أسامة الرنتيسي
كأن وزارة التربية والتعليم تُجري امتحان الثانوية العامة لأول مرة، كأنه لا يوجد لدينا دائرة خاصة معنية بالامتحانات، فتقع أخطاء مجانية لا يجوز بعد كل هذه السنين من الإعداد والإشراف على امتحانات التوجيهي أن تقع.
الاربكاك الذي وضعت فيه وزارة التربية طلبة التوجيهي هذا العام لا يمكن أن يمر من دون حساب حتى لو كانت الأخطاء غير مقصودة.
تخيلوا يا رعاكم الله أن القائمين على الامتحانات أخطأوا في اليوم الأول في تقدير مدة امتحان الرياضيات، فعالج الأمر وزير التربية بأن أعلن أنه سيتم إضافة 10 دقائق إلى مدة امتحانات الثانوية العامة التوجيهي بدءًا من يوم السبت، ليصبح المجموع 20 دقيقة تمت إضافتها ، حيث كان قد تمت زيادة وقت الامتحان سابقا عشر دقائق عدا العشر دقائق التي تم إقرار إضافتها بعد الامتحان الأول.
وفي الامتحان الثاني اكتشفت الوزارة خطأ مطبعيا في امتحان الكيمياء وقررت اللجنة الفنية احتساب علامة السؤال (فقرة 6) لجميع الطلبة النظاميين خلال الامتحان لأن الإجابة الصحيحة للسؤال هي -1، وأن إشارة السالب لم تظهر عند رقم 1 في خيارات الإجابة المتعددة، وتقرر احتساب علامة السؤال للطلبة جميعهم؛ حرصا من الوزارة على ضمان حق الطلبة. (يا عيني على هالحرص…)
ليتكرر الخطأ المطبعي مرة أخرى في الفقرة رقم 6 من امتحان مبحث الأحياء لطلبة التوجيهي، الذي عقد الثلاثاء. حيث تبين إن الخطأ المطبعي تمثل في الطراز الجيني الوارد في العمود (3) إذ أن الطراز الجيني هو (ggtt) وليس (Ggtt) وقد تم التعميم على المديريات بوجود الخطأ الطباعي منذ الدقيقة الأولى للامتحان. (بالله شو…)
صحيح أن الدنيا تغيرت بفضل كورونا وتغيرت معها صيغة التعليم والامتحانات، إلا أن امتحان التوجيهي حكاية لا تنتهي في الأردن وقد خضع إلى تجارب نقلها وزراء التربية كلٌ منهم على طريقته الخاصة، ففي السنوات الأخيرة جرت تعديلات على أسس الامتحان، لا يمكن أن تصنع طمأنينة لدى الطلبة وأهلهم، بل إن معظم الأردنيين لم يعرفوا أسس الامتحان ولا طريقة اختيار المواد الدراسية، حتى أولياء أمور الطلبة ذاتهم مصدومون من جهلهم في التغييرات التي وقعت على الامتحان وهم لم يتمكنوا من متابعتها.
ليست أسس الامتحان فقط التي أصابها الإرباك، بل طريقة تقديم الامتحانات، فَلِمَ يحتاج الطالب إلى نحو شهر ليقدم المواد المطلوبة منه، وما مغزى أن يكون بين الامتحان والآخر أربعة أو خمسة أيام؟
حتى قضية إعلان نتائج التوجيهي، لا أحد يعلم لِمَ تحتاج إلى نحو الشهرين لاستخراجها، وفي دول أخرى، عدد طلابها خمسة أضعاف طلبتنا كالسعودية ومصر مثلا، لا تحتاج سوى أيام قلائل، وفي دول أخرى تعلن النتائج بعد يومين من تقديم آخر امتحان، ومع كل هذه المدة التي تصرفها الوزارة لاستخراج النتائج، إلا أن نسبة الأخطاء ليست قليلة، ولنا تجربة مؤلمة قبل سنوات.
الدايم الله…..
أرسل تعليقك