هل يعجل بنهاية «حزب الله»
آخر تحديث GMT06:28:45
 العرب اليوم -

هل يعجل بنهاية «حزب الله»؟

هل يعجل بنهاية «حزب الله»؟

 العرب اليوم -

هل يعجل بنهاية «حزب الله»

عبد الرحمن الراشد
عبد الرحمن الراشد

الدمار أعظم، والقتلى والجرحى أكثر من الحروب الماضية التي أصابت لبنان وعاصمته. إنما القصة مكررة. ففي عام 2008 اعترضت الحكومة اللبنانية على سيطرة «حزب الله» على مطار بيروت، وعلى بناء شبكة اتصالات تحت الأرض تستخدم لأغراض عسكرية وأمنية. تجرأ مجلس الوزراء وأصدر قراراً اعتبرها تعدياً على سيادة الدولة، واعتداء على المال العام. لجأ «حزب الله» إلى سلاحه وهاجم مناطق خصومه، وقتل نحو 70 شخصاً. وقامت قطر حليفته، كالعادة بتمويله، مثلما دعمت «حزب الله» ودافعت عنه، في اغتياله الحريري وبقية القيادات اللبنانية عام 2005. عقدت مؤتمر مصالحة في الدوحة، مؤتمر استسلام، نفذت فيه كل مطالب الحزب. سحبت الحكومة ذليلة القرارين، واستمر المطار والميناء والاتصالات تحت سيطرة «حزب الله» إلى اليوم. لا ننسى طبعاً الأحداث السابقة لها. رداً على الاحتجاجات اللبنانية الشعبية الواسعة ضد اغتيال «حزب الله» قيادات لبنانية، افتعل حرباً مع إسرائيل، عام 2006 بخطف جنديين، تسبب في دمار البنية التحتية للبنان.

والسنوات التالية أظهر مزيداً من التسلط؛ حيث دخل «حزب الله» الحكومات، وأصبح يديرها، كما هو الحال الآن، وتولى مباشرة حقائب خدمات مهمة شعبية مثل وزارة الصحة وسيطر عليها، يقدم خدمات التطبيب للإيرانيين من منسوبي النظام وينهب المال العام لصالح منسوبيه والمنتفعين منه.

ووقعت كارثة الأزمة المالية الصعبة، أيضاً، كانت من فعل يده. غسل الأموال والإرهاب وضعا لبنان على قوائم المقاطعة الغربية، فصار هناك شبه انهيار في الصناعة المصرفية، وفقدت أغلبية الناس مدخراتها، وتبخرت الطبقة الوسطى في البلاد.

ثم وقع انفجار الميناء، الذي أصاب دماره نحو ثلث وسط بيروت، هو عمل آخر من أعمال «حزب الله» الذي تحت سيطرته. فيه يخزن أسلحته ومتفجراته، وسطمناطق المدنيين عامداً، وغير عابئ بسلامتهم. هذا عدا تغوله على السلطة الشرعية، وبنائه قوة عسكرية وأمنية تفوق قوة الدولة يستخدمها في الحروب الداخلية والخارجية.

مجمل الأحداث المتكررة تنبئ بأمرين، تكرر فشله وضعفه، وخاصة في استهداف إسرائيل له. لكن الانهيار المالي والخدماتي، علامتان فارقتان مهمتان، مسّتا حياة الجميع، كل السكان والطبقات.

كل الظروف الداخلية المعادية له، والإقليمية ضده، تحديداً استهداف نظام إيران بالحصار والملاحقة الدولية، تجعل وجود «حزب الله» نفسه مهدداً، إن لم يقبل الدعوات المتكررة له بنزع سلاحه. وهو بالتأكيد أمر مستبعد أن يقبل، لأن «حزب الله» في الواقع جزء من «الحرس الثوري» الإيراني. والنظام الإيراني، نفسه، معرض للانهيار جراء الضغوط الهائلة عليه عسكرياً واقتصادياً، من الشعب الإيراني ومن الولايات المتحدة، معاً. وآمال السلطة في طهران معلقة على فشل إعادة انتخاب دونالد ترمب في الانتخاب الرئاسية الأميركية بعد 3 أشهر. تعرف أن ترمب لو أعيد انتخابه سينتهي النظام في طهران و«حزب الله»، بشكل ما. حتى لو فاز منافسه الديمقراطي فإن الرغبة الدولية، وليست الأميركية فقط، ستهيئ لسقوط النظام إن رفض القبول بالتغيير. ومن أول المطالب، إنهاء «حزب الله» عسكرياً. سلاحه، وغسله للأموال وتمويل الإرهاب، وتأجير مقاتليه في حروب المنطقة، وتهديده للجميع ستسرع بنهايته خلال الرئاسة الأميركية المقبلة.

 

syria

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل يعجل بنهاية «حزب الله» هل يعجل بنهاية «حزب الله»



GMT 17:14 2021 السبت ,13 شباط / فبراير

مئويتان

GMT 18:18 2021 السبت ,06 شباط / فبراير

من شعر الفرزدق وجرير وأبو تمام

GMT 13:36 2021 السبت ,06 شباط / فبراير

ذهبت ولن تعود

GMT 17:58 2021 الجمعة ,05 شباط / فبراير

ما في أنفسهم

GMT 09:58 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الأسد 6 أكتوبر/ تشرين الأول 2020

GMT 12:34 2020 الإثنين ,29 حزيران / يونيو

يحذرك هذا اليوم من المخاطرة والمجازفة

GMT 12:55 2019 الثلاثاء ,22 كانون الثاني / يناير

التحالف" يبلغ "قسد" ببقائهم في دير الزور حتى القضاء على داعش"

GMT 09:12 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الذهب في سورية اليوم الثلاثاء 6 تشرين الأول / أكتوبر 2020

GMT 20:38 2019 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

إفلاس 5 شركات في ظل الأزمة الاقتصادية التركية

GMT 08:15 2019 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

لوحات تحكي بلسان الأطفال في معرض لون وحب لسناء قولي

GMT 00:33 2019 الأربعاء ,11 أيلول / سبتمبر

زلزال بقوة 5.7 درجة يضرب خليج ألاسكا

GMT 14:55 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

يحذرك من ارتكاب الأخطاء فقد تندم عليها فور حصولها
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Syria-24 Syria-24 Syria-24 Syria-24
syria-24 syria-24 syria-24
syria-24
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
syria-24, syria-24, syria-24