واشنطن لأوروبا لن نسمح لكم
آخر تحديث GMT06:28:45
 العرب اليوم -

واشنطن لأوروبا: لن نسمح لكم

واشنطن لأوروبا: لن نسمح لكم

 العرب اليوم -

واشنطن لأوروبا لن نسمح لكم

بقلم - عبد الرحمن الراشد

هذه أول مواجهة أميركية أوروبية من نوعها، والسبب إيران. فقد سبق وشاب العلاقات اختلاف في السياسات بين ضفتي الأطلسي، في قضايا كبيرة، مثل حرب تحرير الكويت، وغزو العراق، ونحوها، إلا أن هذه مواجهة مختلفة. فأوروبا تواجه واشنطن كمجموعة، تتآمر للتمرد على قرارات الرئيس ترمب بمعاقبة إيران. وهو الآن يهدد الأوروبيين المخالفين بالعقوبات أيضاً، وتنذرهم الحكومة الأميركية بأنها ستهدم نظام الدفع البنكي «سويفت»، ومقره بروكسل، عاصمة الاتحاد الأوروبي، إن حاولوا خرق العقوبات على نظام طهران.
لا تخفي قوى أوروبا الكبرى: ألمانيا وفرنسا وبريطانيا، رغبتها في تحدي قرار الحكومة الأميركية، بنية إفشال قرارها بمعاقبة إيران. وبعد عشرات اللقاءات والاجتماعات، وضعت مجموعة دول الاتحاد الأوروبي جملة حلول، من بينها حماية شركاتها من العقوبات الأميركية، وتشجيعها على إبرام الصفقات المحرمة، ووضع نظام دفع نقدي بديل، لا يمر من نيويورك، بعيداً عن وسيلة «سويفت»، ووضع سبل مالية جديدة مستقلة تسهل من المتاجرة مع إيران، كما طرحت فكرة استخدام نظام المقايضة القديم؛ مثلاً تبيع أوروبا بضائع أو خدمات مقابل النفط الإيراني.
إلا أن هذه المحاولات في تحدي الولايات المتحدة المباشرة أو بالمراوغة، لم تمر مرور الكرام، ولا تعتبرها واشنطن سياسة مخالفة لها من دول ذات سيادة، ولا تريد أن تقبل أنها نتيجة للاتفاق الموقع «JCPOA» الذي قررت الدول الأوروبية الحليفة لأميركا الالتزام به. واشنطن نظرت إلى الجهود الألمانية والفرنسية والبريطانية بأن ما يفعلونه مشروع يتحداها وينوي تخريب جهودها، وليس مجرد أمر يحترم الاتفاق.
هذه معركة نادرة في تاريخ علاقات الحلفاء، أوروبا مع الولايات المتحدة، مما جعل الحكومة الأميركية تستفيد من فرصة اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، لتوصل موقفها بشكل جماعي. الرئيس دونالد ترمب أكد إصراره على العقوبات على نظام إيران، وقال: «أعرف، سيعانون وسيعودون للتفاوض، وأنا مستعد للتفاوض، ولا أريدها مفاوضات من منطلق قوة أو ضعف؛ بل مفاوضات تهدف للتوصل إلى حل». 
مستشار الأمن القومي، جون بولتون، ظهر في مقابلات تلفزيونية، وأطلق تصريحات أقسى ضد الأوروبيين، قائلاً بأن سياسة بلاده «حازمة وثابتة» في فرض العقوبات الاقتصادية، ولن يسمحوا للاتحاد الأوروبي، أو لأي جهة أخرى، بتقويض تلك العقوبات. وكذلك فعل مايك بومبيو، وزير الخارجية، الذي حذّر بأن التدابير الأوروبية ضد سياسة الولايات المتحدة تأثيراتها خطيرة على الأمن والسلم الإقليميين، وأن بلاده تراقب ما يفعلون.
نستطيع القول اليوم، إن الوفد الإيراني يعود من نيويورك بأكبر خيبة في تاريخ الدبلوماسية؛ فشلت كل جهوده ووساطاته ولعبته في تحريض أوروبا ضد حليفتها الولايات المتحدة. بعد أسابيع تبدأ العقوبات الأهم على نظام طهران؛ البترول والدولار.

syria

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

واشنطن لأوروبا لن نسمح لكم واشنطن لأوروبا لن نسمح لكم



GMT 15:25 2018 الجمعة ,07 كانون الأول / ديسمبر

السعودية وتركيا والزعامة

GMT 15:23 2018 الجمعة ,07 كانون الأول / ديسمبر

جهل أم حماقة أم جنون!

GMT 15:20 2018 الجمعة ,07 كانون الأول / ديسمبر

أنفاق ونفاق

GMT 15:03 2018 الإثنين ,03 كانون الأول / ديسمبر

ماذا يعنى «إيديكس 2018»؟!

GMT 15:01 2018 الإثنين ,03 كانون الأول / ديسمبر

ماذا حصدت السعودية فى قمة الأرجنتين؟

GMT 10:58 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تجد نفسك أمام مشكلات مهنية مستجدة

GMT 17:22 2018 الأربعاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

عرض فيلم وثائقي عن ملكة السول الراحلة أريثا فرانكلين

GMT 15:57 2020 الأحد ,02 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 22:02 2019 الخميس ,11 إبريل / نيسان

"إهانة والدة الحكم" تنهي موسم دييغو كوستا
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Syria-24 Syria-24 Syria-24 Syria-24
syria-24 syria-24 syria-24
syria-24
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
syria-24, syria-24, syria-24