من هو عدو تركيا في قطر
آخر تحديث GMT06:28:45
 العرب اليوم -

من هو عدو تركيا في قطر؟

من هو عدو تركيا في قطر؟

 العرب اليوم -

من هو عدو تركيا في قطر

بقلم -عبد الرحمن الراشد

«البحر من ورائكم والعدو أمامكم» هذه ليست الجملة الشهيرة التي قالها القائد العسكري طارق بن زياد عندما فتح الأندلس، بل جنرال تركي يشرف على بناء القاعدة العسكرية التي تبنى له في قطر. بوضوح العدو هنا السعودية ودول الخليج، وليس خلفه سوى بحر الخليج الهائج.قطر تتوعد جيرانها بقاعدة تركيا، لكن «المتغطي بالأتراك عريان» اسألوا جيرانهم السوريين. لن تفيد قاعدتهم قطر لا في حمايتها من السعودية ولا من إيران، وهي تعبر عن التناقضات القطرية الفاخرة المستمرة، فهي لا تزال تركض في اتجاهات متضادة، إلى طهران وواشنطن وأنقرة.الحامية التركية فزاعة صغيرة قد لا تتجاوز ألفي جندي، وتركيا ليست بالدولة الكبرى حتى تستطيع دعمها في اللحظة الحرجة. فهي لا تتمتع بإسناد عسكري لوجيستي كبير في المنطقة، وليس لها بوارج عسكرية في مياه الخليج، ولا تستطيع إرسال مدد بالجو إلا بعد موافقة العراق أو إيران، ولا يوجد لها ممر بري

. قاعدة بلا مهمة، إلا إن قررت أنقرة التحالف مع طهران في حرب مقبلة ضد دول الخليج، وهذا الأمر مستحيل بوجود قاعدتين أميركيتين معها في قطر.بخلاف الأميركيين الموجودين هناك في قاعدتي العديد والسيلية اللتين تديران حروب المنطقة عسكرياً، فإن الوجود التركي ديكور سياسي، وعبء على القطريين. تحالف مكلف جداً لكنه يتناسب مع مخرجات الدعاية القطرية التي تقوم على دعم تنظيمات مثل «الإخوان المسلمين» في المنطقة. والعلاقة الخاصة بين الدوحة وأنقرة ليست في أفضل حالاتها، فهي تعاني من خيبات، فقد كان لدى قطر طموح يعوض عن نقصها، أن تجعل من تركيا دولة إقليمية كبرى سياسياً وعسكرياً فتركبها لتغيير المنطقة، تريدها أن تكون مغامرة قوية مثل إيران تتشارك معها في مد النفوذ على الرياض والقاهرة وبغداد وبيروت. الخطاب التركي السياسي صاخب لكنه لا يتجاوز الإعلام والحناجر. فقد وعدت تركيا بالتغيير في سوريا وفشلت لأنها امتنعت عن التدخل عسكرياً، بعكس إيران وروسيا. ولم تهب لنجدة «الإخوان المسلمين» بعد دهسهم في مصر، ولم تقدم لهم سوى المنفى، للهاربين منهم. وتدخلها محاصر في ليبيا، وخرجت تماماً من السودان

. وزادت نكسات الرهان القطري بسبب العداء الخطير الذي أصاب علاقة أنقرة بواشنطن، وأصاب حلمها في مقتل. ضعفت سياسياً وصارت خسائر قطر المالية هائلة نتيجة تدهور اقتصاد تركيا وعملتها. هذه العلاقة ورطت تركيا؛ بسبب تحالفها مع قطر خسرت أهم أسواقها في منطقة الشرق الأوسط، السعودية والإمارات، وخسرت أكثر من نصف العالم العربي.حين يرفع مستوى الوجود التركي العسكري في قطر من ثكنة إلى قاعدة، خلال الأسابيع المقبلة،

ستتضح معالمه أكثر، ولا أتصور أنه سيضيف كثيراً إلا ربما في حماية الحكم من أي تحديات داخلية، وهذا سلاح من حدين، فتحالفات أنقرة نفسها لطالما تغيرت داخلياً وخارجياً.ومن اللائق أن أنهي المقال بما لم يكمله الجنرال التركي أمام القطريين، بقية خطبة طارق بن زياد لرجاله وهم يستعدون لمعركتهم مع قبائل القوط: «... واعلموا أنكم في هذه الجزيرة أضيع من الأيتام في مأدبة اللئام».

 

syria

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

من هو عدو تركيا في قطر من هو عدو تركيا في قطر



GMT 18:18 2021 السبت ,06 شباط / فبراير

من شعر الفرزدق وجرير وأبو تمام

GMT 13:36 2021 السبت ,06 شباط / فبراير

ذهبت ولن تعود

GMT 17:58 2021 الجمعة ,05 شباط / فبراير

ما في أنفسهم

GMT 17:56 2021 الجمعة ,05 شباط / فبراير

لو فعلها بايدن!

GMT 17:53 2021 الجمعة ,05 شباط / فبراير

ماذا وراء إعادة صياغة اتهامات ترمب؟

GMT 11:03 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الحوت الثلاثاء 6 أكتوبر/تشرين الأول 2020

GMT 09:50 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الجوزاء 6 أكتوبر/ تشرين الأول 2020

GMT 23:09 2021 السبت ,30 كانون الثاني / يناير

ديمة الجندي تسترجع ذكرياتها مع حاتم علي

GMT 07:47 2019 الأربعاء ,25 أيلول / سبتمبر

مرتضى يتحدى الجبلاية ويفتح النار على جنش والخطيب

GMT 15:02 2018 الأربعاء ,11 تموز / يوليو

"رولز رويس" تكشف مكانة السيارات في الستينات

GMT 16:27 2021 الخميس ,04 شباط / فبراير

كيتي بيري تعاني إدمان التسوق والتبذير

GMT 11:35 2020 الثلاثاء ,23 حزيران / يونيو

تطبيق جديد يشبه Photoshop يصل الهواتف الذكية

GMT 18:22 2020 الجمعة ,17 كانون الثاني / يناير

نور الشربيني تمثل مصر في نهائي جي بي مورجان للاسكواش
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Syria-24 Syria-24 Syria-24 Syria-24
syria-24 syria-24 syria-24
syria-24
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
syria-24, syria-24, syria-24