أسامة الرنتيسي
أفكر جديا بخوض غمار الانتخابات النيابية عن محافظة البلقاء، إلا أنني لم أحسم الآمر لغاية الآن بسبب قانون الانتخاب المعقد الذي تكشّف سرّه في الانتخابات الماضية واستحالة فوز أكثر من مرشح في القائمة من غير الكوتا.
يوميا تصطدم بحالة بؤس من الانتخابات، فشخصية سياسية ونيابية وديمقراطية وأهم خبير في قوانين الانتخاب في الأردن جميل النمري يمتنع عن الترشح للانتخابات بسبب مُخرجات قانون الانتخاب، وعُقم نتائجه.
برغم إعلان الهيئة المستقلة للانتخاب وجود مراقبين دُوليين ومحليين للانتخابات، إلا أن الاعتقاد السائد لدى عموم الأردنيين، أنه لو تجمعت جهات الرقابة الدُّولية جميعها، وجلسوا فوق الصناديق وتابعوا إجراءات التصويت والفرز، فإنهم لن يمنعوا وقوع تزوير في الانتخابات، إن كان هناك قرار بالتزوير.
وللأسف؛ برغم إشراف الهيئة المستقلة على أكثر من انتخابات منذ تشكيلها، وإجرائها انتخابات شهدت بنزاهتها جهات دُولية، إلا أن العقلية الأردنية لا تزال محكومة بنظرية المؤامرة وأن أسماء الفائزين جاهزة.
للتذكير؛ فقد وجِّه سؤالٌ من باب المداعبة لرئيس الهيئة المستقلة للانتخاب الدكتور خالد الكلالدة عندما زار مجلس النواب قبل الكورونا من أحد النواب: “هل اسمي مكتوب في القوائم الفائزة….؟”
معذور أي شخص لا يزال رهن هذه العقلية، فبعد تجارب مريرة بالتزوير، يوجد الآن بيننا — للأسف — من يتبجح بأنه مارس التزوير، وتنجيح فلان وترسيب علان، من دون أن يتقدم للمحاكمة بأشد الاتهامات، فقد زوّر إرادة الناس، وتحكم في وعيهم، لكن؛ مرة أخرى – للأسف – حمى هؤلاء القانون، بسبب سقوط القضايا بالتقادم.
حملة انتخابية ليست طويلة، ولم تسخن يومياتها بعد، من المتوقع أن تزداد سخونة في الأيام المتبقية على فتح الصناديق الانتخابية، تكشف المؤشرات الخاصة بالانتخابات أننا نواجه تجربة جديدة تحتاج لحظات صفاء وذهن متقد من صناع القرار، لإعادة النظر في القناعات التي افترضت السوء في أهداف هذه الانتخابات.
حاجة البلاد إلى الانتخابات أكثر من ضرورية، فهي علاج لحالة فقدان الثقة بين الناس ومؤسسات الدولة، التي يقبع بعض رموزها خلف القضبان، وبعض آخر ينتظرون، وحتى تكون صناديق الاقتراع طريق الاحتكام لمن يملك القوة الشعبية ومن يمارس الادعاء فقط.
حتى الآن؛ الحماس الشعبي للانتخابات لم يسخن بعد، ومن المفترض أن تتم خلال الفترة المقبلة حملات قوية مقنعة لتشجيع الأردنيين على المشاركة في الانتخابات، مع أمنيتي الشخصية ألا يطلق على يوم الانتخابات إعلاميا – العرس الوطني – لأن هذه التسمية أصبحت ممجوجة أكثر من اللازم.
الدايم الله….
أرسل تعليقك