث مغيِّرون في التاريخ أبو الرسم الحديث



GMT 17:14 2021 السبت ,13 شباط / فبراير

مئويتان

GMT 18:18 2021 السبت ,06 شباط / فبراير

من شعر الفرزدق وجرير وأبو تمام

GMT 13:36 2021 السبت ,06 شباط / فبراير

ذهبت ولن تعود

GMT 17:58 2021 الجمعة ,05 شباط / فبراير

ما في أنفسهم

GMT 11:03 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الحوت الثلاثاء 6 أكتوبر/تشرين الأول 2020

GMT 09:50 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الجوزاء 6 أكتوبر/ تشرين الأول 2020

GMT 23:09 2021 السبت ,30 كانون الثاني / يناير

ديمة الجندي تسترجع ذكرياتها مع حاتم علي

GMT 07:47 2019 الأربعاء ,25 أيلول / سبتمبر

مرتضى يتحدى الجبلاية ويفتح النار على جنش والخطيب

GMT 15:02 2018 الأربعاء ,11 تموز / يوليو

"رولز رويس" تكشف مكانة السيارات في الستينات

GMT 16:27 2021 الخميس ,04 شباط / فبراير

كيتي بيري تعاني إدمان التسوق والتبذير

GMT 11:35 2020 الثلاثاء ,23 حزيران / يونيو

تطبيق جديد يشبه Photoshop يصل الهواتف الذكية

GMT 18:22 2020 الجمعة ,17 كانون الثاني / يناير

نور الشربيني تمثل مصر في نهائي جي بي مورجان للاسكواش

GMT 19:15 2021 الأربعاء ,27 كانون الثاني / يناير

«ملامح الخمسينيات»... مفردات تعكس حالة من الحنين للماضي

GMT 12:41 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

حالات يجب فيها تغيير زيت محرك السيارة فورًا تعرف عليها
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Syria-24 Syria-24 Syria-24 Syria-24
syria-24 syria-24 syria-24
syria-24
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
syria-24, syria-24, syria-24