ذكريات بيروت قبل الحرب الأهلية
آخر تحديث GMT06:28:45
 العرب اليوم -

ذكريات بيروت قبل الحرب الأهلية

ذكريات بيروت قبل الحرب الأهلية

 العرب اليوم -

ذكريات بيروت قبل الحرب الأهلية

بقلم -جهاد الخازن

عندما أكون في بيروت ألعب "الشدّة" مع بعض الأصدقاء بعد الظهر، وقد أشرب القهوة مع أصدقاء آخرين في أحد مقاهي شارع الحمراء قبل العشاء.بيروت تشبه القاهرة في زحام السير، خصوصاً في وسط المدينة، وتتفوق على القاهرة بعدد الشحاذين والشحاذات.

بعض الشحاذين يأخذ معه صغاراً من بنات وبنين يشحذون بدورهم من المارة أو ركاب السيارات.شحاذتي المفضلة بين البيت ودار "الحياة" قرب البرلمان. أعطيها ألف ليرة، أو ثلثي دينار،

مع أن أول عمل صحافي لي في بيروت كان في وكالة رويترز، وبدأت بألف ليرة في الشهر، أي بمرتب عالٍ، وانتهيت بحوالى ثلاثة آلاف ليرة.كنت مترجماً سنة ومراسلاً سنة أخرى، وفي السنة الثالثة من العمل مع الوكالة البريطانية المشهورة أصبحت "رئيس نوبة" وهناك من يعمل معي. كان إلياس نعواس رئيس التحرير الإقليمي، وكان خضر رضا رئيس نوبة مثلي وقبلي، وانضم إلينا حنا عنبر الذي يعمل الآن مسؤولاً عن التحرير في "الديلي ستار" التي رأست تحريرها حتى بدء الحرب الأهلية في لبنان.أكتب اليوم ذكريات ربما تجعل القارئ يبتسم في يوم العيد أو يشاركني ما عنده من ذكريات. كنت أتناول الغداء مع أخي الأصغر في مطعم في الأسواق الجديدة،

وخرجت أربع سيدات كن على طاولة مجاورة ثم عادت واحدة من الخارج وسألتني: أنت جهاد الخازن؟ قلت لها نعم، واكتشفت أنها زوجة الزميل وفيق رمضان، وأن الأسرة عادت مع الابنة الوحيدة من الإقامة في واشنطن إلى لبنان. كم أسفت أنني لم أطلب من الأخت العزيزة رقم الهاتف المحمول لوفيق لأكلمه وأراه.لم تمضِ دقيقة أو نصف دقيقة حتى عادت سيدة أخرى من الخارج مع زوجها وسألتني: أنت جهاد الخازن؟ قلت لها نعم وقال الزوج إنه ربح رهاناً مع زوجته فهو قال لها إنني جهاد الخازن وهي أنكرت ذلك. ماذا أقول؟ كبرنا يا سيدي القارئ.في بيروت قبل الحرب الأهلية كنت مسؤولاً عن توفير مادة بالإنكليزية لنشرة أطلقها الزميل الكبير غسّان تويني، ترجمة اسمها إلى العربية هو "تقرير الشرق الأوسط". النشرة كانت تصدر من مكتب الزميل رياض الريّس، وكانت أفضل مادة أتلقاها من المساهمين يكتبها الزميل فؤاد مطر.غسّان تويني كان من خيرة الناس،

صحافياً وإنساناً، ومع أنني أقمت في لندن ٤٢ سنة حتى الآن، فقد كنت في بيروت عندما توفي، وحضرت تشييع جنازته في كنيسة تواجه البرلمان، ورأيت من أفراد أسرته زوجته شادية الخازن، وابنة ابنه جبران، الشابة نايلة تويني مع زملاء كثيرين.قبل وفاة غسّان اتصلت بالأخت شادية وطلبت منها أن تتصل بي إذا كان في وضع طيب فقط لأسلم عليه. هي قالت لي إنه يجلس في طرف الصالون ويبكي، فقد توفيت زوجته الأولى ناديا تويني وابنته نايلة صغيرة، وابنه مكرم الذي قتلته سيارة مسرعة في باريس، ثم جبران في تفجير في بيروت ولم يبقَ سوى غسّان للبكاء على أسرته.اليوم تمر بي السيارة أحياناً أمام مبنى الأونيون، أتذكر الزملاء ثم أتذكر اغتيال جون كنيدي والقنبلة النووية الصينية، وموت جمال عبدالناصر وتسلم أنور السادات الرئاسة بعده، والحروب مع اسرائيل وموت ياسر عرفات، فأنا والأخت سهى عرفات واثقان من أن الحكومة الإسرائيلية قتلته بسم في الطعام الذي يدخل المقاطعة في رام الله.هناك أصدقاء كثيرون في بيروت بعضهم هرب من الضرائب في لندن، وهناك آخرون توفوا وبقيت ذكراهم في القلب. سنتبعهم يوماً.

 

syria

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ذكريات بيروت قبل الحرب الأهلية ذكريات بيروت قبل الحرب الأهلية



GMT 15:47 2020 السبت ,11 تموز / يوليو

اسرائيل تعاني ونتانياهو يعتمد على اليمين

GMT 17:16 2020 الخميس ,09 تموز / يوليو

الكونغرس لا يريد بيع السلاح الى العرب

GMT 16:25 2020 الثلاثاء ,07 تموز / يوليو

أخبار من السعودية والولايات المتحدة وأوروبا

GMT 13:15 2020 السبت ,04 تموز / يوليو

معارضة عزم اسرائيل ضم الضفة الغربية

GMT 15:24 2020 السبت ,20 حزيران / يونيو

كتاب ومقال أعرضهما على القراء

GMT 09:46 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الثور 6 أكتوبر/ تشرين الأول 2020

GMT 14:20 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

كن دبلوماسياً ومتفهماً وحافظ على معنوياتك

GMT 10:16 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

حاذر ارتكاب الأخطاء والوقوع ضحيّة بعض المغرضين

GMT 17:07 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

تتمتع بالنشاط والثقة الكافيين لإكمال مهامك بامتياز

GMT 12:59 2020 الإثنين ,01 حزيران / يونيو

لا تتهوّر في اتخاذ قرار أو توقيع عقد

GMT 04:49 2019 الإثنين ,02 أيلول / سبتمبر

تبحث أمراً مالياً وتركز على بعض الاستثمارات

GMT 08:04 2019 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

فخامة الألوان القاتمة في غرف النوم

GMT 08:21 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

اللاذقية ضبوط تموينية بحق 4 محطات وقود مخالفة

GMT 11:07 2019 الإثنين ,28 كانون الثاني / يناير

عمر البشير يُصارع من أجل البقاء وسط احتجاجات تُطالب برحيله

GMT 17:38 2019 الأحد ,13 كانون الثاني / يناير

إطلاق الغاز المسيل للدموع على متظاهرين في الخرطوم

GMT 05:20 2018 الأربعاء ,05 كانون الأول / ديسمبر

كيم كارداشيان و لايفلي تتألقان بالفضي في "فيرساتشي"
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Syria-24 Syria-24 Syria-24 Syria-24
syria-24 syria-24 syria-24
syria-24
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
syria-24, syria-24, syria-24