«توقفوا عن قراءة الأخبار» مائة على مائة
آخر تحديث GMT06:28:45
 العرب اليوم -

«توقفوا عن قراءة الأخبار» مائة على مائة

«توقفوا عن قراءة الأخبار» مائة على مائة

 العرب اليوم -

«توقفوا عن قراءة الأخبار» مائة على مائة

سمير عطا الله
سمير عطا الله

كل ما كتبه رولف بوبيللي يصح تماماً إذا كنت صحافياً وتعيش في مدينة لوسيرن. لديك نظام تأمين صحي واجتماعي وتعليمي كامل. وعندما ترتفع الأسعار 0.5 في المائة تتدخل وزارة الاقتصاد. وعندما تزيد نسبة التلوث 0.3 في المائة تتدخل وزارة البيئة. وإذا قررت بلديةٌ قطع شجرة، يتدخل المجلس الاتحادي والمحكمة العليا وقيادة الدرك.

أما إذا كنت عربياً، فكيف يمكن أن تعيش من دون سماع الأخبار؟ كيف يمكن أن تعرف أن الأصوات التي تسمعها احتفال بخطاب سياسي، وليست بداية جديدة للحرب الأهلية، وإلى أي مدى ستشعر بالحرمان والندم لأنك لم تصغِ إلى رئيس الحكومة في لبنان مثلاً يبلغ الشعب اللبناني (المعروف العظيم) أن حكومته حققت 97 في المائة من وعودها في 100 يوم. «ولو يا ريِّس. ما تشد حالك شوي، كلها 3 في المائة وتدخل رقم الخلود العربي 99.999 في المائة. هذا التواضع لا يليق بدولتك؛ أخبر شعبك عن المعجزة التي تعيش فيها. أكمل سرد الأرقام 55 في المائة بطالة، 60 في المائة خط الفقر، 7.522 فساد».

عندما أصدر الزميل السويسري كتابه الأنيق بالألمانية، عن ضرورة الحياة من دون الغرق في كآبة الأخبار، وتوتر الخبر العاجل، والخبر الخاص، والخبر الهام، ظن أن كل الناس تعيش على الإيقاع السويسري. يا سيدي، إذا لم نسمع الأخبار، كيف لنا أن نعرف ما إذا كان سعر الدولار اليوم 1500 ليرة لبنانية، أو 3200 أو 4 آلاف؟ كيف لنا أن نطمئن إلى أن هناك من محا أميركا وإسرائيل، قبل أن ينهي نزهته في عاصمة بلاده أم بعدها؟ كيف لنا أن ننام من دون أن نعرف كيف محقت بنغازي طرابلس اليوم، والعكس غداً؟ ولمن نترك إحصاء موجات الوباء في اليمن ومظاهر الرحمة في قلوب الحوثيين، وكيف أنهم لم ينشروا صورة اغتيال علي صالح إلا بعد ترميم جمجمته؟

أنتم في سويسرا، افعلوا ما تشاءون. أما نحن، في هذا المقلب من الحياة، وهذا الفالق الجغرافي البركاني، كيف يمكن لنا أن نعيش من دون «عاجل». عاجل... 60 قتيلاً في إدلب. عاجل... مقتل 30 متظاهراً في العراق. عاجل... أنذال سيناء يقتلون جيشها. عاجل... رامز جلال في عرض البحر يتهيأ للعام المقبل.
نحن، أيها الزميل الكريم، لا نستطيع العيش من دون العاجل. لا بد لنا من يخبرنا بمن أعلن الانفصال في عدن. وكم أصبح عدد الهاربين العرب إلى أوروبا وأميركا واليابان وبيلاروسيا. وكم بلغ تمويل حروب السيد إردوغان.

لها سحر خاص، الأخبار العاجلة أو أخبار العاجل في بلاد العرب. منذ 4 سنوات والحكومة اللبنانية «تؤلف ولا تؤلفان». وفي النهاية عندما أُلفت، حققت 97 في المائة في 100 يوم. الـ3 الباقية تحتاج إلى 100 عام.

 

syria

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«توقفوا عن قراءة الأخبار» مائة على مائة «توقفوا عن قراءة الأخبار» مائة على مائة



GMT 17:14 2021 السبت ,13 شباط / فبراير

مئويتان

GMT 18:18 2021 السبت ,06 شباط / فبراير

من شعر الفرزدق وجرير وأبو تمام

GMT 13:36 2021 السبت ,06 شباط / فبراير

ذهبت ولن تعود

GMT 17:58 2021 الجمعة ,05 شباط / فبراير

ما في أنفسهم

GMT 11:03 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الحوت الثلاثاء 6 أكتوبر/تشرين الأول 2020

GMT 09:50 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الجوزاء 6 أكتوبر/ تشرين الأول 2020

GMT 23:09 2021 السبت ,30 كانون الثاني / يناير

ديمة الجندي تسترجع ذكرياتها مع حاتم علي

GMT 07:47 2019 الأربعاء ,25 أيلول / سبتمبر

مرتضى يتحدى الجبلاية ويفتح النار على جنش والخطيب

GMT 15:02 2018 الأربعاء ,11 تموز / يوليو

"رولز رويس" تكشف مكانة السيارات في الستينات

GMT 16:27 2021 الخميس ,04 شباط / فبراير

كيتي بيري تعاني إدمان التسوق والتبذير

GMT 11:35 2020 الثلاثاء ,23 حزيران / يونيو

تطبيق جديد يشبه Photoshop يصل الهواتف الذكية

GMT 18:22 2020 الجمعة ,17 كانون الثاني / يناير

نور الشربيني تمثل مصر في نهائي جي بي مورجان للاسكواش

GMT 19:15 2021 الأربعاء ,27 كانون الثاني / يناير

«ملامح الخمسينيات»... مفردات تعكس حالة من الحنين للماضي

GMT 12:41 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

حالات يجب فيها تغيير زيت محرك السيارة فورًا تعرف عليها
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Syria-24 Syria-24 Syria-24 Syria-24
syria-24 syria-24 syria-24
syria-24
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
syria-24, syria-24, syria-24