هل حان إنهاء مجلس التعاون
آخر تحديث GMT06:28:45
 العرب اليوم -

هل حان إنهاء مجلس التعاون؟

هل حان إنهاء مجلس التعاون؟

 العرب اليوم -

هل حان إنهاء مجلس التعاون

بقلم-عبدالرحمن الراشد

زرت البحرين والكويت ودبي في شهرين من دون أن أستخدم جواز سفري، كانت الهوية تسد الحاجة كما لو كنت أتنقل داخل دولة واحدة. مع هذا فإن خيبة معظم مواطني مجلس التعاون الخليجي منه، أعظم من الرضا عليه. ولو كان المجلس، كما يتمناه مواطنوه ووعد قادته، كياناً واحداً لكان الدولة السابعة في العالم من حيث الناتج المحلي - حالياً ترتيب عُمان 66 - ولكان عدد سكان دول مجلس التعاون 55 مليون نسمة، وفي المرتبة الـ27 ديموغرافياً في العالم. 

حالياً سكان قطر مليونان ونصف، والبحرين مليون ونصف. الذي أعنيه أن هذه الدول من دونه تبدو صغيرة وهشة. وفكرة المجلس في أصلها أنه أسس كتكتل دفاعي في وجه التهديد الإيراني بعد ثورة الخميني، ثم تطورت الفكرة إلى تعاون اقتصادي وتحالف سياسي. ومع أن الجميع يؤكد أنه مقتنع بفكرة المجلس، والتعاون وما وراء ذلك، فإن الثلاثين عاماً التي مضت أثبتت أن دولة عضواً واحدة قادرة على هزيمة كل الأماني.

قطر، تحديداً منذ مطلع التسعينات، وهي تضع العصي في عجلات مشروع المجلس وقد نجحت فيما فشل فيه صدام وفشلت فيه إيران، تمكنت من تخريبه وتمزيقه. حاربت البحرين ودعمت المعارضة الانقلابية، ودخلت في معارك حدودية مع السعودية ولا تزال تمول معارضتها في الخارج، ومولت قيادات معارضة جرت الشارع فيما اعتبرته انتفاضة ضد النظام السياسي في الكويت، ونظمت عمليات معارضة في داخل الإمارات وخارجها. وهي اليوم الممول الرئيسي للهجمة الكبرى ضد السعودية ووراء تسييس مقتل خاشقجي. يمكن القول إن الخلافات بين الدول الأعضاء طبيعية، كانت، وبعضها لا يزال مستمراً، سواء حدودية أو في تعاملات سياسية، لكن كل الدول الخليجية، باستثناء قطر، لم تبلغ حد تجاوز الخطوط الحمراء الخطيرة التي تهدد أمن وسلم شقيقاتها.
والحقيقة لا توجد مبررات قاهرة يمكن أن تجد عذراً لأفعال الدوحة السيئة والمؤذية، ولم تتوقف منذ 28 عاماً. لهذا تجتمع الدول الست اليوم في الرياض في ظل مرارة بعد أن بلغ الأذى القطري منتهاه، وبعد أن انحدرت خيبة الناس إلى أدنى مستوياتها.
وحتى في ظل هذه الانهيارات المستمرة، والتآكل الواضح في العلاقات، فإن مقر مجلس التعاون في مدينة الرياض لم يغلق أبوابه حتى في أحلك أيامه. واستمر يعمل بكامل موظفيه من كل الجنسيات، بمن فيهم القطريون، وبعد القطيعة منذ عام ونصف، استثنت السعودية مجلس التعاون من المنع وسمح لموظفيه القطريين ومن يمثلهم.
لكن قمة اليوم لا تخفي الغمامة السياسية المظلمة وتطرح السؤال بقوة حول مستقبل مجلس التعاون مع تعاظم التشكيك في قيمة هذا الحلف. فقد أسس لحماية المجلس من أي اعتداء خارجي عليه وقد نجح في الاصطفاف ضد إيران وفي ردع عراق صدام حسين، لكنه فشل فشلاً ذريعاً في ردع الاعتداءات داخل المنظومة وعجز عن وقف السلوك العدواني من دولة واحدة لأكثر من ربع قرن.
مجلس التعاون اليوم انشق إلى مجلسين وإن استمر الوضع المتأزم كما هو اليوم، سينتهي مجلس التعاون لدول الخليج إلى غير رجعة، إلا من اتفاقات ثنائية. وليس تحاملاً لوم قطر وتحميلها المسؤولية الأكبر في خرابه، وهي الوحيدة القادرة على إنهاء التوترات. ومن المستبعد أن تتبدل سياستها في ظل استمرار سلوكها القديم حتى لو وقعت معجزة وتمت المصالحة.

نقلا عن الشرق الاوسط اللندنية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

syria

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل حان إنهاء مجلس التعاون هل حان إنهاء مجلس التعاون



GMT 18:18 2021 السبت ,06 شباط / فبراير

من شعر الفرزدق وجرير وأبو تمام

GMT 13:36 2021 السبت ,06 شباط / فبراير

ذهبت ولن تعود

GMT 17:58 2021 الجمعة ,05 شباط / فبراير

ما في أنفسهم

GMT 17:56 2021 الجمعة ,05 شباط / فبراير

لو فعلها بايدن!

GMT 17:53 2021 الجمعة ,05 شباط / فبراير

ماذا وراء إعادة صياغة اتهامات ترمب؟

GMT 10:11 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج القوس الإثنين 6 أكتوبر/تشرين الأول 2020

GMT 15:01 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

يزعجك أشخاص لا يفون بوعودهم

GMT 13:14 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

عليك أن تتجنب الأنانية في التعامل مع الآخرين

GMT 16:13 2020 الأحد ,02 شباط / فبراير

يبدأ الشهر بيوم مناسب لك ويتناغم مع طموحاتك

GMT 14:11 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

تثق بنفسك وتشرق بجاذبية شديدة

GMT 09:57 2019 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

تشعر بالإرهاق وتدرك أن الحلول يجب أن تأتي من داخلك

GMT 14:13 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

تجنب الخيبات والارتباك وحافظ على رباطة جأشك
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Syria-24 Syria-24 Syria-24 Syria-24
syria-24 syria-24 syria-24
syria-24
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
syria-24, syria-24, syria-24