ليبيا الآتي أخطر
آخر تحديث GMT06:28:45
 العرب اليوم -

ليبيا... الآتي أخطر

ليبيا... الآتي أخطر

 العرب اليوم -

ليبيا الآتي أخطر

عبد الرحمن الراشد
عبد الرحمن الراشد

في ليبيا، فريقان يتقاتلان على السلطة منذ 2015، ومثل كل الحروب الإقليمية تبدأ بسيطة، ثم تكبر مع تشابك النزاعات الإقليمية والدولية.

وتطورات الأيام القليلة الماضية مهمة على جميع الأصعدة، فالأتراك في خطوة، هي الأولى منذ سقوط الدولة العثمانية قبل مائة عام، عبروا البحر المتوسط للقتال في ليبيا، تحت علم «حكومة الوفاق»، التي تمثل امتداد الإخوان الإسلاميين. وقد بدأوا الاحتفالات أخيراً بعد هزائم طويلة. وهم بالفعل انتصروا في كسر طوق الجيش الذي حاصرهم عاماً، بقيادة حفتر، وهزموه في ترهونة، المدينة المجاورة وتقدموا شرقاً باتجاه سرت. تضاعفت مساحة المناطق التي تحت سيطرة «الوفاق»، مع هذا فإن كل الأرض التي تسيطر عليها، حتى الآن، أقل من عشرين في المائة من ليبيا، أما الجيش فلا يزال يسيطر على أكثر من ستين في المائة من البلاد، بما فيها مناطق البترول.

الأيام المقبلة ستبين لنا إن كان الأتراك، الذين يقودون المعارك جواً وأرضاً، مع ميليشيات جلبوها من سوريا، يستطيعون التقدم وكسب الحرب في المدن الشرقية وغيرها. فإن استولى الأتراك على سرت ثم بنغازي، حينها فعلاً يكون انتصارهم خطيراً، وقد يغير قواعد اللعبة ليس في ليبيا وحدها، بل في كل تلك المنطقة. لكن في الوقت الراهن هم استعادوا أحياء في أطراف طرابلس وترهونة وبني وليد، ولا تزال الحرب بعيدة عن الحسم.

رئيس البرلمان، عقيلة صالح، وقائد الجيش، حفتر، طرحا المبادرة التوافقية التصالحية في القاهرة. وقيل إنها مبادرة المهزوم وهي في الحقيقة أفضل عرض للسلام يجمع كل الفرقاء. الحل المقترح مشاركة تصالحية، حكومة من رئيس ونائبين، ومرحلة انتقالية، ودستور جديد، ثم انتخابات. الأتراك، وحلفاؤهم، رفضوه سريعاً.
هل إعلان القاهرة مناورة فرضتها التطورات الأخيرة؟ الحقيقة أنه خطوة دبلوماسية ضرورية للمرحلة المقبلة، حيث نتوقع أنها ستكون الأسوأ عسكرياً، وبالتالي تمثل الأرضية لأي حل يطرح مستقبلاً، وقد وجدت قبولاً من المؤسسات الدولية والغربية، لكن بدون القوة وإلحاق الهزيمة بالأتراك لن تكون مجدية.
هل الغزو التركي يحظى بالرضا، أو على الأقل عدم ممانعته غربياً؟ ربما، لأنه ما كان بمقدور الأتراك نقل كل هذه القوات المسلحة والعتاد الحربي في العلن من دون أن تعترضهم أي من البوارج الحربية الأوروبية، أو الأميركية على وجه التحديد. هل جاء رداً على ما اعتبر طلائع القوات الروسية؟ والروس هم أيضاً، يوجدون لأول مرة في هذه المنطقة، المهمة بترولياً للعالم وأمنياً لجنوب أوروبا.
وبعد أشهر من الإنكار، أخيراً اعترف الأتراك بتورطهم عسكرياً، وأذاعه الرئيس إردوغان قبل أيام: «جنودنا، ومع أشقائهم في ليبيا، باتوا يسيرون مؤخراً نحو تحقيق الخطط المستهدفة... العسكريون الأتراك يسيطرون في ليبيا، سواء في طرابلس، أو في ترهونة والمطارات المحيطة، حيث طهروا كل تلك المناطق، وهم الآن يسيرون نحو الأهداف المنشودة». ما هي الأهداف المنشودة؟، كلمات لها معانٍ كبيرة. الحرب في ليبيا لم تعد بين الليبيين.
وعلى خطى إيران، تركيا في حالة انتشار مجنونة، تنتشر عسكرياً في أرجاء المنطقة؛ قوات في شمال العراق، قاعدة عسكرية في قطر، وقوات في ليبيا، ومعارك في سوريا، ونشاط عسكري في الصومال.
التدخل التركي في ليبيا سيحقق شيئاً واحداً، ليس السيطرة على ليبيا وتمكين «الوفاق» من كل السلطة، بل توسيع دائرة الصراع في هذا البلد الممزق منذ الربيع العربي. لهذا جاء «إعلان القاهرة» كمحاولة أخيرة لإنقاذ ليبيا قبل الانتقال إلى الفصل الجديد والأخطر من الحرب.

 

syria

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ليبيا الآتي أخطر ليبيا الآتي أخطر



GMT 17:14 2021 السبت ,13 شباط / فبراير

مئويتان

GMT 18:18 2021 السبت ,06 شباط / فبراير

من شعر الفرزدق وجرير وأبو تمام

GMT 13:36 2021 السبت ,06 شباط / فبراير

ذهبت ولن تعود

GMT 17:58 2021 الجمعة ,05 شباط / فبراير

ما في أنفسهم

GMT 11:03 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الحوت الثلاثاء 6 أكتوبر/تشرين الأول 2020

GMT 09:50 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الجوزاء 6 أكتوبر/ تشرين الأول 2020

GMT 23:09 2021 السبت ,30 كانون الثاني / يناير

ديمة الجندي تسترجع ذكرياتها مع حاتم علي

GMT 07:47 2019 الأربعاء ,25 أيلول / سبتمبر

مرتضى يتحدى الجبلاية ويفتح النار على جنش والخطيب

GMT 15:02 2018 الأربعاء ,11 تموز / يوليو

"رولز رويس" تكشف مكانة السيارات في الستينات

GMT 16:27 2021 الخميس ,04 شباط / فبراير

كيتي بيري تعاني إدمان التسوق والتبذير

GMT 11:35 2020 الثلاثاء ,23 حزيران / يونيو

تطبيق جديد يشبه Photoshop يصل الهواتف الذكية

GMT 18:22 2020 الجمعة ,17 كانون الثاني / يناير

نور الشربيني تمثل مصر في نهائي جي بي مورجان للاسكواش

GMT 19:15 2021 الأربعاء ,27 كانون الثاني / يناير

«ملامح الخمسينيات»... مفردات تعكس حالة من الحنين للماضي

GMT 12:41 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

حالات يجب فيها تغيير زيت محرك السيارة فورًا تعرف عليها
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Syria-24 Syria-24 Syria-24 Syria-24
syria-24 syria-24 syria-24
syria-24
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
syria-24, syria-24, syria-24